العدد 4256 - الجمعة 02 مايو 2014م الموافق 03 رجب 1435هـ

القطان: العمل حق طبيعي لكل مواطن... وإتقانه سمة في الشخصية المسلمة

الشيخ عدنان القطان
الشيخ عدنان القطان

الجفير - محرر الشئون المحلية 

02 مايو 2014

قال إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي، الشيخ عدنان القطان، إن العمل «حق طبيعي» لكل مواطن، وإن على الدولة أن تعمل على توفير فرص العمل «قدر الإمكان لأكبر عدد ممكن من المقبلين عليه، مع ضمان الإنتاج وحرية العمل وتكافؤ الفرص»، مؤكداً أن إتقان العمل «سمة أساسية في الشخصية المسلمة».

ودعا القطان في خطبته يوم أمس الجمعة (2 مايو/ أيار 2014) إلى أن «ينزل المسلم في ميادين الحياة مكافحاً، وإلى أبواب الرزق ساعياً، ولكن قلبه معلق بالله، وفكره لا يغيب عن مراقبة الله وخشيته، والالتزام بحدوده والتقيد بأوامره».

وفي الخطبة التي خصصها للحديث عن «حقوق العمال وآداب العمل»، ذكر أن «العمل والقيام به على أكمل وجه، علامةٌ من علامات الإيمان، وأداء حقوقه والالتزام بآدابه، براءة من المسئولية يوم القيامة بين يدي الواحد الديان».

وأفاد بأن «الإسلام عظّم من شأن العمل مهما كانت طبيعة هذا العمل، في وزارة أو إدارة أو مصنع أو متجر أو في مستشفى أو في سوق، أو في محطة وقود، أو في بناء العمارات وتشييد المباني أو في زراعة وحراثة للأرض، أو كان العمل في حفظ الأمن وحراسة الأموال والأعراض أو كان في القضاء والفصل بين الناس أو غير ذلك، بل حتى عمل المرأة في بيتها لزوجها وأولادها فإنها تؤجر عليه... فعلى قدر عمل الإنسان يكون جزاؤه».

وأشار إلى أن الإسلام جعل العمل نوعاً من أنواع الجهاد في الإسلام، وما ذلك إلا لأهميته وفضله وثمرته.

وتحدث القطان عن الآداب والواجبات التي ينبغي على كل مسلم الالتزام بها، مؤكداً على أهمية أن يتقن في عمله، وتلك صفة عظيمة في حياة المؤمن، لذلك كانت مطالبة الرسول صلى الله عليه وسلم من العمال إلى الإتقان في أعمالهم».

وأضاف «الإتقان سمة أساسية في الشخصية المسلمة، يربيها الإسلام عليه منذ أن يدخل المرء فيه، وهي التي تحدث التغيير في سلوكه ونشاطه، فالمسلم مطالب بالإتقان في كل عمل تعبدي أو سلوكي أو معاشي؛ لأن كل عمل يقوم به المسلم بنيّة العبادة، هو عمل مقبول عند الله يُجازى عليه سواء كان عمل دنيا أم آخرة».

وتابع «ومن الآداب أن الإسلام نهى أن يجلس الرجل بدون عمل، ثم يمد يده للناس يسألهم المال، فالذي يطلب المال من الناس مع قدرته على العمل ظالم لنفسه؛ لأنه يُعرِّضها لذل السؤال».

وزاد في حديثه عن الآداب والواجبات قائلاً: «أن يكون العامل قويّاً أميناً... والقوة تتحقق بأن يكون عالماً بالعمل الذي يسند إليه، وقادراً على القيام به، وأن يكون أميناً على ما تحت يده، وأن يكون العامل بعيداً عن الغش والتحايل، فالغش ليس من صفات المؤمنين.

ولفت إلى أهمية «الالتزام بالمواعيد، والنصح لصاحب العمل، وتحرّي الحلال، والبعد عن الأعمال المحرمة، ويجب على العامل أن يحفظ أسرار عمله، فلا يتحدث إلى أحد - خارج عمله - عن أمورٍ تعتبر من أسرار العمل، وعليه أن يلتزم بقوانين العمل، ويجب على العامل أيضاً، أن يحافظ على أداء الصلوات، والقيام بسائر العبادات على أكمل وأحسن وجه، بل إن ذلك من أسباب الحصول على الرزق والتوسعة فيه».

وطالب القطان العمال بعدم استغلال العمل والمنصب لأجل تحقيق مصلحة شخصية (لنفسه أو قرابته) دون وجه حق شرعي أو قانوني، فيما دعا إلى الالتزام بالدوام والتبكير إلى العمل، حيث يكون النشاط موفوراً، وتتحقق البركة».

ورأى أن في آداب العمل وواجبات العامل «الراحة والسعادة، والأمن والأمان للفرد والمجتمع، وفيها رضا الله وسعة رزقه، وتتابع بره، وحلول بركته».

ولفت إلى أن بهذه القيم والآداب، وبهذه الأخلاق، كان العامل المسلم في أي مجال من مجالات العمل، يستشعر هذه المسئولية وهذه الأمانة، ويقوم بواجبه على أكمل وجه، لا تغره.

وأوضح أن الإسلام نظم العلاقة بين العامل وصاحب العمل، وجعل لكلِّ منهما حقوقًاً وواجبات، فقد ضمن الإسلام حقوقًاً للعامل، يجب على صاحب العمل أن يؤديها له، ومنها الحقوق المالية: وهي دفع الأجر المناسب له، وكذلك يجب على صاحب العمل أن يوفر للعامل ما يلزمه من رعاية صحية، وأن يمكن العامل من أداء ما افترضه الله عليه من طاعة كالصلاة والصيام، فالعامل المتدين أقرب الناس إلى الخير، ويؤدي عمله في إخلاص ومراقبة وأداء للأمانة، وصيانة لما عهد إليه به، وليحذر صاحب العمل أن يكون في موقفه هذا ممن يصدّ عن سبيل الله ويعطل شعائر الدين.

وأكد إمام وخطيب جامع مركز أحمد الفاتح الإسلامي أن الإسلام أعز العامل ورعاه وكرمه، واعترف بحقوقه لأول مرة في تاريخ العمل، بعد أن كان العمل في بعض الشرائع القديمة معناه الرق والتبعية، وفي البعض الآخر معناه المذلة والهوان... فاتقوا الله والتزموا رحمكم الله، بآداب العمل وقوموا بحقوق العمال، واشكروا ربكم على نعمه الغزار تفلحوا في الدنيا والآخرة.

العدد 4256 - الجمعة 02 مايو 2014م الموافق 03 رجب 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً