افاد ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن حجم التبادل التجاري بين البحرين واسبانيا قيمة المئتي مليون دولار أميركي.
ومن ناحيته، اعتبر ملك مملكة اسبانيا صاحب الجلالة الملك خوان كارلوس الزيارة التي يقوم بها حالياً لمملكة البحرين (تلبية لدعوة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين)، تأسيساً لمزيد من لبنات التنسيق والتعاون الفاعل في مختلف المجالات الحيوية التي تهم البلدين الصديقين.
وفي كلمة لجلالته خلال المنتدى الاسباني البحريني بقصر الشيخ حمد في القضيبية بحضور ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، أعرب جلالته عن سعادته بالقيام بهذه الزيارة التي يرافقه فيها وفد رسمي رفيع المستوى ونخبة من ممثلي قطاع الأعمال في اسبانيا، منوهاً بما تم عقده من اجتماعات وتوقيع اتفاقات تمهد الطريق وتفتحه واسعاً لتحقيق الطموحات المقترنة بالمسار المميز للعلاقات البحرينية الاسبانية الوثيقة والوطيدة.
وأشار جلالته لاهتمام وحرص بلاده على تعزيز العلاقات مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وفي هذا السياق أكد ما تحوزه مملكة البحرين من أهمية في هذا الإطار نظراً لما تحوزه من موقع في قطاعات الأعمال والأنشطة والمصرفية المالية والخدمات.
واضاف جلالته أنه ومع تنامي مستويات التبادل التجاري بين البلدين بشكل ملحوظ إلا أن هناك تطلعاً للوصول إلى مستويات أعلى من العلاقات والتنسيق.
وأعرب جلالته عن الرغبة في تشجيع الشركات والمؤسسات الاسبانية لتعزيز حضورها في مملكة البحرين وتسخير خبرتها العريقة للتبادل الفعال في مختلف المجالات ومنها الطاقة والمياه وتقنية المعلومات والبنى التحتية.
وقال جلالته إن اسبانيا قد أدت بجهودها الدؤوبة إلى التعامل الفعال مع مختلف المتغيرات والمتحديات، ما أدى لتعزيز موقعها الاقتصادي وما تستطيع تقديمه في مختلف القطاعات الحيوية.
وأكد جلالته قرب اسبانيا من العالم العربي وإدراكها لقضاياه وشئونه وتشجيعها لنجاحه ونمائه، مشيراً إلى أن الشراكة بين اسبانيا كعضو في الاتحاد الأوروبي ومملكة البحرين كعضو في مجلس التعاون لدول الخليج العربية هو ما يستوجب أن تستمرا في العمل معاً إلى جانب المجتمع الدولي في التعامل الجاد مع القضايا التي تهم العالم العربي، منوهاً في هذا المجال بالدور الذي يضطلع حضرة صاحب الجلالة الملك وثقته برؤيته القيادية في هذا المجال.
ثم ألقى سمو ولي العهد، كلمة أشار فيها إلى ما تشكله العلاقات الثنائية الوطيدة الممتدة بين مملكة البحرين ومملكة اسبانيا من أرضية خصبة لتفعيل المزيد من فرص وإمكانات النماء والفوائد المتبادلة، مما لا يرتكز فقط على البعد السياسي بل يمده كذلك بالدعم والإسناد التواصل على الصعيدين الثقافي والإنساني وترفده العلاقات والاقتصادية بشريان حيوي من التنسيق والتعاون المشترك البنّاء.
ورحب سموه مجدداً بمقدم جلالة الملك خوان كارلوس لمملكة البحرين، واعتبر سموه في كلمته خلال المنتدى القطاع الخاص في البلدين الصديقين عنصراً محورياً في تدعيم أسس هذه العلاقات والإسهام بشكل ملموس في تلبية الطموح لرفع مستويات العلاقات الثنائية، في إطار ما تدركه قيادتا البلدين من جدوى بناء جسور العمل المشترك والتنسيق.
وتطرق سموه خلال الكلمة إلى مسار العلاقات الثنائية منذ تأسيسها قبل أكثر من أربعين عاماً بين مملكة البحرين ومملكة اسبانيا وما شهدته من النماء مستمداً من أسس الصداقة العزيزة ومسار التعاون والتنسيق المشترك، عوامل تعزز تواصل تطوره منذ ذلك الحين في عدد من المحطات وصولاً إلى عام 2008 إذ تم توقيع اتفاقية لحماية التعاون الاقتصادي والتجاري وقد نتج ذلك عن أمثلة كثيرة للشراكة البحرينية الاسبانية مصحوبة بتجاوز التبادل التجاري قيمة المئتي مليون دولار أميركي، ولكن مع كل ما تحقق تبقى هناك افاق واسعة تحمل فرصاً وحوافز أكبر.
وقال سموه إن انعقاد المنتدى كأحد جوانب زيارة جلالة الملك خوان كارلوس يؤكد على الدور المهم للاقتصاد والعلاقات التجارية للانتقال إلى مرحلة أكثر فاعلية وأوسع نطاقاً من تحقيق المصالح المشتركة للبلدين على مستويات أعلى أثراً وتأثيراً، ما يضفي المزيد من الحيوية والديناميكية لمردود تعزيز جسور التواصل معها.
واعتبر سموه ان الاهتمام المتبادل المتمثل في هذا الجمع بين البلدين الصديقين يحفزه إدراك مشترك للامكانات والفرص التي تحملها افاق العلاقات الثنائية من احترام وتقدير للمكانة الحضارية والتاريخية والثقافية للبلدين وما يجمعهما من إقبال على الانفتاح والتواصل البنّاء في جميع المجالات.
وأكد سموه أن مملكة البحرين تثمن قيمة الشراكات مع الأصدقاء مثل اسبانيا، التي برهنت أن قوة الأوطان لا تكمن في تفادي الصعوبات وحسب بل في كيفية التعامل الفعال معها حال حدوثها.
وأشار سموه إلى أن البلدين على إطلاع بما يمكن أن يؤدي إليه حضور التطرف في المجتمعات من آثار مؤسفة تعجز حتماً عن تحقيق أي مردود يفيد الأوطان، لكن البلدين بتجربتهما الحضارية الراسخة ملمّان أيضاً بالمردود المثمر لمد جسور التوافق والتواصل والتفاهم لتدعيم الوحدة والأطر الوطنية وسيادة القانون، مع الأخذ بعين الاعتبار ان احترام الاختلاف والفروقات يثري الأمم.
وقال سموه إن مملكة البحرين مستمرة في خطاها نحو المزيد من تحقيق الرؤى التي ينشدها الوطن بقيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة الرامية لمستويات أكثر تقدماً من الازدهار والتنمية في مختلف المجالات.
واعتبر ان ذلك يتحقق بعزم جاد من القيادة يقوي إقدامه ما يتحلى به البحرينيون من مسئولية وطنية تشجعهم على مزيد من الانتاجية وإثبات قدراتهم في مختلف المواقع العامة والخاصة، مشيراً في هذا الصدد إلى ان مسيرة التطور في مملكة البحرين التي كانت أول دولة خليجية يكتشف فيها النفط استوعبت أهمية التركيز على قوة الموارد البشرية إلى جانب استثمار الموارد الطبيعية.
كما تناول سموه في كلمته الدور المؤثر الذي اضطلع به الراحل رئيس الوزراء الاسباني السابق أدولفو سواريز غونزالز إسهاماً في بناء اسبانيا الحديثة بمقوماتها المتينة المشهود لها، مشيراً سموه في ختام كلمته إلى تطلعه أن يتم تبادل الزيارات بين الجانبين بزخم أكبر ينسجم مع المستوى المتقدم للعلاقات بين البلدين.
ثم شهد المنتدى كلمات من وزير شئون الدفاع الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله آل خليفة ووزير الدفاع الاسباني بيدرو مورينيس ايولات، ووزير الصناعة والطاقة والاقتصاد خوزيه مانويل سوريا لوبيز، ووزير الصناعة والتجارة حسن فخرو ووزيرة الأشغال العامة والمواصلات آنا ماريا باستور جوليان، ووزير الأشغال عصام خلف ومحافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، تم فيها تناول معطيات وآفاق التعاون والتنسيق في القطاعات التي ضمن مسئولياتهم.
ثم جرت جلسة نقاش في مجال الأعمال والاستثمار ضمت كلا من نائب رئيس مجلس إدارة غرفة البحرين للتجارة والصناعة جواد الحواج ورئيس مجلس إدارة عبدالله يوسف فخرو وأولاده عصام فخرو ورئيس شركة البحرين للبتروكيماويات عبدالرحمن جواهري والرئيس التنفيذي لممتلكات محمود الكوهجي والمدير التنفيذي لشركة بي اف جي انترناشيونال سامر الجشي ومن الجانب الاسباني رئيس شركة اندرا، خافيير مونزون، ورئيس شركة انيكو، بابلوفزكويز فيغا، والرئيس التنفيذي لشركة اف سي سي، خوان بيجار.
واختتم المنتدى بمداولات بين ممثلي قطاعات الأعمال في البلدين.
العدد 4255 - الخميس 01 مايو 2014م الموافق 02 رجب 1435هـ