العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ

«رويترز»: مخاوف من تحول الشباب البحريني للتطرف مع تعثر الحل السياسي

صدامات مع الشرطة في منطقة الديه - REUTERS
صدامات مع الشرطة في منطقة الديه - REUTERS

قالت وكالة «رويترز»: «إن هنالك مخاوف من تحول الشباب البحريني إلى التطرف مع تعثر خطى الحل السياسي في البلاد».

وذكرت الوكالة في تقرير أن «ثمة مخاوف من أن يكرس جمود يخيم على الجهود السياسية لحل صراع مستمر منذ ثلاث سنوات مشاعر الإحباط بين الشبان، ومن بينهم متهورون لا تسيطر عليهم جمعية الوفاق».

وفيما يأتي نص التقرير:

ينظم عشرات الشبان الملثمين المتشحين بالسواد استعراضات بقرى في البحرين بعضهم يحمل قنابل حارقة بينما يردد آخرون هتافات معادية للدولة.

ويقفز بعض الملثمين من خلال حلقة من النار ويزحفون من تحت أسلاك شائكة في مكان بدا كساحة تدريب في الصحراء. وانشغل آخرون بصنع قنبلة بدائية الصنع فيما يبدو.

وبثت على الانترنت مقاطع فيديو تضمنت مثل هذه المشاهد خلال الشهور القليلة الماضية وكان من الممكن اعتبارها صرخة لجذب الانتباه من قبل الطائفة الكبيرة في البحرين ومسعى لدعم قضية الاصلاح الديمقراطي. لكن الأمر تزامن مع هجمات بقنابل بدائية الصنع سقط فيها قتلى، مما قد يشير إلى تنامي التطرف بين الشبان.

والمؤكد هو أن هذه الاستعراضات لا تضاهي من حيث الحجم أو التسليح عروض الميليشيات العسكرية في دول أخرى بالشرق الأوسط مثل حزب الله في لبنان أو جيش المهدي في العراق. كما أن القنابل لا تؤثر على سير الحياة اليومية في معظم مناطق البحرين حيث تستهدف التفجيرات قوات الأمن في القرى بعيداً عن العاصمة.

غير أن ثمة مخاوف من أن يكرس جمود يخيم على الجهود السياسية لحل صراع مستمر منذ ثلاث سنوات مشاعر الإحباط بين الشبان ومن بينهم متهورون لا تسيطر عليهم جمعية الوفاق المعارضة. وقال شاب يبلغ من العمر 21 عاما ولم يذكر من اسمه سوى س.أ لـ «رويترز» في قرية الجنبية: «نحن نقاتل من أجل حقوقنا ولا يمكن لأحد أن يوقفنا. سيستكمل الصغار ما بدأه آباؤهم وأشقاؤهم وأعمامهم.. الكثير منا فقد فردا في عائلته... أصبح هذا هو السائد».

يرفع الكثير من الشبان في مقاطع الفيديو علم ائتلاف شباب 14 فبراير، وهو ائتلاف على الانترنت ينظم احتجاجات مناهضة للحكومة، وأعلنت سلطات البحرين الائتلاف الذي استوحى اسمه من تاريخ بدء احتجاجات 2011 تنظيماً إرهابيا إلى جانب جماعتين أقل شهرة هما سرايا الأشتر وسرايا المقاومة ما كرس مناخ المواجهة.

واستمر متظاهرون في تنظيم احتجاجات صغيرة بوتيرة شبه يومية للمطالبة بإصلاحات.

لكن بعض الاحتجاجات تحولت إلى العنف مع إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت والشوزن، على شبان يحرقون الإطارات ويرشقون قوات الأمن بالحجارة والقضبان المعدنية والقنابل الحارقة.

ويتركز العنف في القرى بعيداً عن المنامة فلا تتأثر به أعمال الشركات ولا الأجانب.

وهناك مخاوف من وقوع هجوم عنيف يدخل البحرين في دائرة عنف أشد. ويزداد التوتر في ظل عدم وجود حل لمشاكل تعبر عنها المعارضة خاصة بين شبان يقول كثيرون منهم إن بعض أقاربهم إما قتلوا برصاص الشرطة أو أنهم في السجن.

ويقول جاستن جنجلر، وهو خبير في شئون البحرين بجامعة قطر، إن الخوف من تحول الشبان إلى التطرف «نتيجة متوقعة».

وأضاف «عندما يشعر قطاع كبير من السكان بأن ما يسمى بالمؤسسات النيابية تحشد ضدهم وأنه ما من سبيل للإصلاح فليس من المدهش أن يتحول إلى أساليب خارج نطاق السياسة لإحداث التغيير».

وقال دبلوماسي غربي طلب عدم ذكر اسمه «يتم احتواء التوتر... إنه تحت السيطرة إلى حد كبير. لكني أعتقد أن هناك شعوراً بأنهم إذا لم يتوصلوا إلى حل سياسي فقد يكون هذا حدث كبير يفجره، وقد يتطور إلى (عنف) طائفي. إنه أحد المخاوف الكبرى».

وتقول مصادر دبلوماسية وأمنية في المنامة إن هناك مؤشرات متزايدة على دعم إيراني لجماعات «عنيفة» مناهضة للحكومة في البحرين. وتشير إلى محاولة فاشلة لتهريب متفجرات وأسلحة بعضها صنع في إيران وسورية إلى داخل البلاد في زورق العام الماضي.

وقال الدبلوماسي الغربي «الدليل راسخ... الإيرانيون لهم دور»، وأضاف أن خبرة الجماعات المنفذة للهجمات في صنع المواد المتفجرة تزداد.

وتنفي إيران دائما اتهامها بتأجيج التوتر لكنها تناصر قضية المعارضة في البحرين.

وتشمل مقاطع فيديو تبث على الانترنت لقطات يقال إنها لبعض التفجيرات التي أسفرت عن قتل أو إصابة رجال الشرطة في الشهور القليلة الماضية. وفي أحد هذه المقاطع يجري شبان ملثمون يحملون القنابل الحارقة ثم يلقونها على عربة مصفحة تابعة للشرطة. وتشتعل النيران في السيارة وتتحرك بعيدا بينما تتعالى تكبيرات الشبان.

وترفق هذه المقاطع أحيانا بأجزاء من خطابات للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أو أغان تدعو إلى «تلبية نداء الائتلاف». ولم يتسن لـ «رويترز» التحقق من هذه المقاطع بشكل مستقل. وأشار بعض المعلقين إلى أنها قد تكون من صنع موالين للحكومة يريدون حشد التأييد للسلطات.

لكن محللين ومصادر أمنية ودبلوماسية يقولون إن الزيادة الأخيرة في وتيرة وقوة التفجيرات التي تستهدف أساساً رجال الشرطة تشير إلى زيادة مستوى خبرة المهاجمين وتدريبهم مقارنة بها قبل عامين.

وينتمي محمد السيد إلى حركة تطلق على نفسها اسم مواطنين من أجل البحرين وتقول إنها حركة الكترونية معتدلة. ويقول السيد إن هناك مخاوف متزايدة من تنامي تأييد المتطرفين من الشيعة والسنة على السواء.

وقال: «إن مبعث الخوف الرئيسي الآخر بين مواطني البحرين هو استغلال الأطفال. إنهم يغلقون الطرق ويحرقون الإطارات بل ويحملون القنابل في بعض المناطق. إذا كان هذا هو ما سنواجهه في مستقبل شبان البحرين فماذا سيحدث في غضون عشر أو عشرين سنة؟ وإلى أي مدى من الاستقطاب والتطرف سيصلون؟» وانفجرت قنبلة بدائية الصنع في سيارة بمنطقة تجارية مزدحمة بالمنامة أثناء سباق الجائزة الكبرى للفورمولا 1 هذا العام.

ولم يسقط ضحايا في الانفجار ولم يتأثر السباق. لكن الانفجار وقع بالقرب من مبنى أمني حكومي وفي ظل إجراءات أمن مشددة في جميع أنحاء البلاد بسبب السباق مما يثير المخاوف من إمكانية وقوع هجمات كبيرة.

وكان اجتماع بين ولي العهد في البحرين وزعماء المعارضة في (يناير/ كانون الثاني 2014) أنقذ محادثات المصالحة من الانهيار لكن انعدام الثقة المتبادل له جذور عميقة. ولم يتحقق تقدم كبير منذ ذلك الحين وقالت المعارضة إن المحادثات «مجمدة».

وقالت القوى المعارضة في بيان الأسبوع الماضي: «الأزمة السياسية العميقة لن تحلها الحوارات الشكلية التي هدفها تقطيع الوقت وتواصل انتهاكات حقوق الإنسان». لكن وزيرة الإعلام البحرينية سميرة رجب قالت في تصريحات نقلتها وكالة أنباء البحرين يوم (27 أبريل/ نيسان) إن المحادثات مستمرة.

وقال عضو في الوفاق طلب عدم ذكر اسمه: «إنها لعبة سياسية... يريدون الضغط على المعارضة لتتفاوض وتخفض مطالبها. لكننا نخشى أن يزداد الناس عنفا كلما زاد عنف السلطات».

العدد 4258 - الأحد 04 مايو 2014م الموافق 05 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 20 | 4:17 ص

      بس لحظة

      ولماذا لا يكون تعثر الحل الأحتجاجي هو كان السبب ؟

    • زائر 19 | 4:13 ص

      من السبب ..؟!

      هي السلطة بتعنتها و أسلوبها القمعي و الهمجي .. و رفضها للإصلاح
      و الرهان على وعي شبابنا الذي لن ينجر إلى دائرة العنف و المواجهة و بإستمراره بالأسلوب السلمي سيهزم سلاح القمع ..

    • زائر 18 | 4:04 ص

      ولد الديره

      الكل لايريد مصادمات ولاكن افعال الاجانب هي من تجر الشباب الي الصدامات افعال يدنى لها الجبين من اغتصاب من تعديب من قمع مسيرات

    • زائر 17 | 3:50 ص

      النشر ناقص

      لم تنشروا الجزء الاهم في التقرير وهو : تنامي التطرف والارهاب لطى قطاع من الشباب الشيعي " بالتحديد "

    • زائر 16 | 3:29 ص

      يستريحون

      خلهم يستريحون بس و لا يبدون مخاوف و هرار.. جي عبالهم شبابنا من ربع الثوب القصير و المخام عشان يصيرون متطرفين و هرارهم

    • زائر 13 | 2:33 ص

      إننا سلميين وليس إستسلاميين

      نحن سلميين ولكن يجب أن يعلموا بأن سلميتنا لا تعني إننا لاندافع عن أنفسنا بل سندافع وسنرد العدوان وسنأخذ حقنا ممن ظلمنا وسنطبق ما جاء في القرآن الكريم في قوله تبارك وتعالى: { وجزاء سيئة سيئة مثلها} وكقوله تعالى: { فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم} ، وكقوله { وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به}
      وسنطبق أيضا قوله تعالى
      وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ

    • زائر 12 | 2:32 ص

      الشعور بالظلم

      الإنسان الفقير والمظلوم لا يثور ولكن من يشعر بالفقر والظلم يثور، للأسف المجتمع البحراني عاش سنين طوال وهو يتمتع بالفقر والمظلومية، وكأنها مفاتيح للجنان، مشكلتنا هم في من يوهمون الناس أن الفقر والعيش في الظلم ستدخلهم الجنة، ويوهمون أيضا أن العزة والقوة والدفاع عن النفس ستدخلهم النار والعياذ بالله، هؤلاء هم سبب المشكلة وليس الظالم الذي يأمن ردة فعل المظلوم، ويعيش في أمان ويعرف أن هذا الشعب جبان .

    • زائر 15 زائر 12 | 3:20 ص

      صدقت يريدون تعطيل فطرة في الإنسان وهي ردة الفعل والغضب

      أتفق معك أخي هناك من يشيع ثقافة الإستسلام ويريد أن يبعد الناس حتى عن ردة الفعل وهذا مايجعل الظالم يتمادى في ظلمه

    • زائر 10 | 2:31 ص

      الشعور بالظلم

      الإنسان الفقير والمظلوم لا يثور ولكن من يشعر بالفقر والظلم يثور، للأسف المجتمع البحراني عاش سنين طوال وهو يتمتع بالفقر والمظلومية، وكأنها مفاتيح للجنان، مشكلتنا هم في من يوهمون الناس أن الفقر والعيش في الظلم ستدخلهم الجنة، ويوهمون أيضا أن العزة والقوة والدفاع عن النفس ستدخلهم النار والعياذ بالله، هؤلاء هم سبب المشكلة وليس الظالم الذي يأمن ردة فعل المظلوم، ويعيت في أمان ويعرف أن هذا الشعب جبان .

    • زائر 8 | 12:57 ص

      هل يحق للاجتبي التمتع بخيرات البلد ؟؟؟

      و ابن البلد الاصلي محروم منها ، حتى ضاقت الافق في وجهه ، و المرتزق و غيره ينعم فيها . يقال الضغط يولد الانفجار .. ابي افنى زهرة عمره في الدراسه و الجد و الاجتهاد يبقى عاطل عن العمل .. فقد اصيب با الاحباط و اصبح عدواني لا يتوانى في فعل اي شيء .. نقول عبر هذا المتبر الذي لا متبر لنا غير ، بأن الشباب اصبح كا الفنبله الموقوته ، و على الحكومه النظر في الامر بجديه .

    • زائر 7 | 12:36 ص

      الحل مطلوب

      الحل مطلوب قبل فوات الاوان ولا نريد تصبح بلدنا مثل سوريا والعراق ... الله يستر

    • زائر 5 | 12:28 ص

      نتيجة متوقعة

      ما يحدث من انسداد للحل السياسي في البلاد وتغليب الحل الامني وصراع مختلف قوى المعارضة في ما بينهم سيؤدي منطقيا الى اتجاه الشباب لخط العنف والتطرف وهو حقيقة ما هو حاصل الان وسيزداد يوما بعد يوم.
      الشباب والاطفال هم عماد المستقبل فنرجوا منهم الابتعاد عن المواجهات السياسية والتركيز على مستقبلهم.

    • زائر 3 | 11:46 م

      الصورة الموجود توحي بالاحتجاجات السلمية والمنظر مألوف ففي كل يوم نرى هذه الصورة منذ 2011 فبراير

      الصورة الموجود توحي بالاحتجاجات السلمية والمنظر مألوف ففي كل يوم نرى هذه الصورة منذ 2011 فبراير

    • زائر 24 زائر 3 | 7:47 ص

      قوية

      شفت السلمية في الصورة واضحة وهذي افضل صورة لا يوجد فيها تخريب

    • زائر 2 | 10:38 م

      مخاوف من تحول الشباب البحريني للتطرف مع تعثر الحل السياسي

      لا خله يحطون في بطنهم بطيخ صيفي شبابنا اوعى من ذلك

    • زائر 1 | 10:20 م

      انهم يجرّون شبابنا جرّا وقهرا وقسرا الى العنف المضاد=لوصمنا بالإرهاب

      نعم ما يحصل في البحرين هو محاولة جرّ شبابنا للعنف بشتى الطرق لوصم حراكنا بالإرهاب. فليشهد العالم اننا سمليين ونطالب بحقوقنا بسلمية

    • زائر 6 زائر 1 | 12:34 ص

      شكرا لك

      السلميه هي المفتاح الذي يفتح لك الابواب اذا كنت فعلا في مظلوميه في حياتك اليوميه . والذي يعاقبه القانون هم من يريدون الفتنه الطائفيه بين البحرينيين الشرفاء والحق مكفول بالخروج والتعبير . ولكن يتحول اللا فوضى ويجر معه ناس ابرياء هذا غير مقبول

اقرأ ايضاً