تصدر محكمة مصرية غدا الاثنين ( حكمها على 528 شخصا من أبريل / نيسان 2014) مؤيدي جماعة الاخوان المسلمين بعدما أحالت أوراقهم للمفتي الشهر الماضي تمهيدا لاصدار حكم باعدامهم في قرار اثار غضب الحكومات الغربية ومنظمات حقوق الانسان.
وصدر قرار الإحالة للمفتي يوم 24 مارس/ اذار بعد يومين فقط من بدء المحاكمة التي تتعلق بأعمال عنف قتل فيها رجل شرطة في أغسطس آب بمحافظة المنيا في صعيد البلاد.
وقالت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إنهما اصيبتا "بالفزع" بعد صدور الحكم.
وتقول منظمات حقوقية إن المحاكمة شهدت جلسة واحدة ومنع فيها المحامون من الترافع ولم تقدم النيابة أي أدلة.
وستصدر المحكمة غدا أيضا قراراتها في قضية أخرى تشمل 683 شخصا آخرين متهمين بارتكاب أعمال عنف في المنيا العام الماضي من بينهم محمد بديع المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين.
ويواجه بديع اتهامات من بينها التحريض على العنف الذي اندلع بعد عزل الجيش للرئيس محمد مرسي المنتمي للاخوان في يوليو تموز بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وقد تشهد الجلسة أول حكم كبير ضد قيادي بالجماعة.
وقتل مئات من مؤيدي الاخوان وعناصر الجيش والشرطة في أعمال عنف سياسي واعتقل آلاف الاسلاميين وبعض المعارضين العلمانيين منذ عزل مرسي.
رأي المفتي
وأحال القاضي سعيد يوسف أوراق المتهمين إلى المفتي ليبدي رأيه الشرعي في الحكم لكن رأيه استشاري وغير ملزم.
وإذا أصدر القاضي حكمه غدا بالاعدام يمكن استئناف الحكم وقد تخفف العقوبة في درجات تقاض أخرى.
ومعظم المتهمين يحاكمون غيابيا ولا يحاكم حضوريا سوى 147 شخصا.
وقالت ديانا الطحاوي مدير وحدة العدالة الجنائية بالمبادرة المصرية للحقوق الشخصية "حكم الغد يأتي بعد محاكمة سريعة استهين فيها بحقوق المتهمين بشكل صارخ".
وقالت مصادر قضائية إن ثلاث محاكم مصرية في المنيا والسويس وكفر الشيخ قضت اليوم بسجن 67 من مؤيدي جماعة الاخوان لمدد تتراوح بين ثلاث سنوات و23 سنة بعد ادانتهم بتهم من بينها الشغب وحيازة أسلحة والتحريض على العنف.
وأصدر القاضي سعيد يوسف الأحكام على نحو ثلثيهم في المنيا اليوم. وحكم أمس السبت على 14 من مؤيدي الاخوان بالسجن لمدد تتراوح بين خمس سنوات و88 سنة بتهم مماثلة.
وسيصدر القاضي نفسه الحكم في القضية المتهم فيها بديع البالغ من العمر 70 عاما والمتهم بالتحريض على العنف الذي أدى لمقتل شرطي آخر في المنيا.
وحظرت جماعة الاخوان المسلمين التي كانت أكبر الأحزاب والتنظيمات السياسية في مصر حتى العام الماضي وعادت مجددا للعمل السري.
وتتهم الحكومة المدعومة من الجيش الاخوان بارتكاب أعمال عنف وأعلنتها جماعة ارهابية لكن الجماعة تنفي ذلك.
وحثت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي مصر على "استعادة حكم القانون" بعد صدور قرار محكمة جنايات المنيا الشهر الماضي.
وزير الخارجية في أمريكا
وتوترت علاقات مصر مع الولايات المتحدة في السنوات الثلاث الماضية بعد الاطاحة بالرئيس الأسبق حسني مبارك في انتفاضة شعبية عام 2011. وتقدم الولايات المتحدة لمصر 1.5 مليار دولار مساعدات سنوية أغلبها مساعدات عسكرية.
ويقوم وزير الخارجية المصري نبيل فهمي حاليا بزيارة رسمية للولايات المتحدة وصفها بأنها رحلة "تستهدف إعادة توجيه العلاقات بين مصر وأمريكا".
ومن المقرر أن يلتقي فهمي بنظيره الأمريكي جون كيري بعد غد الثلاثاء.
وجمدت الولايات المتحدة معظم مساعداتها العسكرية لمصر في أكتوبر تشرين بعد عزل مرسي والحملة الأمنية العنيفة ضد مؤيديه.
وقالت واشنطن إنها ستحجب شحنات من الدبابات والطائرات المقاتلة ومعدات عسكرية أخرى فضلا عن 250 مليون دولار نقدا حتى تحرز الحكومة تقدما على صعيد الديمقراطية وحقوق الانسان.
لكنها قالت الأسبوع الماضي إنها ستسلم 10 طائرات هليكوبتر هجومية لمساعدة الحكومة في حربها ضد المتشددين الاسلاميين في شبه جزيرة سيناء.
وستشهد مصر انتخابات رئاسية يومي 26 و27 مايو أيار ويتوقع أن يفوز بها بسهولة قائد الجيش ووزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي الذي أعلن عزل مرسي.
وقال تحالف دعم الشرعية المؤيد لمرسي في بيان اليوم إنه سيقاطع الانتخابات التي وصفها بأنها "مسرحية هزلية".