لا أعرف لماذا كنت في الصباح متفائلاً... يدب النشاط في مملكتي؟
هل من ليلةٍ انقضت وهوت؟
أم من صباحٍ مشرقٍ فيه الفيوضات بدت... أم في روحي شيءٌ تحسسته وأسرت...
أناغي أحبتي بصباحِ التفاؤل والأمل... وأرسم بسمةً على شفاهي تُذيب العلل...
لأطرد بها غياهب الكللِ والملل... فيا صباحي ماذا حملت لي من الغلل؟
فهل تصمد معي أيها الصباح ؟ هل تبقى معي دون رواح؟
هل تبدد مني شهقة النواح؟ وهل يفنيك الأفول المباح؟
انتهى الصباح... تذروه الرياح... فشمسٌ بلحد... وأغساقُ سهد... وسكنُ مهد...
فيا أيها الصباح كأن ليس لي بك عهد... أين الضياء؟ أين النور والوعد؟ أين ينابيع الإشراق بلا عد؟ أمسيت أهيم بليلٍ سرمد... الأوهام تأسرني... والأنفاس تخنقني والظلام يذبحني... فنهضت بعيني أرجو وأرجو... فصعقت ببدرٍ... تلألأ بنوره كأنه الدر... يهمس لي... قرينك الصبر... فكل ليل آخره الفجر... يملكه إمام في البر والبحر... فأقدم إلينا أيها المهدي المنتظر.
أحمد البدري
أخبرتُك كثيراً عن ذات الخبر المتعلق بي، عن الحروف التي تستبقُ انتظارها السريع على لساني، أخبرتُكَ عما يجُول في قلبي وأنفاسي، لكن يبدو أنك نسيت أو تناسيتَ شيئاً مهماً انتظرهُ كل الدقائق والثواني لأبوحه لك.
مهما يكُن ذاك، كان لابد قبل نومي وقبل أحلامي، أن أتعلم كيف أطفئ شمعة أوهامي التي كلما دنوت نحو إشعالها، كان لابد أن أطفئها حين يحينُ وقت أفكاري التي ترتسم حين تعلن الساعة لحظة إغلاق جموع رمُوشي.
ماذا لو أنِي أطفأتها، لو أني تعلمتُ حقاً كيف أحيكُ خيطاً على شفتيّ لأسكُت؟ فقط قليلٌ من السكُوت لعل قلبي يرتاح من همه وأوجاعه التي لا تغدو بعيداً في كل لحظة أراك موجوداً وراء حاجز اللقاء.
كم أنا مسكينة مع كل ما أتوهُم به ليلاً، وقبيل أن أوقظ رمشي على حافة اسمك، وحتى حين أشغل نفسي بعيداً عنك، أجدُ دائماً شيئاً ما يجذبني إليك، كلما ابتعدت، كلما حاولتُ يوماً أن ألعب دور اللامبالاة.
إني حقاً جرحتُ نفسي وكسرتُ أنا قلبي، وعشت في محض خيالاتي التي أسقطتني على واقع مرير، وتعلقتُ بشيءٍ وأدمنته حتى كنتُ أظن أن أكون يوماً كما قلبي يهوى ويريد، إلى أن توالت الصفعات وسقطتُ دون كتلة يدٍ تمتد لتنتشلني مما أنا فيه.
إسراء سيف
للبيع بركة وأرض للبيع ڤله
وللبيع بيت بطابقين وحديقة
السعر اميه وخمسه وعشرين علة
ما تقبل أية تسوية في الحقيقة
شِبّ الصدر نيران والسيف سله
وشَرّع لهم مخباك بأية طريقة
القرض سبع آلاف والدين كله
عشرة وعليها البنك ما صك ريقه
والمدة تسع سنين فوق المذلة
لين انتهى هالعمر ضيقة في ضيقة
أسكن ثلة أمتار غرفة مطلة
على زريبة تشتكيها الخليقة
سقفي مهدد مانه قادر أعدله
صافي معاشي دين ضعفه يعيقه
عيد السعر للبيت والبند خله
«ممنوع لاصحاب القلوب الرقيقة»
ممنوع للي عايش بجوع وذله
للناس اللي بالحياة مستضيقة
راعي الألم والفقر والعوز كله
راعي وجع شب ابحشاهم حريقه
يـ إعلان جاثم فوق صدري محله
أزفره حاجة وأستلف له شهيقه
هذا السعر لو أنفني ما أحمله
العيشة قشرة والمواجع غليقة
لا ما بغيت البركة لا أبغي ڤلة
ولا ما طمعت ابيت يحوي حديقة
حلمي متر أتوسعه ويوم أكمله
وأفصل عيالي بزاويتنا العتيقة
بنت المرخي
ما أجبر نفسي في كتابة القصيدة
ساعات ما أكتب تزعل مني الأبيات
بعض الأوقات ما تساندني عنيدة
وساعات تخليني في متاهات
وساعات ما طالها تبقى بعيدة
لكن أترك الكتيبة هذا هيهات
بلبل الروض أشوف يزداد تغريدة
هو يشجعني في كل الكتابات
وشيطان الشعر واقف يرعد رعيده
واقف لي وقفه وسواياته سوايات
والشاعر المبدع إهني ايزيد تنهيده
ويصرخ صرخه ما مثلها صرخات
قلبي منحوت من الشعر وأنا أريده
الشعر موهبة من رب السماوات
جميل صلاح
ونحن غارقون في أمور دنيانا ومشاكلنا التي نديرها بالمقلوب يجب ألا ننسى مئات الجرائم التي ارتكابها «الكيان الغاصب» ومنها حين قصف بالطائرات الأطفال والنساء المحتمين بـ «قوات حفظ السلام»، فقتل منهم أكثر من مئة بالأسلحة المحرمة دولياً.
تلك كانت «مذبحة قانا» في 18 أبريل/ نيسان 1996 بأمر من المتشدق بأنه حمامة سلام «شيمون بيريز».
في يوليو/ تموز 1776 قرعت كنائس «الولايات المتحدة الأميركية» أجراسها معلنة عن «وثيقة الاستقلال» والمأخوذة من «التوراة» وهي «أعلنوا الحرية عبر جميع الأرض إلى جميع البشر»، وصارت «أميركا» مثل الرجل الأنيق الذي يعتلى صدر المجالس.
هل مر بذهن الرجل الأنيق أن دفاعه عن جرائم ابنه سيحله موضع تندر من أولئك البشر عندما يبدو بوضوح أنه ليس هو الذي يدير دفة «السفينة» وبالأسلوب الشعبي «السكان موب في يده» وهكذا ينسى أولئك البشر وثيقة الاستقلال تلك ويدور محور حديثهم عن هذا الرجل الذي صار يفقد أناقته شيئاً فشيئاً بسبب تصرفات هذا الابن المستهتر ووقاحته على سيدة وعلى كل الأعراف الدولية، ولا أحد ينجو من العقاب.
جعفر شمس
ارتبطت الحرية بحياة الإنسان منذ بدء الخليقة وأصبحت ظاهرة شائعة لازمة بين بني الإنسان فإيجاد الأصدقاء والعثور على الأشخاص الذين يمكن أن يتبادل معهم الآراء والأفكار أو يباشر معهم نشاطاً مشتركاً، وصل إلى الدرجة التي جعلت من حرية الاجتماع إحدى صور الحريات العامة، حيث من حق كل فرد أن يشارك في التجمعات السلمية سواء كانت سياسية أو غير سياسية وهذا ما أقرّته وكفلته المادة 28 فقرة (ب) من دستور مملكة البحرين والتي لا تخضع إلا للقيود المحدودة والمفروضة طبقاً للقانون والتي لا غنى عنها في أي مجتمع ديمقراطي لحماية بعض المصالح مثل النظام العام والصحة العامة.
فنحن نسمع ونشاهد من حين لآخر عن تجمع أو مسيرة وسرعان ما تتحول هذه المسيرة أو التجمع إلى تجمهر حين يهدف إلى تحقيق غرض غير مشروع أو لإخلاله بالأمن العام أو إلى شغب عندما ما يشرع واحد أو أكثر من المتجمهرين في استخدام العنف كالاعتداء على الآخرين أو إتلاف الممتلكات العامة أو الخاصة.
وهذا يعرض المشاركين في المسيرة أو التجمع الذي تحول إلى تجمهر أو شغب إلى المساءلة القانونية، ولذلك فحريٌ بنا أن نوضح بأن حرية ممارسة الحق في عقد الاجتماعات العامة أو تسيير المسيرات والتجمعات يجب أن تقف عند حدود حريات الآخرين وألا تجور عليها استناداً للمبادئ الدولية وهذا ما يحرص ويشدد عليه دستور مملكة البحرين.
وعلى ضوء ذلك، يجب الالتزام بخط سير المسيرة ولم ينص على هذا البند في قانون الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات لمجرد اللهو أو العبث أو بغية تقييد حرية المشاركين في الاجتماعات العامة، وإنما نص القانون على هذا البند حتى يكفل ويحمي حريات الآخرين كما جاء في دستور مملكتنا، فالمرور أو وقوف التجمع أو المسيرة في نهر الطريق يؤدي حتماً إلى عرقلة حركة المرور ومن ثم تعطيل سير المركبات وحدوث اختناقات مرورية تسبب إرباك في حركة السير وتؤدي إلى وقوع الحوادث فضلاً عن أنه قد يكون في هذه السيارات أشخاص مرضى وحالاتهم خطرة وفي أمس الحاجة إلى الذهاب للمستشفى في أسرع وقت ممكن، كما إن وجود رجال الأمن لا يقصد منه التجسس أو تقييد الحريات وإنما وجدوا بغية تحقيق الأمن والمحافظة على النظام العام وعدم الإخلال به إذ قد يكون بين المشاركين بعض المندسّين أو المحرضين الذين يهدفون إلى ارتكاب الجرائم أو إحداث الفوضى أو ما شابه ذلك.
كما إن خرق قانون الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات يؤدي ويسهم بشكل كبير في تنفير رؤوس الأموال التي تم استقطابها إلى مملكة البحرين بغرض إفساح المجال لإيجاد فرص عمل أكثر لأبنائنا وإخواننا، ومن هذا المنطلق فإن المردود السلبي الذي ينشأ عن هذه المسيرات والاجتماعات والتجمعات المخالفة لهذا القانون أو المتحولة إلى جرائم تجمهر أو شغب ليس له انعكاس إلا الإضرار باقتصادنا وسمعتنا وبمكتسباتنا الوطنية.
وقد نص قانون رقم (18) لسنة 1973 المعدل بالقانون رقم (32) لسنة 2006 بشأن الاجتماعات العامة والمسيرات والتجمعات في المادة (13) «مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد ينص عليها قانون العقوبات أو أي قانون آخر:
أ. يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على ستة شهور أو بغرامة لا تقل عن مئة دينار أو بالعقوبتين معاً الداعون والمنظمون وأعضاء لجان الاجتماعات العامة والمسيرات والمظاهرات والتجمعات التي تقام أو تسير بغير إخطار عنها أو برغم صدور قرار بمنعها، ويعاقب بالعقوبة ذاتها كل من استمر في الدعوة لها أو في تنظيمها على رغم منعها.
كما يعاقب الأشخاص الذين يشرعون في الاشتراك في ذلك الاجتماع أو المسيرة أو المظاهرة أو التجمع بالحبس مدة لا تزيد على شهر أو بغرامة لا تقل عن خمسين ديناراً أو بالعقوبتين معاً.
ب. يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على أربعة أشهر أو بغرامة لا تقل عن خمسين ديناراً أو بالعقوبتين معاً كل شخص يشترك - رغم تحذير الأمن العام - في اجتماع أو مسيرة أو مظاهرة أو تجمع لم يخطر عنها أو صدر الأمر بمنعها أو يعصي الأمر الصادر إلى المجتمعين بالتفرق.
ج . يعاقب بالحبس مدة لا تزيد على شهر أو بغرامة لا تقل عن خمسين ديناراً أو بالعقوبتين معاً كل من استعمل مركبة في أية مسيرة أو مظاهرة أو تجمع دون إذن خاص من رئيس الأمن العام أو من ينوب عنه.
وزارة الداخلية
العدد 4249 - الجمعة 25 أبريل 2014م الموافق 25 جمادى الآخرة 1435هـ