انتهت ندوة حظر وصيد الروبيان ودور الإدارات المعنية التي أقيمت يوم أمس الثلثاء (29 أبريل/ نيسان 2014) في مقر جمعية الصيادين المحترفين بمحافظة المحرق، ملاسنات حادة بين عدد من الصيادين وموفد إدارة الثروة السمكية ما أدى لانسحابهم من الندوة قبل انتهائها بفترة قصيرة، في حين تخلف موفد إدارة خفر السواحل عن الحضور وبقي كرسيه فارغاً فيما عدا لافتة وضعتها الجمعية على الكرسي المخصص للإدارة.

وألقى عدد من البحارة المحترفين باللائمة على إدارة الثروة السمكية حول قرار حظر صيد الروبيان، مؤكدين أن قرارات الثروة المختصة بتمديد فترة الصيد هدفها ظاهري، في حين لو كانت فترة الحظر مصانة طوال 4 أشهر لكانت كافية للحفاظ على الحواضن والمصائد.

وقد أشعل حضور موفد من الثروة السمكية للندوة لهيب الصيادين عندما عمد البعض إلى مقاطعة المتحدث من قبل الثروة قبل أن يواصل، وما لبث أن فتح باب النقاش مجدداً ليقاطع الصيادين الندوة، معللين مساهمة الثروة في خسائرهم التي يتكبدونها، حسب وصفهم، من القرارات غير الصائبة.

كما قال أحد الصيادين في مداخلة حادة له إن الثروة وخفر السواحل ساهمتا في تدني صيد السفن المرخصة إلى أقل من عشرين كيلو جراماً باليوم الواحد.

وأوضح عدد آخر من الصيادين على فترة الحظر غير كافية في ظل وجود تسيب وعمل ما يقارب 600 قارب بدون توقف مما يؤدي لاستنزاف المخزون واتعاب المصائد.

وأضافوا أن مواصلة الجهات المختصة بتفعيل قرارات الحظر دون تفعيل ضوابط الملزمة والرادعة لكل المخالفين، فإن ذلك سيؤثر سلباً على مستقبل الثروة البحرية للبلاد.

ومن جهته، دعا رئيس الجمعية التعاونية وحيد الدوسري، مجلس الوزراء وعلى رأسه رئيس الوزراء بتشكيل لجنة للبحث عن حلول جذرية للمشاكل التي يعاني منها الصيادين المحترفين تجاه حظر صيد الروبيان ودور الإدارات المعنية في ذلك.

وفي بيان إلى جمعية الصيادين ألقاه أمين السر عبدالأمير المغني، جاء فيه «كان الحظر في مواسم الثمانينات يقتصر مخالفوه على فئة بسيطة من الصيادين الذين لا يصطادون إلا في مواسم البارح وفي الأيام التي يتجمع فيها الروبيان بكميات كبيرة، والتي يطلق عليها الصيادون (الدخلة)، وهي آثار حركة مجموعات الروبيان في الأرض مما ينتج عنه تعكر حركة المياه، وتبرز المنطقة كأنها رمال وليست ذات عمق».

وأضاف المغني «إلا أنه وفي بداية التسعينات تغير حال المخالفين وتغيرت نظرتهم للحظر، ففي السابق كان المخالفون من الصيادين همهم الوحيد الرزق وليست التجارة البحتة، وفي الآونة الأخيرة دخلت فئة جديدة من الهواة في العمل بمواسم الحظر، وتغيرت النظرة لذلك العمل وأصبح تجارة يعقد عليها المخالفون آمالهم فأصبح موسم الحظر موسم العمل للمخالفين فيبدأون مع بدئه ويعملون ليلاً ونهاراً».

وتابع «يباع صيدهم الذي يستخدمون فيه مئات القوارب الصغيرة في الداخل والخارح وفي الأسواق والطرقات، وقد شجع هذا الأمر الكثير من الناس بالدخول في هذه المهنة الجديدة، مما أثر سلباً على المخازن السمكية والمراعي لها بداخل البحر، وبرز واضحاً هذا التدهور الخطير الذي أصاب مخزون الروبيان، وتجلى في قلة المحاصيل للسفن المرخصة».

وختم المغني بيان الجمعية بأنه «على مدى 3 عقود لم تتوقف مطالبة الصيادين بصيانة فترة الحظر من خلال الخطابات والاجتماعات والندوات وعلى جميع الأصعدة، ومع استفحال الوضع بالنسبة للصيادين حيث يستقبلون الموسم بعد فترة الحظر بتدني مستوى المحاصيل وتشبع الأسواق نتيجة الصيد في فترة الحظر، الأمر الذي أوصل معظم الصيادين للقناعة بعدم جدوى الحظر والمطالبة بإلغاء القرار الصادر بذلك».