الكثير من شباب اليوم يسمع أو يقرأ عن الزمن الرياضي الجميل الذي كان حافلا بالبساطة والعطاء، ويزخر بالنجوم والمواهب الرياضية الفذة التي تتمتع بمهارات فردية عالية وأسلوب جميل في التعامل بالكرة، وهو ما شجع الجماهير الرياضية على حضور المباريات بكثافة لمشاهدة أسلوبهم الراقي في التعامل مع الكرة والمهارات الفنية العالية التي يتباهون بها وتشد إليها أنظار الجماهير. فكانت المباريات تزخر بالقوة والحماس والمنافسة القوية التي قلما تشاهدها اليوم في ملاعبنا الترابية مباريات كرة وملاعب الإسفلت. لا يمنعها من ذلك حرارة الشمس ولا برودة الجو...

ذلك الزمن الذي يتحدثون عنه شاهده القليل من شباب اليوم في لقطات تصويرية صامتة أو بعض الشرائط التسجيلية القديمة التي كانت تسجلها عدسة «بابكو الأسبوعية»، ولكن غالبية الشباب لا يعرفون تفاصيل ذلك الزمن، وغير ملمين بالظروف المادية الصعبة الذي كانت تعصف به وتجبر ابرز لاعبيه وأكثرهم حرفة وشهرة على شراء حذاء اللعب والمستلزمات الخاصة من مصروفه الخاص وعلى حساب احتياجات مهمة له شخصيا.

فذلك الزمن الذي يتحدث عنه جيل الكبار ممكن أن يفتقده الجيل الحالي وتتلاشى ملامحه بعد أن ينمحي من الذاكرة الشخصية التي تحافظ عليه وتتحدث عنه في المناسبات الرياضية؛ لان المكتبة العامة وأي مكتبة في البحرين تفتقد الكتاب الذي يوثق تاريخ الرياضة البحرينية ويحمل أدق التفاصيل الجميلة، يراعي فيه عملية التوثيق الصحيحة القائمة على توثيق الكلمة الناطقة والصورة الصامتة والمتحركة، وفق سجل متكامل وأمين على ما يحتويه.

فما هو موجود على الساحة الرياضية اجتهادات شخصية حرص على القيام بها أفراد محبون لذلك ولكنها تفتقر الى التوثيق العلمي الصحيح الذي يراعى النواحي العلمية التي توثق وتحفظ تاريخ الرياضة البحرينية وتراثها من الاندثار مع أدق التفاصيل.

أتمنى من المجلس الأعلى للشباب والرياضة وهو المسئول الأول عن الرياضة البحرينية أن يتبنى توصيات الملتقى الخليجي الثالث ويتصدى لعملية التوثيق الرياضي من خلال فتح مكتب يتبع الأمانة العامة للمجلس الأعلى لكي يوفر أجهزة التوثيق من حفظ الصوت والصورة والعاملين المختصين في البحث والقادرين على الغوص في أعماقه بحثا عن تاريخ الرياضة البحرينية قبل أن يصبح تاريخ الزمن الجميل في خبر كان وأخواتها.