بينما كنت أتصفح ألبومات الصور الخاصة بالعائلة بحثاً عن صورة مّا، وقعت عيني على ألبوم صور لزياراتنا لسورية، إذ تعودنا في عطلة الربيع من كل عام أن يأخذنا والدي إلى هناك لقضاء وقت ممتع بين خضرتها وتاريخها وشعبها الطيب.
آخر زيارة لي كانت في العام 2010، بين طيات الذكريات التي أخذتني إليها تلك الصور أحببت أن أشارك أصدقائي في «مناهل الوسط»، بأجمل ما كان في تلك الرحلة العائلية التي استمرت 15 يوماً.
أول محاطات رحلتنا كانت حلب الشهباء، والتي يكفيك أن تقف عند أبواب قلعتها الضخمة لتتعرف على تاريخها العريق، حيث تعد قلعة حلب واحدة من أضخم القلاع في العالم، ولا غرابة في ذلك، فهي تتربع على تلة في وسط مدينة حلب، والصعود إلى القلعة مهيبة المنظر، يتم بواسطة درج حجري ضخم.
يستغرق السائح في زيارته قلعة حلب ساعات طويلة يقضيها في التجول داخلها، متنقلاً بين مبنى وآخر، مستمعاً إلى شرح الدليل السياحي المفصل عن كل مفردة من مفردات القلعة، حيث لكل حجر وزاوية حكاية وقصة تاريخية.
بعد جولة ممتعة وطويلة داخل القلعة، قمنا بجولة في مدينة حلب، اطلعت خلالها على المدينة القديمة وأسواقها وخاناتها الشهيرة التي من أهمها: «سوق الزرب، خان الجمرك، خان الصابون، خان الشونة». وفي بين الأسواق أدركنا صوت الآذان، فدخلنا الجامع الأموي لأداء الصلاة... ويعد الجامع الأموي أحد أهم المعالم الإسلامية التاريخية في حلب، وقد أنشئ في العصر الأموي، ويطلق عليه البعض اسم جامع زكريا بسبب دفن قطعة من جسد نبي الله زكريا (ع) فيه.
في اليوم التالي سرنا باتجاه قلعة سمعان العمودي، وهو قديس وناسك سوري، ويقصدها الحجاج المسيحيون من مختلف دول العالم. بعدها اتجهنا إلى منطقة «براد» للوقوف عند ضريح القديس مار مارون، وهنا مررنا بحقول الرمان والفستق الحلبي، وتذوقنا حلاوة ثمار سورية الطازجة، كما قطفنا ياسمينها الذي تغنى به الكثيرون.
انتهت زيارة حلب، لكن المتعة لم تنته في سورية، نلقاكم في العدد المقبل مع عروس البحر المتوسط «اللاذقية».
العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ
