اختتمت الأربعاء الماضي جلسات المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس" والمنعقدة بالمملكة الأردنية الهاشمية والتي شارك فيها وفد مجلس النواب والمكون من النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الشيخ عادل عبدالرحمن المعاودة رئيس لجنة الشؤون التشريعية والقانونية بالبرلمان العربي، و النائب عادل عبدالرحمن العسومي عضو لجنة الشؤون الاقتصادية والمالية بالبرلمان العربي، إذ كان لهم دور فاعل في مناقشات جلسات المؤتمر، بمشاركة شخصيات عربية واسلامية و مسيحية ، إذ تقدم الوفد البحريني بالعديد من التوصيات، والتي كان منها أن مثل هذه الفتوى المطلوبة يجب أن يجتمع عليها علماء الأمة كالمجمعات الفقهية، وهيئات كبار العلماء، وأن إصدارها في مثل هذا المؤتمر يجعلها تمثل رأي من قام بالتوقيع عليها فقط، وقد جاء في البيان الختامي ما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
البيان الختامي الصادر عن المؤتمر الدولي الأول "الطريق إلى القدس"
عمّان- المملكة الأردنية الهاشمية
28 جمادى الآخرة- 1 رجب 1435هـ 28- 30 / 4/ 2014م
بحمد الله وتوفيقه فقد انعقد مؤتمر الطريق إلى القدس تحت رعاية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين، وذلك في عمّان عاصمة المملكة الأردنية الهاشمية، في الفترة من 28 من شهر جمادى الآخرة إلى الأول من شهر رجب لعام 1435 للهجرة الموافق للثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين من شهر نيسان لعام 2014 للميلاد بتنظيم وتعاون بين لجنة فلسطين في مجلس النواب الأردني والبرلمان العربي وجامعة العلوم الإسلامية العالمية؛ وحيث إنّ المسجد الأقصى المبارك مهوى أفئدة المسلمين وأولى القبلتين، وأحد المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال مع الحرمين الشريفين. ومسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومعراجه إلى السماء. كما جاء في كتاب الله عز وجل، وهذا ربط رباني خالد بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى الذي سجّله القرآن الكريم بين المسجدين مما يوجب اهتمام المسلمين والصلة بمسجدهم المبارك على مرّ التاريخ.
وقد اطّلع المشاركون على ما عرضه أهل القدس من أن هذا المسجد المبارك ومدينة القدس بمقدساتها الإسلامية والمسيحية تتعرض اليوم لعدوان آثم متصاعد ومستمر من قِبَل الاحتلال الإسرائيلي الذي يسعى جاهداً لتهويد المدينة المقدسة وبسط سيطرته الكاملة على مسجدها الأقصى من خلال ممارساته العدوانية المتمثلة في الاستيطان ومصادرة الأراضي، وهدم بيوت المقدسيين والحفريات التي طالت أساسات المسجد وباتت تهدد بانهياره واختراق جدرانه، والعبث في الآثار الإسلامية، واستحداث المعابد اليهودية في المدينة المقدسة التي ينطلق منها ومن غيرها المستوطنون لاقتحام المسجد الأقصى، والاعتداء على المواطنين المقدسيين، وقد واصل الاحتلال عدوانه على المسجد الأقصى بإعداد مخططات لتقسيمه زمانياً ومكانياً من خلال التصريحات الرسمية الداعمة لدعوات المتطرفين لتقسيم المسجد وإقامة الهيكل المزعوم.
وبعد أن استمع المشاركون لأوراق العمل المقدمة والمداخلات والمشاركات والحوار خلال جلسات المؤتمر أكدوا على أنّ الطريق إلى القدس لا بد وأن يمر عبر الوسائل والآليات الآتية:
1. بذل الجهود لتحقيق وحدة الأمة العربية والإسلامية وعلى أقل تقدير أن تجتمع على الثوابت ومن أهمها حماية مقدسات الأمة في القدس الشريف واستمرار الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وعدالة قضيتهم، ففي ظل التفرق والتشرذم لا يمكن تحقيق شيء يذكر من أهداف الأمة.
2. تذكير الأمة بواجب بذل التضحيات بالمال والنفس دفاعاً عن مقدسات الأمة وأرضها وأبناءها.
3. دعم المؤسسات الموجودة داخل القدس الشريف سواء أكانت مؤسسات تعليمية أو صحية أو اجتماعية بما يكفل استمرارهاوصمودها.
4. دعم المشروعات الخاصة بالمقدسيين من الإسكان والوقف وعمارته ودعم لجان الزكاة ولجان الرعاية الاجتماعية والصحية والاقتصادية.
5. دعم مشروعات الصندوق الهاشمي لإعمار المسجد الأقصى المبارك وقبة الصخرة المشرفة.
6. دعم جهود رعاية المقدسات المسيحية وحمايتها من التهويد والمصادرة.
7. دعوة علماء الأمة الإسلامية وخطباء مساجدها ودعاتها في كل خطبهم خصوصاً خطبة الجمعة إلى التذكير بالمسجد الأقصى المبارك والدعاء لله عز وجل بأن يفكّ أسره وأن يرزق الله المسلمين صلاةً فيه، وأن يحرره من نير الاحتلال.
8. دعوة الدول والحكومات العربية والإسلامية والدول الداعمة لعدالة القضية الفلسطينية إلى ربط مصالحها الثنائية الاقتصادية والسياسية والثقافية بما يجري من انتهاكات واعتداءات بحق المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية وكذلك الانتهاكات الاستيطانية على حساب الأرض والإنسان الفلسطيني.
9. الإشادة بدور القائمين على رعاية المسجد الأقصى وإعماره والمرابطين فيه والدفاع عنه بكل السبل رغم شح الإمكانات ونخص بالذكر مجلس الأوقاف الإسلامية والمديرية العامة للأوقاف الإسلامية في القدس الشريف والهيئة الإسلامية العليا ومفتي القدس والديار الفلسطينية والدوائر والمؤسسات العاملة لذلك، وكذلك جهود ممثلي عرب الداخل الفلسطيني في التصدي لمحاولات تفريغ أو تقسيم المسجد الأقصى.
10. يثمن المؤتمرون جهود المملكة الأردنية الهاشمية في رعاية الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية ويدعون إلى أن تقوم المملكة وقيادتها الهاشمية بمشروع تاريخي لتوسعة المسجد القبلي وتدعيم أركانه وكافة المنشآت المقدسة والتاريخية لحمايتها وإضافة المرافق الضرورية الأخرى حسب ما يحتاجه عمّار المسجد من فلسطين وخارجها، والاحتكام لمؤسسات العدل والقانون الدولية في حال عارضت سلطات الاحتلال ذلك.
11. يشيد المؤتمرون بخطاب جلالة الملك أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة والتوضيح بأنّ المسجد الأقصى المبارك من الأهمية بمكان الكعبة المشرفة وأن المسجد الأقصى المبارك هو ما احتواه السّور الذي تبلغ مساحته ما يزيد على (144) مائة وأربعة وأربعين دونم فوق سطح الأرض ويحتوي على الجامع القبلي والمسجد المرواني وقبة الصخرة المشرفة وكافة القِباب والمنشآت والآبار والأبواب والأروقة والقنوات فوق الأرض وتحت الأرض.
12. تثمين دور الكنائس المسيحية ورؤساء الطوائف المسيحية في القدس الشريف لمحافظتهم على العهدة العمرية ومقدساتهم المسيحية ورفضهم لواقع الاحتلال.
13. التصدي لصناعة الرواية التهويدية للقدس والمقدسات ولكل فلسطين في المحافل والمؤسسات الأكاديمية والتعليمية والهيئات والمنظمات الدولية والمؤسسات الإعلامية وقنوات التواصل الاجتماعي وتشكيل لجنة منبثقة عن هذا المؤتمر تعنى برصد الرواية التهويدية على مختلف المستويات وإعداد الدراسات للرد عليها وتفنيدها.
14. يرفض المؤتمر رفضاً باتاً دعم حكومة الاحتلال وتنفيذها لمخططات المتطرفين اليهود الرامية إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك زمانياً أو مكانياً ويدعو صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين (صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس الشريف) للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك في كافة الميادين والمحافل والمؤسسات العربية والإسلامية والدولية.
15. تشكيل لجنة إعلامية منبثقة عن المؤتمر من أجل رسم سياسة استراتيجية إعلامية واضحة للدفاع عن المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الإسلامية والمسيحية.
16. غرس الانتماء للأهمية الدينية للمسجد الأقصى والمقدسات وفي قلوب الناشئة وإعادة قضية فلسطين المحتلة كأبرز محاور المناهج التعليمية في المدارس والجامعات في العالمين العربي والإسلامي.
17. دراسة مقترح جعل نصيب من ريع لجان وصناديق الحج في العالم الإسلامي ووقفها وقفاً إسلامياً يذهب كريع مادي للمسجد الأقصى المبارك والمرابطين فيه.
18. دعوة سفراء الدول العربية والإسلامية في جميع أنحاء العالم للتفاعل مع ما يتعرض له المسجد الأقصى من انتهاكات وبيان قُبح هذه الانتهاكات وشراستها وعدم شرعيتها قانونياً وإنسانياً من خلال تواصل هؤلاء السفراء مع مختلف القنوات الدبلوماسية وخصوصاً في أروقة الأمم المتحدة واليونسكو ومجلس الأمن ومحكمة العدل الدولية ومحكمة الجنايات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها.
19. مطالبة مجلس الأمن الدولي ومنظمة الأمم المتحدة ومنظمة اليونسكو ومنظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية للاضطلاع بمسؤولياتها لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية وتفعيل قرارات الشرعية الدولية التي تلزم الاحتلال بعدم تغيير الأمر الواقع لما كان عليه الوضع قبل الاحتلال وجدير بالمؤسسات الدولية أن تعيد النظر في وضعها من حارسة للوجود الاحتلالي الجائر في أرض فلسطين إلى مؤسسات تسعى لإحقاق الحق ورفع الظلم.
20. تحميل الولايات المتحدة الأمريكية المسؤولية عن استمرار الغطرسة الإسرائيلية واعتداءات المتطرفين اليهود ضد المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية الأمر الذي قد يؤدي إلى نشوب حرب دينية، وذلك من خلال استخدام الولايات المتحدة الأمريكية لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن كلما وجهت دعوة لاتخاذ قرار يطالب إسرائيل بتطبيق الشرعية الدولية.
21. تشكيل لجنة فلسطين في كل برلمان عربي وإسلامي لمتابعة الانتهاكات بحق المقدسات والبحث في سبل مقاومتها.
22. يبارك المؤتمر الفتوى التي صدرت عن العلماء المشاركين في هذا المؤتمر من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، والتي تنص على الآتي:
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وبعد
فقد ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة (رض) عن النبي (ص) قال: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى" والأصل استحباب زيارة المسجد الأقصى باتفاق العلماء.
وبخصوص زيارة المسجد الأقصى تحت الاحتلال:
أولاً: يرى العلماء المشاركون في المؤتمر أنه لا حرج في زيارة المسجد الأقصى المبارك في القدس الشريف للفئات الآتية:
1. للفلسطينيين أينما كانوا في فلسطين أو خارجها مهما كانت جنسياتهم.
2. للمسلمين من حملة جنسيات بلدان خارج العالم الإسلامي.
ثانياً: وفي جميع الحالات يجب أن تراعى الضوابط الآتية:
1. ألا يترتب على ذلك تطبيع مع الاحتلال يترتب عليه ضرر بالقضية الفلسطينية.
2. أن تحقق الزيارة الدعم والعون للفلسطينيين دون المحتلين ومن هنا نؤكد على وجوب كون البيع والشراء والتعامل والمبيت والتنقل لصالح الفلسطينيين والمقادسة دون غيرهم.
3. أن يدخل الزائر ضمن الأفواج السياحية الفلسطينية أو الأردنية بعيداً عن برامج المحتل.
4. يفضل أن يكون مسار رحلة الأقصى ضمن رحلات العمرة والحج قدر الإمكان وبشكل جماعي مؤثر يحقق المصلحة الشرعية المعتبرة ويدعم الاقتصاد الفلسطيني والمقدسي تحديداً، وسياسياً بهدف حماية الأقصى والمقدسات.
عمّان في 29 جمادى الآخرة 1435هـ الموافق 29 أبريل 2014م