نفى الفنان الكويتي طارق العلي الأخبار التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتي تفيد بتبرعه للمعارضة السورية بمبلغ 20 ألف دينار كويتي، مشيراً إلى أن تبرعه ذاك كان للأسر السورية التي نزحت إلى الحدود الأردنية التركية هرباً من القصف، مؤكداً عدم معرفته بانتماءات الشيخ حجاج الذي ظهر مع العلي في الصورة التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

من جانب آخر، أبدى العلي اعتزازه بالجمهور والشارع البحريني، موضحاً أن القضية في البحرين لا يجب أن تكون طائفية أبداً، وأن اختلاف البحرينيين يجب أن يتركز على المواطنة في دولة المؤسسات وألا يمس العقائد الدينية والانتماءات المذهبية.

طارق العلي يزور البحرين حالياً بدعوة من شركة الفن السابع وشركة المبتكر لعرض آخر أعماله المسرحية «تحت الصفر». وقد التقى مجموعة من الصحافيين خلال مؤتمر صحافي نظمته شركة الفن السابع في فندق الكراون بلازا، تحدث العلي خلاله عن موقفه السياسي الذي «حُسب عليه» من مختلف الأطراف وعن عدم تراجعه عن جرأته في طرح آرائه السياسية، وعن نظرته لما يحدث في المنطقة وعن خلافه مع هيا الشعيبي، وعن مشاريعه الجديدة في التلفزيون والسينما. فيما يلي أبرز ما جاء في اللقاء.

بداية تحدث العلي عن مسرحية «تحت الصفر» التي يقدمها في البحرين مشيراً إلى أن «البحرين بجمهورها البحريني والخليجي من المحطات المهمة بالنسبة لي، قدمت فيها أجمل عروضي مثل «بشت المدير»، «جلباب زوجتي»، «درب الزلق» منذ أربعة عشر عاماً مضت. اليوم مع هذه المسرحية نبدأ عهداً جديداً، مع شركة الفن السابع وشركة المبتكر. المسرحية اجتماعية وكوميدية وهي من بطولة خالد العجيرب وسوسن هارون وسعود الشويعي وشاهين شاهين وضاري الشمري وخالد المظفر وسلطان الفرج ونتمنى أن تكون وجبة خفيفة. تتناول أوضاع كثيرة في دول الخليج نفترض فيها نزول الثلج في الخليج لنناقش تردي الخدمات والبنية التحتية، وجشع التجار واستغلالهم إلى جانب مواضيع شبابية».

وعلى رغم وصفه لمسرحيته بالاجتماعية، إلا أنها بحسبما تحدث تبدو وكأنها تحوي الكثير من الإسقاطات السياسية. وفي رده عن سؤال لـ «الوسط» عما إذا كان يخشى من أن تُحسب عليه آراؤه السياسية تلك أو أن تُفقده قاعدة من جمهوره وهو الذي عُرف عنه الصراحة والجرأة في التعبير عنها، وإلى أي مدى يمكن أن يصل في التعبير عن رأيه وموقفه السياسي، قال العلي:

الجمهور يحب السياسة. وأنت لا تفقد جمهورك حين تصرح برأيك السياسي، لكن رأيك ذلك يحسب عليك. أنا دائماً أسعى لأن أصرح بآرائي السياسية وفيما يتعلق بالبحرين، فقد قلت إنه لا يجب على البحرينيين أن يصنفوا أنفسهم كشيعة أو سنة أو بدو أو حضر أو موالين لمجموعة ما أو لتيار معين. بالأمس أثناء لقاء تلفزيون البحرين معي تحدثت عن البحرين وقلت إننا عهدنا أهلها شعباً واحداً بكل طوائفه ومِلله. أثناء دراستي مع الطلبة البحرينيين الشيعة والسنة، كنا نحن الكويتيين نناديهم جميعاً بالبحارنة ونحن نعرف أن البحارنة كلمة تنسب للشيعة. أنت اليوم مواطن بحريني تجمعك هذه الأرض وهناك قيادة ومؤسسات ودستور لا يختلف عليها. هناك أخطاء تحدث، لكن هل نتفرق كشعب بسبب خطأ الحكومة. نصلح الخطأ ونعيش مع بعض لأن هذه أرضنا.

يجب ألا نختلف في حبنا للبلد ولا في ولائنا لولي الأمر. نختلف معه في وجهة نظره لكن نوصلها بشكل صحيح له. وهذا لا يقتصر على البحرين حتى في الكويت حدثت لدينا بعض المشاكل. أعرف أن هناك في البحرين شيعة راضين وشيعة غير راضين وكذلك الحال بالنسبة للسنة. نحن لا نختلف مع الحكومة ولا نؤيدها كثيراً ربما ننتقدها كثيراً. يؤلمني كثيراً ما يحدث في البحرين لكن هناك أمور أجهلها في الشأن البحريني ولا يمكنني الاعتماد على الإعلام لمعرفتها فالإعلام منحاز ولا يمكنك تصديق أحد. لكن أعود وأقول مهما يحدث في البحرين لا نتدخل فهو شأن بحريني وهم أهل وإخوان وتحل مسائلهم. أنا ضد أن تدعم أو تقوّي طرفاً ضد طرف آخر سواء مع الحكومة أو ضدها. أصلح بينهم وكن حمامة سلام. الرسول (ص) يقول (فيما معناه) قل خيراً أو لتصمت.

فقط أود أن تصبح البحرين كما اعتدناها دائماً بلد أمن وأمان واستقرار، شعب البحرين كلهم أهل، تجار البحرين شيعة، أصحاب المآتم شيعة، والوزراء بعضهم شيعة. القضية إذن ليست قضية شيعة وسنة فلماذا نحوّلها كذلك. هو اختلاف رأي وإن شاء الله تصلح الأمور وأنا لا حق لي أن أتكلم في الشأن البحريني، على العكس أتمنى أن يكون وجودي اليوم بمثابة حمامة سلام تجمع الأشخاص ذوي الآراء المختلفة. أريد أن يجمع مسرحي من هم أعداء في الخارج ليصبحوا أصدقاء في الداخل.

لماذا نصنف بعضنا كشيعة وسنة. أحد كبار السن من جمهوري قال لي لا تقل شيعة وسنة على المسرح نحن لم نتفرق وأنت لم تأتِ بجديد، وأنا أقول لا تسمعوا للعقول الضعيفة التي تكتب وتشتم. اختلافنا ليس في مذاهبنا وفيما بيننا وبين ربنا لكن ما نحاسب البعض عليه هو مواطنتنا في دولة المؤسسات.

هذا رأيي فيما يتعلق بالبحرين، لكن ما يدور الآن هو أن القضية تحوّلت لقضية طائفية في البحرين وفي سورية بل حتى على مستوى الأنستغرام فقد أتحدث عن تعاوني مع سين من الناس فيدخل من يقول هذا شيعي رافضي. البعض بدأوا ينفّسون ويلقون عبثهم الطائفي، من الجهتين طبعاً. في المقابل هناك من يقول أنا شيعي ولا أرضى أن يشتم السني أو أنا سني ولا أرضى أن يشتم الشيعة.

هذا ما أقوله في مسرحية «تحت الصفر» بشكل مبطن، إذ أدعو لترك هذه الأمور، ولأن ننظر لما حدث في دول حولنا مثل سورية والعراق. فهناك يصنف الناس بعضهم على أساس شيعة وسنة. هل نريد أن نصبح مثلهم. بالطبع لا ولن نسمح لأي إنسان أن يجعل بلادنا تتفكك.

دعم المعارضة السورية

عدت وسألته عن حقيقة دعمه للمعارضة السورية وللجيش الحر وعن حقيقة الصورة التي انتشرت له على مواقع التواصل الاجتماعي. فأجاب:

لم أتبرع للمعارضة السورية تبرعت للأسر التي نزحت على الحدود التركية الأردنية. كثيرون هاجموني بهذا الخصوص، على الأخص من إخواننا الشيعة، وأنا لم أفعل ذلك. تبرعت لمن نزحوا هرباً من القصف. لا يمكنني أن أقف مع الجيش الحر أو جيش بشار أو أي كتلة ضد كتلة أخرى وأنا أطالب بالسلام. أنا أقول لبشار الأسد هؤلاء شعبك، كيف يمكن لحاكم أن يكون بدون شعب. اليوم أصرّح للصحافة البحرينية للمرة الأولى وأنا يهمّنى الشارع البحريني. لقد قلت في تصريحات سابقة «يا بشار قد يخطئ إنسان ولكن لا يعاقب بهذه الطريقة». أنا لا أدافع عن شيعة أو سنة بل عن شعب قد يكون درزي أو مسيحي أو يهودي. نحن لا نعرف أصلاً من يقتل هناك. ما يحدث هو طوفان لا يتوقف عن أحد إلا بمشيئة الله.

أنا واضح ولا أتبرأ من شيء فعلته لوجه الله وما حدث بالضبط هو أنه حين بدأت حملة جمع التبرعات للعوائل السورية التي بدأت تنزح هرباً من القصف، لم يكن طارق العلي الوحيد الذي تبرع عناك شخصيات كثيرة تبرعت للأسر السورية.

أنا لم أتبرع للجيش الحر أو لجيش بشار. كثيرون شتموني، حتى أني التقيت بعضو مجلس الأمة صالح عاشور فقال لي أنت تبرعت للجيش الحر ثم التقاني آخرون وأثنوا على تبرعي للجيش الحر وبعضهم اتهمني بالتبرع لداعش، وأنا لم أفعل ذلك. أنا فنان ودوري هو نشر السلام.

وبالنسبة للصورة فقد صوّرت مع شخص اسمه شيخ حجاج وأنا لا أعرفه، أعرف صاحب البيت الذي التقطت فيه الصورة فقط. ثم إن هناك من تبرعوا حتى من الشيعة. أنا لا أحب أن أتحدث حين أتبرع لكن حين يصل الأمر لأن أشتم لما لم أفعله ويتم تأويل الأمر فيجب أن أوضح الحقيقة. المشكلة أننا حولنا قضية سورية لقضية طائفية وفي الواقع هي قضية بين بشار وشعبه. تماماً كما حدث مع أحداث البحرين.

أنا لا أتحدث ليرضى عني الشيعة أو السنة أنا فنان للجميع ومسرحيتي اليوم يحضرها الشيعي والسني. كثير من إخواننا الشيعة قالوا قاطعوا طارق العلي لأنه تبرع للجيش الحر الذي يقتل الشيعة. الموضوع لا يتعلق بشيعة وسنة بعض الدول استغلت الأزمة السورية وحوّلتها لأزمة طائفية ولكني أعيد وأكرر تبرعي للشعب السوري وللأسر النازحة على الحدود التركية الأردنية.

الخلاف مع هيا الشعيبي

تطرق العلي أيضاً لخلافه مع الفنانة هيا الشعيبي وقال إن حقيقة الخلاف بدأت مع مركز فروغي الذي أخلت هيا بعقدها معه ولم تحضر عروض دبي، لكنها حوّلت الخلاف فيما بعد لخلاف شخصي مع طارق «رفعت عليها قضية تشهير لأنها اقحمتني في الخلاف وأنا لست طرفاً فيه. ويشهد الله أنا متأثر بما فعلته».

ويواصل «ليست هناك خصومة طول العمر ولا صداقة طول العمر لكن يجب ألا يحدث فجور في الخصومة وهيا فعلت ذلك حين وضعت الأخبار على الأنستغرام واستخدمته كوسيلة عتب بيني وبينها. حدثتها قبل أن أرفع القضية كشركة، لكنها رفضت أن تأتي. قالت لي إنها لا تستطيع أن تحضر ثم تفاجأت بصورها في دبي على الانستغرام. قالت إنها ذهبت للعلاج ولكنها كاذبة».

تعاون جديد مع المصريين

أشار العلي إلى أنه صور أخيراً مسلسلاً جديداً يفترض عرضه على قناتي «الراي» و «سما دبي» في شهر رمضان المقبل، يشاركه فيه الفنان المصري حسن حسني، يقول «أريد أن ارتفع وأتميز في رمضان مع شخصية مثل حسن حسني، وأريد أن يعرفني الشارع المصري. لا يوجد نجم مصري عمل معه ولم يشتهر، أحمد حلمي، هنيدي، محمد سعد وغيرهم. هو جوكر السينما المصرية. لعب دوراً جميلاً في المسلسل، وبرغم كبر سنه إلا أنه قادر على خلق أجواء مميزة في العمل.

العلي كان قد تعاون مسبقاً مع فنانين مصريين في تجربتيه السينمائيتين «معتوق في بانكوك» و «هالو كايرو» اللتين أشاد بنجاحهما في الكويت «أفلامي نافست في مدخولاتها بعض الأفلام الأجنبية والعربية في الكويت، وفي البحرين ظلت أفلامي تعرض لما يزيد على الأربعة شهور. أما في مصر فعرفني الجمهور المصري. أنا محظوظ بالسينما والإقبال الجماهيري». العلي أشار أخيراً إلى أنه بصدد إنتاج تجربة سينمائية ثالثة يكتبها لها السيناريست المصري أحمد عبدالله.