هذه أمة لا تحب التغيير والتجديد فهي كما تقول عن الاسلام دائما انه صالح لكل زمان ومكان ولا يجوز التغيير فيه حتى في غير الثوابت الدينية فيه والتغيير الذي يسمح به فيه مصلحة، في معظم الاحيان، للقلة وليست الكثرة.
والعجيب والغريب ان هذه الامة تستمر بعناد شديد في السير في طريق تعرف انها لا تؤدي الى نتيجة، ولكنها تصر على انه الطريق الصحيح المثمر، مع ان الزمن والنتائج تظهر بكل وضوح انها مخيبة للآمال والطموحات.
فالعالم من حولنا نما وتقدم وتطور علميا وصناعيا وسياسيا ونحن مكاننا نراوح لأننا ورثنا تراثا فكريا يفضل الواقع بمساوئه على المغامرة في تجربة الجديد مخافة ان يكون اسوأ واذا كان المغامرون لم يغامروا فان العالم كله كان لايزال يستخدم الحيوانات في التنقل وليس ما ننعم به اليوم من وسائل النقل الحديثة والامثلة على ذلك كثيرة.
ومن الواضح والجلي ان ما من امة تتقدم اذا كانت تقيد نفسها بالماضي، فالوقت كالسيف ان لم تقطعه قطعك فكل ثانية تمر تصبح من الماضي فما بال الأزمنة الطويلة بما فيها من موروثات التي كنا ولانزال وللاسف الشديد سجناء قيودها.
وبالمقارنة فإن العالم الغربي بعد عصر النهضة وما رافقها من ثورات، غامر وحصل على نتيجة مبهرة نعايشها اليوم ونتكل عليها كمستهلكين ولو لم يغامر وبقي على حاله لبقي حتى الآن في عصر الظلمات.
وهنا كمثال لو نظرنا الى ما عندنا فمن المعروف ان مخرجات التعليم في البحرين غير مناسبة لنوع الأعمال المطلوبة من قبل القطاع الخاص، وقرأنا تصريحات كثيرة عبر السنوات الماضية عن هذا الموضوع ادعت انها في طريق ايجاد حل لهذه المشكلة المستعصية ولكن في الواقع العملي لم يتغير شيء وبقي التعليم في واد والقطاع المفترض ان يوظف مخرجاته في واد اخر.
وهنا لابد من ذكر ما قام به رئيس الوزراء الاسبق لماليزيا، مهاتير محمد، حيث قال في كلمة مهمة له في منتدى من المنتديات ان اول ما قام به كرئيس لمجلس الوزراء وكرائد للتنمية الحقيقية هناك هو الاهتمام بمناهج التعليم وتغييرها بحسب احتياجات العصر الحديث ودخل اسمه التاريخ كمجدد لماليزيا ورائد لتقدمها الانمائي.
اذاً، كما يقال التغيير سنة الحياة ولولا ممارسته عبر الوجود الانساني على هذه الارض لما تغير سكن الانسان من الكهف الى ناطحات السحاب فمتى نتعلم ونطبق التغيير عمليا؟
عبدالعزيز علي حسين
تقلبت في سماء شعوري بالسوء، وتقوقعت في زاوية الحضيض، هن يلعبن وأنا انظر اليهن بحنق صاف، وخديجة تعود لي بظهرها في كل لحظة تلو أخرى تمارس عليّ اضطهادها... تخرج اسنانها العلوية حاطة بقدري ومحمد يتمرغ في الضحك.
لا اريد أن أعي اي شيء... لماذا وأنا في العقد الثاني من عمري متزوجة وأم «كيف تمكنوا الآن من التكاثر على ذاكرتي فانفرجت البوابة وانتشر الظلام في حياة اطفالي وزوجي... لماذا أنا الآن اتذكر؟».
لا اتذكر الطقس كيف كان ربما قائظ... البيت قديم إلى درجة الهتك... الرمل والتموجات في مهده والغرف أبوابها منهوكة.
رمى محمد الطابة فاستقرت في العلية... وقفنا جميعاً أمام الدرج الخشبي الطويل شاخصة عيوننا نحو العلية المظلمة.
أقدر أن آتي بالطابة. شخصت عيونهم نحوي.
ثم سألتني خديجة: هل تفعلين؟
قهقه محمد قائلاً: لن تفعلي.
قالت فاطمة: يستطيع اخي علي احضارها لو كان هنا.
قالت زينب وفمها مفتوح: هل يفعل؟
ادارت خديجة بظهرها قائلة: لا احد يستطيع الذهاب للعلية.
صرخت بأعلى صوتي: أنا استطيع سوف اركب.
وضعت قدمي فوق أول السلم ثم ها انا اقف امام بوابة الغرفة الخشبية الواسعة.
طاردني صوت فاطمة هل انتِ بخير؟
تقدمت نحو الغرفة ببطء.
ووضعت أول خطواتي فيها... لمحت مراتب متسخة ووسائد مرمية فوق الأرض. تقدمت بحذر اكثر... ثم لاحت لي أجساد هائلة ممددة على الأرض أخذت مساحة ما تبقى من الغرفة الكبيرة بطولها، تجمد جسدي، سيطرت تلك الأجساد على جزئي الأعلى من جسدي.
لم استطع أن اتحرك، لمحت عيونهم البيضاء وافواههم المفتوحة...
اطلقت ساقي للريح ونزلت وكأنما ساقي رجلي قد شدهما الدرج نحوه... حتى وصلت إلى الأسفل.
انغلق باب ذاكرتي بعدها للأبد حتى هذا المساء استطاعت الجن أن تفتح الباب من جديد...
لطالماً كنت استمع اصواتا في رأسي تخبرني ان ابي وامي ليس هما والداي الحقيقيان.
ادركت هذا المساء حقيقة روحي الخبيثة.
لم اكن أنا طوال الأعوام.
كان مجرد جسد يترعرع بين اهلي.
كنت مجرد هيكل.
استحوذت عليه أجساد الغرفة العّلية...
حواء الأزداني
ومن الشخصيات التي ألقت كلمات وقصائد تقي محمد البحارنة، ومن بين هذا العدد الخاص بالقافلة مقال مثير جداً عنوانه «إذا كان طلب الحق ثورة... فنحن ثائرون» بقلم مدير التحرير المرحوم محمود المردي، ومقال آخر تحت عنوان «ما هو المجلس التشريعي» بقلم أبوالكلام قال فيه: كلما ازداد الشعب إدراكاً ووعياً كلما كثر الحديث عن المجلس التشريعي الذي سيحفظ حقوق الشعب والذي به سيقوم كل معوج، وينصلح كل مائل.
وبالمناسبة وفي صفحة روضة الشاعر من الصحيفة، ألقى ضيف الحفل شاعر الشعب العراقي السيدمحمد صالح بحر العلوم قصيدة مدوية عنوانها «دم الشهيد».
بدم الشهيد تخط فاجعة الابا
حقا بدون دم أبي أن يكتبا
وسجل إثبات الحقوق سطوره
حمر تعلمنا النضال الاصوبا
والحر إن خاف المنية لم ينل
حربا بدون ضحية لن تكسبا
ما قيمة النفس التي تنجو ولم
تنجب لأمتها الثناء المنجبا
أغلى النفوس هي التي لم تنهزم
عن دفع تضحية ولن تتهربا
وأحط نفس في الحياة مهانة
نفس امرئ يرد الردى متهيبا
ما من يد تزكو بطابع عدلها
وتقر طائعة أميرا مذنبـــــــا
شلت يد ترضى ببيعة ظالم
طاغ وتخشى أن يثور ويغضبا
وقال في الصفحة نفسها محمد العليني ما يلي:
قد آن للحق أن تسمو مواكبه
وأن للظلم أن ينهار جانبه
قد آن للوطن الغافي على دعة
أن يستفيق وأن تسعى غياهبه
لقد اتخذت الشعوب المضطهدة والمحرومة الإمام الحسين (أبو الشهداء) معلماً ورمزاً لتضحية والفداء، على ما أذكر سمعت من يحيى أبوزكريا في برنامجه القيم «الأم» الذي يبث أسبوعياً في قناة الميادين أن وفداً فلسطينياً زار الرئيس الصيني بشأن طريقة تحرير الأرض المغتصبة من أيدي الصهاينة، قال الرئيس الصيني: «عندكم أيها العرب الإمام الحسين بن علي اتخذوه منهجاً ومشعلاً في تحرير أرضكم وكفى، فنحن الصينيين عملنا ذلك». إذاً فعلى كل طالب حرية وعدل ومواساة أن يقرأ سيرة الحسين النضالية لتفتح له آفاق جديدة رحبة لم يكن شارفها من قبل. كيف لا وهو القائل: «ما أرى الموت ألا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برماً».
طبعاً، إنها ثورة ذات ماضٍ مؤثل بالنضال الوجداني والإنساني بعيداً عن الأنانية والسمعة وحب الذات، وكانت أخته زينب شريكته في الكفاح وقد ظهرت في واقعة الطف تأسو الكلوم وتواسي المحتضرين.
علوي محسن الخباز
مع اختفاء أشعة الشمس معلنةً انسحابها من السماء، عندها يبدأ القمر بالتسلل لينشر نوره معلناً مساءً جديداً، معيداً لنا ذكرياتنا مع أشخاص امتزجت أرواحنا وارتبطت قلوبنا بهم، فتركنا هموم حياتنا لأجلهم، ولكننا لم نتوقع أنهم سيشكلون همنا الأكبر حين ابتعادهم.
ترى، أقسوة الحياة هي التي أبعدتهم، أم أنهم وجدوا بدائل أشغلوا أنفسهم بها وتشاغلوا بها؟
لا تهمنا أسبابهم لأنهم رحلوا وخلّفوا وراءهم حطام أرواحنا ورماد وعودهم الكاذبة... وتحوّلوا من مصدر للسعادة إلى مصدر لخيبات الأمل!
مروة عبدالمجيد هاشم
صدر مرسوم ملكي بتعديل بعض أحكام المرسوم بقانون رقم (15) لسنة 2002 بشأن مجلسي الشورى والنواب، ونصت التعديلات الجديدة التي أجريت في العام 2012 على أن يتألف مجلس الشورى من أربعين عضواً يعينون ويعفون بأمر ملكي، وذلك وفقاً للإجراءات والضوابط والطريقة التي تحدد بأمر ملكي.
وأجري تعديل على المادة (3/أ) بحيث نصت على أن يكون المرشح بحرينياً، وأن يمضي على من اكتسب الجنسية البحرينية عشر سنوات على الأقل، وغير حامل لجنسية أخرى، باستثناء من يحمل جنسية إحدى الدول الأعضاء بمجلس التعاون لدول الخليج العربية بشرط أن تكون جنسيته البحرينية بصفة أصلية، ومتمتعاً بحقوقه المدنية والسياسية كافة.
ونصت التعديلات على أن ينتخب عضو مجلس النواب بالأغلبية المطلقة لعدد الأصوات الصحيحة التي أعطيت في الانتخاب، فإن لم تتحقق هذه الأغلبية لأحد من المرشحين في الدائرة أعيد الانتخاب بين الاثنين الحاصلين على أكبر عدد من الأصوات، فإن تساوى مع ثانيهما غيره في عدد الأصوات اشترك معهما في انتخاب المرة الثانية، وفي هذه الحالة يعتبر فائزاً من حصل على أكبر عدد من الأصوات، فإن تساوى أكثر من واحد تجرى القرعة فيما بينهم بمعرفة رئيس لجنة الإشراف على سلامة الانتخاب.
وفي جميع الأحوال يثبت رئيس اللجنة الفرعية في محضر الفرز عدد ما حصل عليه كل مرشح من أصوات في دائرته، ويوقع رئيس اللجنة وأمين السر هذا المحضر وتقفل صناديق أوراق الاقتراع، ويرسل المحضر والأوراق الانتخابية إلى رئيس لجنة الإشراف على سلامة الانتخاب الذي يتولى الإعلان عن اسم المرشح الفائز.
وأضيف بند جديد برقم (و) إلى المادة (11) من المرسوم بقانون رقم (15) لسنة 2002 بشأن مجلسي الشورى والنواب، نصه الآتي: «و– ألا تكون عضويته بمجلس النواب قد زالت بسبب الاستقالة وذلك خلال الفصل التشريعي الذي قدم فيه استقالته».
في سوق الأقمشة أمس العصر لقيتها
من شافتني ابتسمت وأنا مثلها ابتسم
صحيح هي ابتسمت لكن شايفه في نفسها
يا ذا العجب يا ذا العجب، يمكن هذا حلم
راحت وراحت، عني في حالها
وأنا وقفت محتار وكأني مضروب بالسهم
ظليت يا ناس أفتكر ونفسي وش صابها
نفسي راحت عدم، الصراحة راحت عدم
أظلم الكون في عيني، كله من أسبابها
أمشي حالتي صعبة وغاب مني النسم
قلبي بسهولة يندمج ونفسي اتزيد فرحها
لكن ما تمت فرحتي ما تمت نعم نعم
الحين ما يفيد الندم ياليتني ما شفتها
ياليتني ما شفتها والحين ما يفيد الندم
جميل صلاح
العدد 4248 - الخميس 24 أبريل 2014م الموافق 24 جمادى الآخرة 1435هـ