عدد من الردود على مقال الأمس لامست مشاعر البحرينيين وذلك بخصوص التصريح المنسوب لنائب كويتي - تم نفيه على أساس أنه خبر كاذب - والذي طرحت من خلاله فكرة توظيف البحرينيات كخادمات في الكويت بمعاش شهري قدره 120 دينارا كويتيا، وهذا الموضوع ذكّر كثيرا منا بما تردد في منتصف تسعينيات القرن الماضي عندما أفسح المجال لأعداد كبيرة من البحرينيين بعد تحرير الكويت للعمل هناك، ولكن فجأة تم تخفيض المعاشات، وانتشر حينها أن السبب في ذلك كان طلبا رسميا من حكومة البحرين لتخفيض معاشات البحرينيين في الكويت لأسباب غير معلومة.
أحد المواطنين وقع اسمه «بو عبدالله» قال في رده على مقال أمس «شخصيا كنت أحد العاملين فى الكويت وخطاب عدم دفع رواتب عالية للبحرينيين صحيح... رأيته بنفسي»، وهذا يعني أن السؤال مازال مطروحا أمام الجهات الرسمية - إن كان هذا صحيحا - وهو لماذا طالبت الحكومة البحرينية بتخفيض معاشات البحرينيين العاملين في الكويت في تسعينيات القرن الماضي؟ وإذا كانت الحكومة البحرينية ستنفي ذلك، فلماذا قامت الجهات الكويتية بتخفيض معاشات البحرينيين آنذاك بصورة فجائية وجماعية؟
وفيما ننتظر الجواب على السؤال أعلاه، نعود إلى مقترح تشغيل البحرينية كخادمة في الكويت، وهذا التصريح حتى لو كان كاذبا، فإن نشره على الانترنت أو بأي وسيلة إعلامية إنما يوضح واقعا غير صحيح تمر به البحرين منذ سنوات، وهو أن مستوى المعيشة لأكثرية المواطنين دون مستوى الغلاء، ويكفي أن علاوة الغلاء وزعت على أكثر من مئة ألف رب أسرة، وهذه أكثرية الأسر في البحرين، والآن الحكومة تتردد في دفع علاوة الغلاء لعدد أقل من الماضي، ربما 70 ألف أسرة، وفي كل الأحوال فإن مستوى المعيشة ليس مناسبا لأكثرية الأسر البحرينية الذين يعيشون في بلد خليجي.
القارئة «أم كوثر» قالت في ردها على مقال أمس: «والله مستحيل تشتغل البحرينية خادمة، والله عندها كرامة وعزة نفس، لو تشتغل في مصنع أهون عليها من خادمة، إحنا على قدنا لو نشتغل أي شغلة...»، ونعم فإن البحريني والبحرينية «قدها وقدود»، وإن شاء الله تكون الحكومة أيضا بنفس مستوى الهمة والاهتمام.
إقرأ أيضا لـ "ريم خليفة"العدد 2461 - الثلثاء 02 يونيو 2009م الموافق 08 جمادى الآخرة 1430هـ