تعهد مسئولون أمميون ببذل اقصى الجهود للحيلولة دون انزلاق دولة جنوب السودان التي تعمها الاضطرابات الى حرب ابادة جماعية، وحذروا الأطراف المتقاتلة من أنها ستكون مسؤولة اذا تعرضت البلاد للمجاعة.
وفي إدانة لكل من رئيس جنوب السودان سيلفا كير وزعيم المتمردين رياك مشار، قالت مفوضة حقوق الانسان في الاممم المتحدة نافي بيلاي إنها "تشعر بالفزع ازاء قلة الاكتراث بخطر تعرض البلاد للمجاعة الذي يبديه الزعيمان".
وجاءت التعليقات بعد اجراء بيلاي، التي رافقها مبعوث خاص لللإبادة الجماعية، محادثات مع الزعيمين المتناحرين، وبعد يوم من مناشدة للامم المتحدة لبدء شهر من الهدنة للحيلولة دون المجاعة وكارثة انسانية.
وقال آدم دينغ مبعوث الامم المتحدة لمكافحة الابادة الجماعية للصحفيين " نتعهد باتخاذ كافة الإجراءات الممكنة داخل سلطتنا لحماية السكان من رواندا أخرى. لا يوجد اي عذر للتقاعس عن العمل".
وأضاف في مؤتمر صحفي مع بيلاي"من الواضح أن النزاع أتخذ مسارا خطيرا وأن المدنيين يستهدفون عمدا بناء على عرقهم وانتمائهم السياسي ومعتقداتهم".
وخلفت الحرب الاهلية المستمرة منذ اربعة أشهر في جنوب السودان، الذي حصل على الاستقلال من السودان عام 2011، آلاف القتلى وأدت إلى فرار أكثر من 1.2 مليون شخص من ديارهم.
ولم يصمد اتفاق وقف اطلاق النار الذي وقع في يناير/كانون الثاني الماضي، ولجأ عشرات الآلاف إلى قواعد الأمم المتحدة اثر موجة من المذابح العرقية وغيرها من جرائم الحرب مثل الاغتصاب والتجنيد القسري للأطفال وعمليات القتل داخل المستشفيات والمساجد.
مجاعة محدقة
وقالت بيلاي "المزيج المدمر من الاتهامات وخطابات الكراهية والقتل الانتقامي الذي تطور دون هوادة خلال الشهور الاربعة والنصف الماضية يبدو أنها وصلت مرحلة الغليان".
وأضافت أنه يوجد حاليا تسعة آلاف طفل يقاتلون مع الطرفين.
وقالت "بدلا من اغتنام الفرصة لتوجيه بلدهم الوليد الفقير الذي مزقته الحروب صوب الاستقرار والرخاء، بدأ زعماء البلاد صراعا شخصيا على السلطة أوصل مواطنيهم الى حافة الكارثة".
وأضافت "شبح انتشار المجاعة وسوء التغذيت المحدق بالآلاف بسبب اخفاقهم الشخصي لتسوية خلافاتهم سلميا لا يبدو أنه يعنيهم كثيرا".