العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ

الصحابي صعصعة بن صوحان... يطالب بوقف الاعتداءات على مسجده!

سلمان سالم comments [at] alwasatnews.com

نائب برلماني سابق عن كتلة الوفاق

إن الذين يتغلغل الدين الإسلامي في نفوسهم وعقولهم وثقافتهم الإنسانية، ترى أخلاقهم وتعاملاتهم مع غيرهم راقية بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان سامية. وأما الإنسان الذي يبعد روحه وعقله وفكره ونفسه وثقافته عن أخلاقيات الإسلام العظيم، وعن المرتكزات العقائدية التي تصقل العقول والأفكار الإنسانية، يكون فاقداً للأخلاق والرحمة الإنسانية، ومخاصماً للحب والمودة الإسلامية، فتراه يتعامل بأسلوبٍ فظٍ مع الناس ومعتقداتهم وخصوصياتهم المذهبية التي يجهل ماهيتها العقائدية وأصولها الإسلامية، والتي قيل له انها تختلف معه في الأصول والفروع، وأن الإيمان بها يؤدي إلى الشرك والكفر والعياذ بالله، دون أن يكلّف نفسه الإطلاع عليها.

يظن البعض أن استخدامه للقسوة والإفراط في الشدة، تقرّبه إلى الله زلفى، وتجعله مع الرسول الأكرم (ص) في الجنة، ويصل به فهمه الخاطئ للإسلام إلى الاعتداء المتكرر والمتواصل على مسجد الصحابي الجليل صعصعة بن صوحان (رضوان الله عليه) في قرية عسكر جنوب البحرين، ويعتبر ذلك دفاعاً عن التوحيد ومحاربة للشرك، رغم أن الواقع الذي يراه يحكي خلاف ما صور له. والأدهى من ذلك إذا كان المعتدي يظنّ أن العبث بمحتويات المسجد وتكسير أبوابه وسرقة مكيفاته وسكب الأصباغ على جدرانه، وطمس أثره التاريخي الذي يمتد إلى صدر الاسلام، ومحو القيمة المعنوية التي حظيت بها البحرين من وجود أمثال آل صوحان العبدي، أنه يسرّ الرسول الله (ص)، ويكون الباب الذي يدخل من خلاله إلى جنة الفردوس!

ولو كلف المعتدي نفسه قليلاً، واطّلع على أقوال الشخصيات الإسلامية البارزة فيه، فقد أسماه الإمام علي بن أبي طالب بـ «الخطيب الشحشح»، وقال له الخليفة عمر بن الخطاب: «أنت مني وأنا منك»، وقال عنه عبدالله بن عباس «إنك لسليل أقوام كرام خطباء». وقال عنه عقيل بن أبي طالب «صعصعة عظيم الشأن قليل النظير». وقال عنه عبدالملك بن مروان «أحضر الناس جواباً». وقال عنه المغيرة بن شعبة «حسبك لعمري لقد أوتيت لساناً فصيحاً»... لو علم الجاني كل ذلك، أو بعض ذلك، لما قام بتخريب مسجده والعبث بمحتوياته وانتهاك حرمته والتطاول على منزلته في الإسلام.

لو علم هذا الجاني ذلك، لأدرك أن عمله الشنيع هذا، كان مخالفاً لأخلاقيات الإسلام جملةً وتفصيلاً. الكثيرون في هذا البلد الطيب يقولون ان هذا النهج العدائي للمساجد وبيوت الله لم يكن موجوداً، وإن كان موجوداً فلم يكن واضحاً قبل العام 2011.

لقد وضحت هذه السلوكيات السلبية التي تعمّقت في نفوس البعض، وأخذت منحى خطيراً، منذ أن تم تنفيذ هدم أكثر من ثلاثين مسجدا في شهري مارس/ اذار وأبريل/ نيسان من العام 2011 في قرى ومدن البلاد في وضح النهار، وأمام مرأى العالم.

لقد وثق تقرير اللجنة الملكية لتقصي الحقائق في 23 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011، وقائع وحقائق بشأن التعدي على المساجد والمآتم والأضرحة للطائفة الشيعية في الفترة 1 مارس حتى 11 مايو/ أيار 2011 (الفقرة 1308)، وسرد التقرير في الفقرة (1315) التواريخ التي تم فيها هدم 35 مسجداً. وأثبت التقرير في الفقرة (1318) دور جهات رسمية في هذا التعدي وتحدث في الفقرة (1320) عن كيفية هدم المساجد، والأدوات المستخدمة فيها. وأوضح التقرير في الفقرة (1321) من قام بالهدم... وكان من المفترض ان يتم تصحيح تلك الاخطاء، وليس التلكؤ والمماطلة، بل والانكى من ذلك افساح المجال لتعد مستمر من قبل البعض على مسجد صعصعة بن صوحان في جنوب البحرين.

إقرأ أيضا لـ "سلمان سالم"

العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 2 | 6:18 ص

      المشتكى

      المشتكى لله المشتكى لله من قلوب ملئت بالاحقاد والله ياخد الحق احسنت ايها الكاتب عيبهم انهم مايطلعون على الحقيقة

    • زائر 1 | 1:41 ص

      اين احترامهم للصحابة

      ام هو كلام و التطبيق امر اخر
      هدم و نبش و الاعتداء على قبور الصحابة
      لا يفعل ذلك غير جاهل و السكوت عنه رضى بما يفعل جريمة اخرى

اقرأ ايضاً