حذر وزير الخارجية الاميركي جون كيري اليوم الخميس (1 مايو/ أيار 2014) من خطر حدوث عملية ابادة وانتشار المجاعة في جنوب السودان ملوحا بفرض عقوبات على زعيمي الفصيلين المتناحرين في الحرب الاهلية المستمرة منذ اربعة اشهر.
ويزداد الغضب بسبب حجم عمليات القتل في ذلك البلد، كما القيت على القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير والمتمردين الذين يدعمون نائب الرئيس السابق رياك مشار، مسؤولية المجازر وعمليات الاغتصاب والهجمات على قواعد الامم المتحدة وتجنيد اطفال للقتال.
وصرح كيري للصحافيين "هناك مؤشرات مقلقة للغاية بان عمليات قتل على اسس اتنية وقبلية وقومية تجري (في جنوب السودان) ما يثير اسئلة خطيرة. واذا ما استمرت عمليات القتل بالطريقة هذه، فيمكن ان تشكل تحديا خطيرا للغاية للمجتمع الدولي يتعلق بمسالة الابادة".
وهيمنت المخاوف من المجاعة وارتكاب عمليات ابادة في جنوب السودان على اجندة كيري الخميس بعد يوم من وصوله الى اثيوبيا في مستهل جولة افريقية تركز على اعنف النزاعات في القارة.
وقال كيري "يجب محاسبة المسؤولين عن عمليات القتل المستهدفة على اسس اتنية وقومية، ونحن نعكف على دراسة فرض عقوبات ضد من ينتهكون حقوق الانسان ويعرقلون المساعدات الانسانية".
وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما وقع الشهر الماضي مرسوما يسمح بفرض عقوبات من بينها مصادرة الارصدة وحظر تاشيرات السفر ضد اي شخص يعتبر مهددا لجهود السلام في جنوب السودان.
ولعبت الولايات المتحدة دورا كبيرا في حصول جنوب السودان على استقلالها من الخرطوم في 2011، واعتبرت زيارة كيري للمنطقة بمثابة مؤشر على تزايد قلق واشنطن من انهيار ذلك البلد خلال فترة قصيرة.
وقتل الالاف وربما عشرات الالاف واجبر 1,2 مليون شخص على الاقل على الفرار من منازلهم في البلد الذي حصل على استقلاله من السودان في 2011.
وتاتي تصريحات كيري عقب تحذيرات مسؤولين دوليين لحقوق الانسان الاربعاء تعهدوا ببذل كل ما بوسعهم للحيلولة دون حدوث عمليات ابادة، وحذروا من تزايد مخاطر المجاعة.
وقال كيري "يجب ان نحاول منع انتشار المجاعة التي يمكن ان تنجم عن اعمال العنف الجارية هناك الان".
واعرب كيري عن شعوره بالاحباط بسبب عدم اكتراث كيري ومشار بوقف الحرب.
وقال "بصراحة لقد شعرت بخيبة امل من رد فعل هذين المسؤولين"، مضيفا انه تحدث معهما عدة مرات.
وكانت المفوضة الدولية العليا لحقوق الانسان نافي بيلاي انتقدت الاربعاء كير ومشار.
وقالت بيلاي "صدمتني اللامبالاة الظاهرة حيال خطر المجاعة الذي أبداه القائدان. لم يبدوا متأثرين كثيرا بالجوع وسوء التغذية المنتشرين على نطاق واسع بين مئات الالاف من أبناء شعبهم، بسبب فشلهما شخصيا في حل خلافاتهما سلميا".
وتدور المواجهات منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر بين قوات الرئيس كير والمتمردين من انصار نائبه السابق مشار. وقد تخللتها مجازر وتجاوزات بحق المدنيين على خلفية قبلية انطلاقا من انتماء كير ومشار الى قبيلتي الدنكا والنوير، الاكبر في البلاد.
وكان كيري بدأ جولته الافريقية الخميس بدعوة لوقف المعارك وتامين وصول المساعدات الانسانية في جنوب السودان.
وقال كيري للصحافيين بعد لقائه نظرائه الاثيوبي والكيني والاوغندي في العاصمة الاثيوبية "اعتقد انه من الواضح ان كل العالم متفق على القول ان المذابح يجب ان تتوقف وانه يجب السماح بوصول المساعدات الانسانية" للشعب.
وتستضيف اديس ابابا، مقر الاتحاد الافريقي، محادثات لا تزال غير مثمرة حتى الان، بين حكومة كير والمتمردين بقيادة مشار.
واستؤنفت المحادثات الاثنين بعد تاخير طويل، الا انها لم تحرز تقدما يذكر.
وكان اتفاق لوقف اطلاق النار وقع بالاحرف الاولى في 23 كانون الثاني/يناير في اديس ابابا لكنه ظل حبرا على ورق. واستؤنفت المفاوضات الاثنين في العاصمة الاثيوبية.
وطغى النزاع في جنوب السودان على المحادثات التي اجراها وزير الخارجية الاميركي مع نظرائه الافارقة وتم بحث اجراءات مثل احتمال ارسال جنود من دول المنطقة الى هذا البلد.
وكان كيري وصل مساء الاربعاء الى العاصمة الاثيوبية حيث يبدأ اول جولة افريقية له ستقوده ايضا حتى الخامس من ايار/مايو الى جمهورية الكونغو الديموقراطية وانغولا لكي يبحث ايضا النزاعات في افريقيا الوسطى والصومال وجمهورية الكونغو.