العدد 4253 - الثلثاء 29 أبريل 2014م الموافق 29 جمادى الآخرة 1435هـ

أكاديمي بجامعة البحرين يقترح ميثاق شرف إعلامي عالمي لحوار الحضارات

الصخير ـ جامعة البحرين 

تحديث: 12 مايو 2017

اقترح الأستاذ المشارك بقسم الإعلام والسياحة والفنون في جامعة البحرين رضا محمود مثناني، أن تتمَّ صياغة ميثاق شرف إعلامي عالمي، في مؤتمر تحتضنه مملكة البحرين يعنى بحوار الحضارات، مؤكداً أن البحرين وما تمثله من عراقة وأصالة وتعايش بين الأديان والأجناس والأعراق يمكن أن تكون منطلقاً لحوار بين الحضارات يعكس المستوى الإنساني الراقي للحضارة العربية.

وكان مثناني يتحدث في حلقة نقاشية بعنوان "حوار الحضارات... الأساس والواقع والآفاق"، أقيمت صباح اليوم الأربعاء (30 أبريل / نيسان 2014)، في جامعة البحرين برعاية رئيس الجامعة إبراهيم محمد جناحي، تزامناً مع مؤتمر حوار الحضارات "الحضارة في خدمة الإنسانية" المقرر إقامته في المنامة خلال الفترة من 5 إلى 7 مايو/أيار الجاري 2014، برعاية عاهل البلاد جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة.

وقال إنه أثناء وجوده في البحرين عاين مستوى التعايش بين الأديان والثقافات والأجناس في أرضها، واستحضر في إنسانها الحضارة العربية العريقة، والقيم الإسلامية الرفيعة، لافتاً إلى أن في البحرين جمعية صحافيين تضم نحو 450 صحافياً، مؤكداً أن كل هذه الأسباب تؤهل أرض البحرين لاحتضان ميثاق شرف إعلامي عالمي يؤطر حوار الحضارات لتسجل السبق ليجعله متناغماً مع التوجهات العالمية ليصبّ في صالح البشرية جمعاء.

وتحدث مثناني عن محور "الإعلام وآفاق حوار الحضارات"، مؤكداً أن العنصر الفاعل والرئيس في حوار الحضارات هو وسائل الإعلام العالمية الكبرى. وأضاف "توجد في عالمنا اليوم مجموعة مؤلفة من خمس شركات عالمية كبرى تعمل على توجيه الرأي العالمي، مشيراً إلى أن منها أربع شركات أمريكية، وشركة ألمانية واحدة.

وأوضح مثناني أن هذه الشركات تعد مصانع ضخمة لتشكيل الرأي العام، ونقل الثقافة الأمريكية الموجهة إلينا في العالم العربي، مستشهدا بفضائيةCNN التي تضم 3000 صحافي، وصحيفة يابانية تطبع عشرة ملايين نسخة، مشيراً إلى غياب تأثير الإعلام العربي عن المشهد العالمي، وأن معدل الإنتاج العربي الرقمي في مجال الصحافة الإلكترونية 1% من معدل الإنتاج الصحافي العالمي، وهو ما يدعونا إلى تكثيف العمل، لقطع شوط طويل من أجل التأثير في العالم من حولنا.

وحمَّل مثناني وسائل الإعلام مسؤولية حضارية واجتماعية للنهوض بالمجتمع، مؤكداً أنه طرح مفهوماً جديداً باسم "المسؤولية الحضارية لوسائل الإعلام". وقال أيضاً إن وسائل الإعلام يمكن أن تسهم في حوار الحضارات بشكل إيجابي ومنتج، وذلك إذا تمَّ تغذية الصحافيين وإشباعهم بالقيم الإنسانية الرفيعة الراقية، وثقافات حوار الحضارات.

وشدد على أهمية أن تؤدي الصحافة الدورين المنتج والداعم لأي حوار حضاري، وذلك بالابتعاد عن الصخب الإعلامي عبر الإفراط في التركيز على طرف معين وممارسة التسويق والدعاية الرخيصة لطرف على حساب طرف آخر أثناء الحوار.

وبدوره، سلَّط مدير العيادة القانونية في كلية الحقوق بجامعة البحرين الدكتور علي عمر المصراتي، الضوء في حديثه على الحوار بوصفه فناً يتم من خلاله عرض التجارب، وتوضيح المعاني، وإغناء المفاهيم، مضيفاً أن الحور المنتج لا يكون إلا بالحوار ولا يقتصر على الكلمات المسموعة بين المتحدثين، وإنما أيضاً بالبسمة المشرقة وبالعمل الصالح، وبالصمت أحياناً.

وقال المصراتي إن لكل حوار يراد له النجاح في الوصول إلى نتيجة إيجابية بين الأطراف يلزم أن تتوفر فيه خمس ضوابط هي: الاعتراف بالآخر، والاحترام المتبادل بين الأطراف المتحاورة، والشفافية والمكاشفة لدى الأطراف، والعدالة والاعتماد على الدليل والبرهان، والابتعاد عن الإثارة الإعلامية والصخب.

وأضاف المصراتي في حال عدم التزام الأطراف المتحاورة بهذه الضوابط فإن الحوار يوصف بحوار "الطرشان"، وهو أقرب إلى الجدل السلبي العقيم منه إلى مصطلح الحوار، إذ لا يسمع فيه كل طرف للآخر، ولا ينتهي إلى نتيجة.

وتساءل المصراتي "إذا لم نوظف الحوار في حل مشكلاتنا، فما هو البديل؟ لا شك أن البديل يتمثل في الحروب والنزاعات، لنصل إلى نتيجة تخسر فيها الأطراف كلها".

وقال أيضاً "إن الأمم المتحدة اعتمدت خمس لغات عالمية، من ضمنها اللغة العربية، معتبراً أن اعتماد اللغة العربية رسمياً في المحافل الدولية، من بين 300 لغة في العالم حالياً يحملنا عبئاً حضارياً لنسوّق حضارتنا وثقافتنا العربية للعالم.

كما تحدثت في الحلقة النقاشية المحاضرة بقسم الإعلام والسياحة والفنون رانيا عبدالمجيد باقر، عن جدلية "الإعلام والعولمة وحوار الحضارات"، وقالت إن "وسائل الإعلام تعمل على صنع الرأي العام والتأثير فيه وتعكس ثقافة وأيديولوجيا القائمين عليها، كما أن الإعلام يسهم في التقارب والتباعد وتصنع هذه الوسائل الاختلافات والفسيفساء التي يتركب منها المجتمع.

ودعت باقر وسائل الإعلام العالمية إلى العودة للدور الإيجابي من خلال الاطلاع على ثقافة الحضارات الأخرى في الكم والكيف، من دون تنميط الآخر، مؤكدة أنه يجب النظر إلى الاختلاف بوصفه عاملاً إيجابياً يضيف للآخر ويسهم في إغناء الثقافة الحضارية".

ولفتت إلى أن "فئة الشباب تقع عليهم مهمة معرفة ثقافتهم وحضارتهم من أجل تعريفها للآخر وتكوين صورة جميلة تقوم على مبدأ المساواة".

وقالت إن "العولمة تعمل على صهر الثقافات الصغيرة في عالمنا اليوم في الثقافات العالمية المسيطرة لتشكل عولمة سياسية وأخرى اقتصادية وثالثة ثقافية وهكذا".

وفي معرض حديثها عن العولمة، أشارت باقر إلى أن "العولمة تعد هيمنة باعتبار حوار الحضارات يقوم على مبدأ التبادلية، وأن لكل طرف الحق في أن يطرح ثقافته ورأيه بحرية وشفافية، بينما صهر الثقافات في ثقافة واحدة لن يترك مجالاً للحوار".

ومن جهته، أكد الطالب جاسم السكران أن الحوار بين الحضارات يعد حاجة إنسانية ودينية، ورأى أيضاً أن الحوار هو الطريق السليم لبناء أي حضارة، وهو الذي يتنازل فيه الطرفان ليصلا إلى نقطة التقاء والحوار المتحضر يعكس مستوى أخلاقياً وثقافياً للأطراف المتحاورة، مشيراً إلى أهمية تقبل الآخرين، والإصغاء إليهم بعقلية منفتحة، وعدم التصلب تجاه الأفكار المغايرة.

وأضاف "هناك ارتباط وثيق بين الحوار وتقدم الحضارات"، مستشهداً بأهل البحرين أثناء دخولهم للإسلام، إذ غلَّبوا أسلوب الحكمة والحوار على الحرب والصراع.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً