في حصة اللغة العربية طلبت منا المعلمة أن نكتب موضوع تعبير سريع وقصير بمناسبة عيد العمال الذي يحتفل به في الأول من شهر مايو/ أيار من كل عام. وبعد أن جمعت المعلمة جميع الأوراق وقرأتها نادت باسم إحدى الطالبات وطلبت منها أن تقرأ ما كتبت على مسامع التلميذات.
بكل ثقة وقفت تلك الطالبة ممسكة بورقتها وأخذت تقول: عيد عمال سعيد لكل عمال العالم والبحرين، وخصوصاً أنه عيد الأكثرية فعلاً، فلكم جميعاً أيها العمال في عيدكم ألف تحية وتقدير، ولكن ألتمسكم عذراً في بيتنا هذا العيد هو “عيد أبي”.
نعم إنه “عيد أبي”... صاحب الجبين النادي بعرق الكرامة الذي يلازمه منذ ساعات الفجر الأولى وحتى المساء، ذو الكفين اللتين ملأتهما مشقة العمل “شوكاً”، ولكنهما تظلان الكفين الحنونتين على خبز يومنا، الدافئتين على وجناتنا عندما تمسح دموعنا والمبلسمتين لجروحنا، كما يبقى نبض قلبه المتسارعة ضرباته تحت أشعة الشمس، وهو ذاته قلبه النابض بالحب والعطف والحنان علينا.
في عيدك أبي أقول، شكراً لأنك أهديتني حياة ما عرفت السعادة فيها إلا بتعبك، شكراً لأنك مددتني بالحنان والحب من قلبك المتعب من أشعة الشمس، أشكرك على اليدين الكريمتين اللتين ضماني، وعلى عينيك الحنونتين اللتين طالما راقباني، أشكرك على ما قدمت وما جادت به عطاياك.
أنتم أيضاً اشكرن أبي فهو في الصباح ذلك الرجل الذي ينتظركن جميعاً ليوصلكن إلى المدرسة بسلامة ويعيدكن بأمان إلى منازلكن، هو ذاته بائع الحلوى اللذيذة والعصير المنعش والذرة واللوز في ساحة الحديقة العامة في فترة الظهر، وهو ذاته سائق السيارة والدراجة التي توصل الطعام لمنازلكن في المساء، فشكراً لك أبي.
وقفت جميع الفتيات عند سماع الأسطر الأخيرة من الموضوع، وصفقن تحية لوالد زميلتهن المناضل في سبيل كسب رزقه، كما حيينها لافتخارها واعتزازها بمهنة والدها ونضاله.
لكل عامل كادح ومجد ألف تحية وتقدير واحترام في عيد العمال وكل عام وأنتم بخير.
مناهل
العدد 4254 - الأربعاء 30 أبريل 2014م الموافق 01 رجب 1435هـ