قال صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود إن هناك أربعة أنواع من الأخطار التي يواجهها الأمن الخليجي، وهي: تقليدية ونووية والكترونية وحروب غير متماثلة، وسط متغيرات إقليمية ودولية متسارعة للغاية أبرزها انكفاء أميركا وتنافس بريطانيا وفرنسا القديم الجديد لعقد شراكات مع دول النفط بالمنطقة، وعودة هيمنة روسيا والصين على الساحة السياسية الاقليمية والدولية.
وشدد الأمير نايف، في بدء أولى جلسات مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة، على تعزيز الأمن الخليجي وتشكيل منظومة قتالية أكثر واقعية وفعالية لتعزيز استراتيجية الردع، لافتا الى أن تجربة وقوف الخليج مع الكويت لتحريرها من غزو العراق هي تاريخية أثبتت أن لا بديل عن التلاحم الخليجي لمواجهة جميع التحديات والمشكلات، منوها الى ان التجربة الكويتية كانت امتحانا لقيم الوحدة الخليجية في اوقات الأزمات العصيبة.
وبين الأمير نايف، في أولى جلسات المؤتمر التي ناقشت تحديات الحاضر أمام دول مجلس التعاون واستراتيجيات المستقبل لمواجهتها، ان التعاون الامني والعسكري شكل أحد أهم ركائز تأسيس مجلس التعاون، ولن يتطور من دون قيام الإطار الوحدوي الذي يوفر الحاضنة الأساسية للأمن والاستقرار الخليجي، لافتا إلى أن الخليج يواجه الأخطار الخارجية نفسها ويتطلب تطوير هيكلية عسكرية قيادية لتطوير القدرات الجماعية للتعامل مع الأخطار المشتركة.
إلى ذلك، قال رئيس جهاز الأمن الوطني في دولة الكويت الشيخ ثامر العلي الصباح إن المنطقة شهدت خلال السنوات الأخيرة تحولات جوهرية من المتوقع أن تظل تأثيراتها وتداعياتها مستمرة لفترة من الزمن، لافتاً إلى أن الاستراتيجية الأمنية في الخليج كانت ولاتزال محملة بالتغيير والتبدل بفعل التطورات الإقليمية والدولية وتوازنات القوى الاقليمية في منطقة الشرق الأوسط، وان معطيات الواقع الراهن بالبديهة تفيد بأن العملية مرشحة للاستمرار بالتغير المتسارع خلال العقود المقبلة في ظل الأحداث المتسارعة والمتشابكة.
وبحسب الشيخ ثامر الصباح فإن من أبرز التحديات للأمن الخليجي حاليا، كيفية الحفاظ على المنجزات المتحققة طوال 3 عقود من الزمن، وزيادته بنحو نوعي على اعتبار مرحلة جديدة من التكامل بين الدول بالمناحي كافة، ووضع حلول جذرية للأزمات الطارئة داخل البيت الخليجي واستكمال الانتقال لمرحلة الاتحاد الخليجي.
وفيما يتعلق بالتقارب بين ايران والغرب، أكد ان دول الخليج لا تعترض على كل ما يعزز السلام ويصب في صالح المنطقة ككل والرفاهية للشعوب، لكن تتحفظ على اي تقارب ايراني - أميركي يكون على حساب الأمن والاستقرار في المنطقة.
من جهته استعرض رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الامارات العربية المتحدة محمد بن هويدن فى كلمته المهددات الرئيسية لأمن دول الخليج العربية في السنوات الاخيرة، كما تطرق إلى التهديدات التي تستهدف التأثير علي القيم الرئيسة التي تعتمد عليها دول الخليج العربية وهي «القيم المحافظة» التي استطاعت أن تحقق لها الأمن والاستقرار منذ فترة بروزها ككيانات سياسية مستقلة ولاسيما قيمة النظام السياسي المحافظ.
وأوضح أن الفترة التي تلت اندلاع أحداث ما يسمى بالربيع العربي أبرزت ثلاثة مصادر رئيسة للتهديدات التي يمكن أن تهدد أمن دول الخليج العربي من خلال تهديدها الفكر السياسي المحافظ، وهي: الفكر الليبرالي والفكر السياسي الإسلامي والفكر الطائفي، مشيراً الى أن هذه التوجهات الفكرية جميعها تحمل أجندات تهدف إلى القضاء على النظام السياسي المحافظ القائم في منطقة الخليج العربي أو تفكيكه بطرق مختلفة، منها محاولة دفع التيار الإسلامي إلى السيطرة على الحكم وتهديده لمفهوم وطبيعة الدولة الوطنية القائمة في هذه المنطقة، أو من خلال التأجيج الطائفي الساعي لضرب وحدة التجانس الاجتماعي القائم في دول الخليج العربي.
وتخلص الورقة إلى ضرورة تعاون دول الخليج العربي بشكل مشترك لمواجهة تلك التهديدات.
وتحدث بن هويدن فى هذا السياق عن الخطر الذى يمثله فكر جماعة الاخوان المسلمين على المنطقة بأسرها، مشيرا الى أن مشروعهم السياسي يقوم على انهاء مفهوم الدولة الوطنية.
العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ