يترقب نادي ريال مدريد الأسباني ما تسفر عنه الأيام القليلة القادمة عندما يخوض مباراة الإياب للدور قبل النهائي لبطولة دوري أبطال أوروبا أمام منافسه العنيد بايرن ميونيخ الألماني.
فهل ستكون هذه المرة الأولى التي يصعد فيها إلى المباراة النهائية للبطولة الأوروبية في الاثني عشرة سنة الأخيرة ، أم أنها ستكون خيبة أمل جديدة تضاف إلى سابقاتها في مشوار الفريق في هذه البطولة.
وفاز ريال مدريد على بايرن ميونيخ مساء أمس الأربعاء على ملعب سانتياجو بيرنابيو بنتيجة 1/0 في ذهاب بطولة دوري أبطال أوروبا ، بفضل الهدف الذي أحرزه الفرنسي كريم بنزيمه مهاجم الفريق ، وهي النتيجة التي اعتبرها البعض غير حاسمة.
وجاء الانتصار الذي حققه ريال مدريد مساء أمس بعد أسبوع واحد فقط من الفوز على غريمه التقليدي برشلونة 2/1 في نهائي كأس ملك أسبانيا. وتشابه أداء ريال مدريد الفني في المباراتين، حيث أنه تنازل عن الاستحواذ عن الكرة لخصمه ، واحتفظ لنفسه بالهجمات المرتدة الخطرة.
وذكرت صحيفة "ماركا" الصادرة اليوم الخميس (24 أبريل/ نيسان 2014) أن ريال مدريد لجأ إلى الدفاع الصريح ، ولم تتجاوز نسبة استحواذه على الكرة أكثر من 27% ، ولكنه دائما ما كان يعطي الإحساس بأنه قادر على إحراز الأهداف في أي وقت.
وتتذكر جماهير النادي الملكي توقعات البعض قبل المباراة ، والتي كانت تعطي الأفضلية في المرور للمباراة النهائية ، للفريق الألماني باعتباره بطل نسخة العام الماضي من البطولة الأوروبية الأشهر ، وهو ما أثبتت أحداث لقاء أمس أنه غير صحيح.
بالإضافة إلى ذلك ، تمكن فريق ريال مدريد من الفوز على فريقين عملاقين (بايرن ميونيخ وبرشلونة) ، ليقضي بذلك على وصمة "عدم قدرة ريال مدريد الفوز على الفرق القوية" التي لازمته طوال الموسم.
ويوجد عامل أخر يجب وضعه في الحسبان عند تحليل أداء ريال مدريد في المباراتين الأخيرتين ، وهو أن الفريق الملكي تمكن من تحقيق الفوز في المباراتين بدون أن يشارك كل من كريستيانو رونالد وجاريث بيل جنبا إلى جنب في أي من المواجهتين الكبيرتين. حيث غاب رونالدو عن لقاء برشلونة في نهائي كأس الملك بسبب الإصابة ، وغاب جاريث بيل عن لقاء أمس أمام بايرن بسبب الأنفلونزا الفيروسية ، ولم يشارك إلا في الربع الأخير على حساب البرتغالي تحديدا.
وسيشارك النجمان الكبيران في مباراة العودة في ميونيخ بدون شك ، وهو ما يثير نوعين من المشاعر المتباينة ، فريال مدريد سيسعى باشراك النجمين إلى إحراز أهداف ، وهو شيء إيجابي للغاية ، ولكن من ناحية أخرى سيؤدي إشراك اللاعبين في تلك المباراة إلى تغير طريقة اللعب ، التي أثبتت فاعليتها في الفترة الأخيرة.
وأدى غياب أحد اللاعبين في المباراتين الأخيرتين إلى اعتماد المدير الفني للفريق كارلو أنشيلوتي على طريقة اللعب 4-4-2 ، وهو ما أثمر عن تدعيم وسط الملعب بشكل أكبر ، وتغطية جناحي الجنب عند التقدم للهجوم.
ولايعرف ما إذا كان أنشيلوتي سيعمد إلى تطبيق طريقة 4-3-3 في مباراة العودة أم لا ، لأنه إذا ما لجأ إلى هذه الطريقة فإنه سيجد نفسه مضطرا إلى أن يطلب من أحد المهاجمين في الخطوط الأمامية الارتداد إلى المنطقة الدفاعية لمساندة زملائه ، كما حدث مع ايسكو وأنخيل دي ماريا في اللقاءات الأخيرة.
ومن المتوقع أن يزيد الضغط العصبي والتوتر قبل مباراة العودة يوم الثلاثاء القادم ، كما ستزيد مدينة ميونيخ الألمانية من سخونة أجواء المباراة ، وهو المعنى الذي أكد عليه كارل هاينز رومينيجه ، الرئيس التنفيذي الحالي للنادي البافاري ، خلال العشاء الذي اقيم عقب المباراة مع ممثلي الشركات الراعية لفريقه ، حيث قال "البايرن لديه القدرة دائما على تحويل أجواء المباريات إلى ما يشبه الجحيم عندما يلعب على أرضه".
وأشار رومينيجه إلى أن ريال مدريد ليس راضيا بالمرة عن الفوز بهدف نظيف في مباراة الذهاب ، كما أكد أن ميونيخ ستتحول إلى كتلة من اللهب في مباراة العودة ، وأن هناك أكثر من 70 ألف مشجع سيساندون الفريق في ملعب أليانز أرينا.
وتمثل الفرق الألمانية عقبة كبيرة في طريق ريال مدريد ، حيث أنه صعد بالكاد إلى الدور قبل النهائي للبطولة عندما فاز بثلاثة أهداف نظيفة على منافسه بوروسيا دورتموند في مباراة الذهاب على ملعب سانتياجو بيرنابيو ، وهزم في مباراة العودة على ملعب خصمه بهدفين نظيفين.
وتطفو على السطح هذه الأيام الإحصائيات التي سجلت لريال مدريد طوال تاريخ مبارياته على الأراضي الألمانية ، حيث أنه لعب 27 مباراة ، خسر منها 19 مباراة و تعادل في ست مباريات وفاز في مباراتين فقط ، واستقبلت شباكه 60 هدفا.
وتعتبر مباراة ريال مدريد في ميونيخ هي المباراة الأهم له طوال الموسم الحالي ، حيث أنه سيكون في مواجهة اختبار حقيقي لمحو فكرة الجماهير عنه أنه غير قادر على حسم المواجهات المهمة ، فمباراة العودة أمام العملاق الألماني تحتاج إلى شجاعة من نوع فريد ، بالإضافة إلى أن الفوز بنتيجة 1/0 في مباراة الذهاب تبعث الأمل ولكنها تعتبر مصدر قلق في الوقت ذاته.