العدد 4248 - الخميس 24 أبريل 2014م الموافق 24 جمادى الآخرة 1435هـ

فيروس الكورونا

فيصل عبداللطيف الناصر

رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع في جامعة الخليج العربي

يعتبر فيروس الكورونا من الفيروسات التي تسبب أمراض متعددة للإنسان والحيوان حيث تم اكتشاف هذه الفصيلة من الفيروسات في عام 1960 إلا أنه في 2012 تم اكتشاف نوعية جديدة من فيروس الكورونا أطلق عليه فيروس كورونا الشرق الأوسط للجهاز التنفسي (MERS-COV) والذي يعتبر من سلالات فيروس السارس (SARS) حيث يتسبب هذا الفيروس في أمراض شديدة وخصوصاً تلك التي تتعلق بالجهاز التنفسي وإذا ما صاحب ذلك العدوى أمراض أخرى كنقص المناعة فإن الفيروس يؤدي إلى وفاة الشخص.

ذكرت منظمة الصحة العالمية بأن أول حالة وفاة رصدت لمصاب بهذا الفيروس كان في عام 2012 في المملكة العربية السعودية ومن ثم ظهرت حالات أخرى في بعض دول الخليج مثل قطر إلا أنه من بعد ذلك تم رصد حالات مشابهة في بعض من الدول الأخرى كالإمارات العربية المتحدة، تونس، الأردن، بريطانيا، إيطاليا، فرنسا وألمانيا.

وبحسب آخر إحصائية لمنظمة الصحة العالمية في أبريل / نيسان 2014، فلقد ذكرت بأن هناك 250 حالة من فيروس الكورونا الجديد تم رصدها مخبرياً في العالم توفي منها 93 إلا أن أكثر الدول التي بها الإصابات هي المملكة العربية السعودية (بعدد أكثر من 220 حالة) ثم تليها الإمارات (بعدد 33 حالة). ولوحظ أن الانتشار في السعودية كان أكثر في منطقة الإحساء ومن ثم حصول بعض الحالات في منطقة جدة ولقد كانت عدد الوفيات كبيرة جداً حيث وصلت النسبة إلى 33.5 في المئة.

مصدر الفيروس الجديد

بينت بعض الدراسات العديدة من أن الاحتمالات لمصدر هذا الفيروس الحيوانات. وتذكر إحدى هذه الدراسات التي نشرت في إحدى الدوريات الأوروبية بأن الجمل قد يكون مصدراً لهذا الفيروس الجديد إلا أنها غير مؤكدة بالتمام وهناك دراسات أخرى بيّنت تشابه هذا الفيروس مع الفيروسات التي تم عزلها من بعض الخفافيش.

كيفية الإصابة بالمرض

يعتبر الحيوان المصدر الرئيسي للمرض الذي ينتقل منه إلى الإنسان كما بالإمكان أن ينتقل الفيروس بين الإنسان والآخر. وحيث إن المرض يصيب أعلى الجهاز التنفسي، فإن الطريقة المثلى للإصابة هو انتقال الفيروسات عن طريق الانتشار المباشر للرذاذ الملوث بالفيروس من المرضى إلى الآخرين السليمين سواءً عن طريق الكحة المباشرة أو العطس كما ينتقل عن طريق استخدام حاجيات المريض كمثل المناشف والمناديل والمخدات.

فترة الحضانة

تعتبر فترة الحضانة هي الفترة التي بعد انتقال الفيروس إلى جسم والتي يتكاثر فيها داخل جسم الإنسان قبل ظهور أعراض المرض وبالنسبة لفيروس كورونا الجديد فإن فترة الحضانة هو 12 يوماً كما يستطيع الفيروس أن يبقى خارج جسم الإنسان في جو متشبع بالرطوبة أو على السوائل لمدة 6 أيام وعلى الأسطح الجافة لمدة 3 ساعات.

أعراض المرض

يشتكي المصاب من أعراض التهابات الجزء الأعلى من الجهاز التنفسي والتي تشمل السعال المتكرر، العطاس، زيادة الإفرازات المخاطية من الأنف، إنهاك في الجسم، ارتفاع في درجة الحرارة التهاب الجيوب الأنفية ومن بعدها ينتقل المرض إلى الرئتين والقصبة الهوائية حيث يؤدي ذلك إلى حدوث التهاب رئوي وضيق تنفس وبسببه تتناقص نسبة الأوكسجين في الجسم. كما قد يصاب المريض بالتهاب الجهاز الهضمي وخصوصاً المعدة والأمعاء ما يؤدي ذلك إلى القيء والإسهال ومما يذكر أنه في حالة وجود نقص للمناعة عند الشخص تكون حدة المرض كبيرة جداً كما أن شدة المرض تزداد عند إصابة المسنين بهذا المرض ومن مضاعفات المرض أن يصاب الشخص بالتهاب في الكلى مؤدياً إلى الفشل الكلوي.

العلاج

وحيث إن المرض هذا ناتج عن فيروس ومن المعروف بأن ليس هناك علاج فعال للفيروسات، فلم يتم إلى الآن اكتشاف دواء يقي الإنسان من هذا النوع من الفيروس أو لقاح يمنع الإصابة به إلا أن الدراسات جارية للتوصل إلى لقاح فعّال له.

ويعالج المصاب بالاعتناء به صحياً ومحاولة زيادة مناعة الجسم عن طريق التغذية السليمة وإعطاء العقاقير التي تؤدي إلى خفض درجة الحرارة وتلك التي تساعد المريض على التنفس وأخرى تقلل من الالتهابات في الأغشية المخاطية في أعلى الجهاز التنفسي وكذلك الرقابة التامة له.

الوقاية

على رغم خطورة هذا الفيروس واحتمالات المضاعفات الشديدة التي تصيب المصاب إلا أنه مع اتباع سبل الوقاية يمكن للإنسان حماية نفسه وعائلته من الإصابة بهذا الفيروس وذلك عن طريق الابتعاد عن ملامسة المرضى وعدم استخدام حاجيات المريض الشخصية. وفي حال كان لابد من التعامل مع المريض يجب استخدام الوسائل المانعة كالقفازات والكمامات وغسل اليدين جيداً باستمرار قبل تناول أية أطعمة.

ختاماً فإنه باتباع وسائل الوقاية التي ذكرت نتمكن من تجنب الإصابة بالمرض أو انتشار المرض في المجتمع.

إقرأ أيضا لـ "فيصل عبداللطيف الناصر"

العدد 4248 - الخميس 24 أبريل 2014م الموافق 24 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 5 | 5:58 ص

      عاش الكوبي بيست

      اعتقد لو تجيبون متخصص في امراض العدوى أفضل من طبيب عائلة والكوبي بيست

    • زائر 1 | 11:47 م

      دورات المياه في السعودية

      قد يصدم الشخص الزائر للسعودية في حال استخدم دورات المياه في الاماكن العامة حيث انها لا تصلح للاستهلاك الآدمي بتاتا فهي المسبب الرئيسي في انتشار المرض والاوبئه فهل سيتغير حالها للأفضل بعد هذا الوباء وتنتبه السلطات في حل هذه المشكلة بتوعية الاشخاص وتغير نمط سلوكهم !

اقرأ ايضاً