العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ

الأمير الحسن بن طلال: خطاب الكراهية اصبح صناعة تدر الاموال على فئة من الناس تجلب الدمار

أكد رئيس منتدى الفكر العربي صاحب السمو الملكي الأمير الحسن بن طلال اننا نمر اليوم بأوقات عصيبة تغلب فيها العنف على الحوار , محذرا من ان خطاب الكراهية اصبح صناعة تدر الاموال على فئة قليلة من الناس تجلب الدمار على البشرية.

واشاد سمو الأمير الحسن بن طلال في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحضارات في خدمة الانسانية بالرعاية من لدن عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة لفعاليات المؤتمر الذي انطلق اليوم ويستمر حتى 7مايو الجاري , على ارض مملكة البحرين هذا الحمى الغالي من وطننا العربي الكبير والذي سبق وان استضاف منتدى الفكر العربي عن الوسطية والاعتدال.

وقال سموه ان خطاب الكراهية يغذي الفتنة ويدفع للنزاع والصراع والحروب ويقود الى الفرقة والتجزئة , مبينا انه خلافا لمقولة صراع الحضارات والمواجهة وحتميتها المزيفة التي يسوغ من خلالها بعض المنظَرين الدمار والخراب ويبشرون باستمراره فإننا نستطيع ان نرى بوضوح ان الغاية التي أرادها الله من خلق الناس مختلفين ومتنوعين هي التعارف والتلاقي والتكامل .

واضاف ان أهم اسباب رفضنا لعملية ضم القدس هو قتل روح التعددية التي انطوى عليه تاريخ المدينة المقدسة والتي جمعت بين احضانها اليبوسيين والكنعانيين واتباع الاديان الابراهيمية , لذلك فإن الرد المنهجي على الاقصائية الصهيونية , أو اية اقصائية اخرى تمجد الفرقة وتسوغ العدوان بمبررات دينية , هو الاعتدال وزيادة الحرص على تعدديتنا العربية والاسلامية , التي تقوي المجتمع وتوحده على أهداف مشتركة , وتحترم الخصوصيات المذهبية والدينية والعرقية.

ونوه الى ضرورة التركيز على رسالة الاعتدال والتعددية الانسانية التي ينادي بها الاسلام , اذ لا يمكننا الاستمرار في الادعاء باننا معتدلون ووسطيون ان لم نكن فاعلين في نشر الاسلام المعتدل واحترام التنوع .

واضاف ان تطوير الحوار على المدى البعيد يسهم في ايجاد ثقافة سياسية مجتمعية تكون غنية بالتعددية ويتم فيها إيجاد نظام انساني أخلاقي وفهرس عالمي مشترك للقيم الانسانية وتعظيم الجوامع واحترام الفروق .

ورأى ان حوار الثقافات لا يمر من خلال التخلي عن الهوية التي تعكس الخصوصية , كما ان الحوار لا يعني احتكار العالمية في أنموذج واحد غير قابل للنقد أو التغيير ,مشيرا الى زيادة التمركز حول العرق أو الطائفة أو الدين ليس نتاجا للدين بقدر ما هو نتاج لمشكلات مادية واجتماعية أوجدها الناس نتيجة لخلل في فهم التنوع والتعدد .

ولفت الى انه اذا كان قضية الانفتاح على الثقافات الاخرى في الماضي قضية خيار , ففي عصر الترابط وثورة الاتصالات أصبح الانفتاح أمراً لا مفر منه , دون هيمنة وفي اطار فكر تعددي من شأنه اغناء وتطوير الثقافات في العالم وتطوير الحضارة الانسانية .

وأوضح انه في اطار الحديث عن الحوار الحضاري يجب التأكيد على أهمية تشجيع مبد أ التكافؤ بين الثقافات المختلفة وتطبيقه على أرض الواقع والاقرار بأن الفكر التكفيري المتطرف المنحرف ليس قاصراً على حضارة بعينها أو حصرا في اتباع ديانة دون أخرى , مع أهمية العمل على تطوير مؤسساتنا التعليمية , والمحافظة على الموضوعية والتجرد في عرضنا للحقائق التاريخية , والتركيز على قيم المحبة والسلام .

واضاف ان تحقيق حوار سليم وناجح بين الثقافات والحضارات يحتاج الى توفر عدة شروط أهمها الايمان بالاخر واحترام خصوصياته والندية والمساواة بين مختلف الاطراف المتحاورة .





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً