العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ

بن معمر: اختلال الأمن العالمي الآن يأتي من أعداء تخفوا خلف ستار الدين

الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فيصل عبدالرحمن بن معمر
الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فيصل عبدالرحمن بن معمر

أكد الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات فيصل عبدالرحمن بن معمر أن أسباب اختلال الأمن في هذه الأيام لم يأت نتاج لصراع محاور دولية كما حدث في الحربين العالميتين، وإنما كان نتيجة صراع مع أعداء تخفوا خلف ستار الدين أو خلف آراء سياسية متطرفة تنتهج قتل الأبرياء.

وأعرب بن معمر في كلمته التي ألقاها في مؤتمر حوار الحضارات أن العالم تهيأت له خلال الحقبة الحالية فرصا من التواصل لم تكن موجودة من قبل وقال أن الفضاء الجديد يعد أكبر مثال على التعارف بين البشر الذي دعا إليه القرآن الكريم، مؤكدا أن مبدأ التعارف لا يكتمل إلا بعلاقة سوية وحاكمة للتفاهم بين شعوب العالم أجمع عبر الحوار، الذي يعمل على حفظ التجانس بين أبناء المجتمع الواحد.

ونوه الأمين العام لمركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات إلى أن اختلال أمن العالم على نحو غير مسبوق منذ بداية الألفية الثالثة بسبب أحداث الإرهاب وما صاحبها من عنف وعنف مضاد وما أدت إليه من حروب وتغيرات استراتيجية وأمنية لمواجهة آثاره، وهو ما يمثل خطورة في التحكم بمسار أمن العالم خاصة مع بروز جماعات دينية وسياسية متطرفة ترى في صدام الحضارات واقعا لا مفر منه تارة باسم الدين وتارة أخرى باسم الأيديولوجيات المتطرفة وتارة باسم المدنية العالمية أو الديمقراطية، ولم تكن أسباب اختلال الأمن في هذه الأيام نتاج لصراع محاور دولية كما حدث في الحربين العالميتين، وإنما كان نتيجة صراع مع أعداء تخفوا خلف ستار الدين أو خلف آراء سياسية متطرفة تنتهج قتل الأبرياء.

وقال بن معمر إن العالم الحديث في الغرب تأسس على إنجازات عصر التنوير الأوروبي الذي جعل من العلمانية رؤية حاكمة لعلاقاته وتصوراته وأسس من خلالها العديد من المواثيق الأممية حتى أصبح التصور الغربي للعالم في بعض مساراته بمثابة رؤية أحادية ملزمة لجميع سكان هذا الكوكب، واستدرك قائلا: ندرك تماما أن هناك نظريات جديدة في العالم لم تعد تقبل بالخيارات الأحادية وتعميمها على كل البشر الذين هم مختلفون بطبيعتهم، وهناك نظرية تجعل من الحوار لا الصراع بين البشر الشرط الوحيد للوصول إلى مشتركات عقلانية ومعرفية تسمح لهم بالتعايش ضمن الاختلاف.

وأشار بن معمر إلى فشل حل الصراعات بالسبل العسكرية في السنوات الخمس لبداية الألفية الثالثة والتي كانت أهم الأسباب التفكير في مكافحة ما يجري اليوم من قتل وعنف بناء على تأويلات متطرفة ومحاولة إيقاظ الضمائر بين أطراف الحضارات وتغليب الحوار لحل تلك الصراعات، وقال أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات والتي أطلقها من مكة في عام 2005، كان لها الأثر العظيم في مكافحة التطرف في العلاقات بين المسلمين وغيرهم فتشكلت حملة عالمية لهذا المشروع قادها خادم الحرمين الشريفين بنفسه انطلاقا من القمة الإسلامية الاستثنائية ولقاء جميع كثير من علماء المسلمين، وانبثق منها مؤتمرات روما ومدريد وجنيف ونيويورك وفيينا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً