العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ

مشايخ ورجالات دين لـ (بنا): المبادرة الملكية تقرب وجهات النظر وتجعل الحوار الطريق الوحيد للتعايش السلمي

رحب مشايخ ورجالات دين وفكر بمبادرة عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بعقد مؤتمر حوار الحضارات والثقافات على ارض مملكة البحرين، في وقت بات فيه العالم والمنطقة العربية على وجه التحديد في أمس الحاجة الى تقريب وجهات النظر واللجوء الى الحوار كحل وحيد لأي خلاف او صراع وليعم السلام الجميع.

وأكدوا في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين (بنا) على هامش مشاركتهم اليوم بافتتاح أعمال مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، ان جوهر الانسان والتعايش السلمي يجب ان يكون اساس اي حوار بين الحضارات والثقافات، والعمل على الجمع بين القواسم المشتركة بين كافة الأديان والثقافات مروراً الى صيغة موحدة من التقارب والتوافق، بما يصون الحقوق ويحفظ الكرامات ويضع حدا لكافة أشكال الاقتتال البشري.

واعتبر مفتي الجمهورية اللبنانية سماحة الشيخ محمد رشيد قباني دعوة عاهل البلاد الى عقد مؤتمر حوار الحضارات خيارا مميزا بعنوان موفق لخدمة الانسانية، مشيدا سماحته بمساهمات المملكة المتواصلة لضمان حاضر زاهر ومستقبل مشرق لشعوب الأمتين الإسلامية والعربية.

وأبدى الشيخ قباني تفاؤله بنجاح المؤتمر مع وجود نخبة من المنظمات والهيئات الدولية والمفكرين ورجالات الفكر والثقافة وشخصيات دينية وأكاديمية وفكرية، وطرح أبعاد انسانية في غاية الأهمية وصولا الى توافق بين جميع حضارات العالم وأخلاقياتها.

وأضاف الشيخ قباني بالقول: " إذا عدنا الى كتاب ربنا وهو القرآن العظيم، نجد ان الله الذي خلقنا واحسن خلقنا طلب منا التعارف والتحضر في التعاطي مع الإنسان، وأثبته بقوله تعالى: ((يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرو انثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا))".

وبين الشيخ قباني ان الحضارة هي مجموعة من الأفكار والمعتقدات والأخلاقيات والسلوكيات التي ينشأ عليها أي مجتمع وتتتابع عليها الأجيال المتعاقبة وتشكل ملامح لنهضتها ومستقبلها، وبالتالي لابد من وجود دعوة عالمية عبر مؤتمر حوار الحضارات لتعزيز التعارف ونبذ العنف والتطرف.

وأشار الشيخ قباني الى ان الحوار البناء بين جميع الحضارات يجعلها متعاونة لا متنافرة حتى يسود الأمان والاستقرار في العالم، ومن واجب الجميع كل في مجال تخصصه ان نعمل في سبيل تحقيقه قدر المستطاع.

بدوره، قال النائب الرسولي لشمال شبه الجزيرة العربية المطران كاميلو بالين ان توقيت مؤتمر حوار الحضارات في المنامة مهم جدا وحرج للغاية، لما تشهده المنطقة من صراعات وتوترات مبنية على اسس طائفية ومذهبية.

واوضح المطران كاميلو ان ما يميز مؤتمر البحرين هو في توفير مساحة شاسعة لتبادل الآراء ووجهات النظر المختلفة بغية تعزيز الانفتاح على الآخر بحرية كبيرة، مؤكدا ان الحوار هو الطريق الوحيد للتعايش السلمي ووقف العنف والتطرف.

وأكد المطران ان مؤتمر البحرين من شانه ان يرسل رسالة سلام وتسامح الى جميع سكان الأرض مفادها ان التحديات كثيرة وحلها يكمن في العمل معا بيد واحدة نحو مزيد من التفاهم المتبادل والمصالح المشتركة، وصولا الى تمهيد الطرق امام مزيد من التسامح والعدالة المجتمعية وضمان حقوق الجميع في العيش بسلام ووئام.

من جانبه، وصف رئيس الطائفة الهندوسية في البحرين فيجاي كومار شاستري، المبادرة الملكية بعقد مؤتمر حوار الحضارات بالمبادرة ، لكونها استقطبت مشاركات واسعة من مختلف المؤسسات الدينية في العالم على اختلاف أديانها وعقائدها، والعديد من المؤسسات الثقافية والاكاديمية في مكان واحد وعلى ارض طيبة هي البحرين.

وأكد كومار ان مملكة البحرين تعتبر بلا شك نموذجا يحتذى في مجال التعايش السلمي بين كافة المذاهب والاديان، وان المملكة رائدة في تحقيق كافة اشكال المساواة والعدالة الانسانية بين الجميع، لافتا الى ان البحرين رغم صغر مساحتها الا انها كبيرة بعطائها تجاه البشر وتحضرها الراقي، وكونها حاضنة لكافة الناس على اختلاف معتقداتهم وانتماءاتهم المذهبية والعرقية.

كما أكد كومار ان في الاتحاد قوة، ولا يأتي هذا الاتحاد الا بعد تحاور جميع الأطراف ومختلف أطياف المجتمع لوضع حد لأي اقتتال او صراع ونشر السعادة بين جميع البشر، لافتا الى ان الدين والثقافة والفكر يجب ان تجتمع جميعها في سبيل تحقيق السلام.

الى ذلك، هنأ راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في البحرين ونائب رئيس جمعية البحرين للتعايش وتسامح الأديان القس هاني عزيز ، المملكة على عيدها اليوم المتمثل بانعقاد مؤتمر حوار الحضارات والثقافات، والذي صنعه جلالة الملك.

وأكد القس هاني ان البحرين سباقة دائما في تعزيز مفهوم الحوار، معتبرا جلالة الملك بأنه رجل الحوار الأول لإيمان جلالته به بقوة، ومناداته في خطاباته بالحوار بين جميع الأديان والمذاهب والحضارات والثقافات.

وبين القس هاني ان حوار الحضارات سيكون إثراء وإضافة نوعية لجميع أقاليم ودول العالم، مشيراً الى ان المؤتمر يأتي من رؤية جلالته الثاقبة لدعم قيم التسامح والحوار بين الحضارات والثقافات والأديان والمذاهب المختلفة، وتتناغم مع الارث الحضاري للمملكة الممتد منذ نحو 5000 عام، وإسهاماتها الإنسانية المشهودة في دعم الحوار والتفاعل بين الحضارات، واحترام المبادئ الأساسية للعدالة وحقوق الإنسان وكرامته.

ولفت القس هاني الى ان عنوان المؤتمر بحد ذاته "الحضارات في خدمة الانسانية" يبعث برسالة الى كل دول العالم وبخاصة المنطقة العربية التي تعاني من العنف والقتل والكره والبغض، مفادها: "يرجى اللجوء الى الحوار" لأنه الحل الوحيد.

وأكد القس هاني انه لا يوجد طريق ثان سوى الجلوس على مائدة واحدة تجمع كل الأطراف المتنازعة فيما بينها مع محبي السلام لأنها هي اللغة الوحيدة التي ستنقذ الجميع من الصراعات وترجعنا الى التحضر والتمدن.

بدوره، أكد قاضي المحكمة الجعفرية في الجمهورية اللبنانية الشيخ معروف رحال ان اجتماع جميع ممثلي الأديان والمذاهب والحضارات في العالم في مؤتمر واحد هو اعتراف ضمني بالرأي الآخر والانفتاح على جميع وجهات النظر على اختلافها.

كما أكد رحال ان الحوار لابد ان يكون عنصرا رئيسيا بين أي طرف، نظراً لوجود نقاط كثيرة مهمة تجمع بين كافة الفرقاء، بحيث يمكن الانطلاق الى ما هو مختلف وصولا الى التوافق، وان الخلاف يجب ان لا يفسد للود قضية.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً