وصف رئيس المركز الدبلوماسي للدراسات الاستراتيجية الأمين العام الأسبق لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبدالله بشارة، تنظيم القاعدة و«داعش» بأنها «منظمات مستترة» ظهرت على سطح الحياة بلا مقدمات، وأن حقائقها برزت، مشيراً إلى أن هذه المنظمات تمارس «وحشية عابرة للحدود لم تعتد عليها المنطقة، بمحاربين من هويات غامضة وصلت لأراضي الشام واليمن والعراق وتكاثرت».
وقال بشارة إن «الاستخبارات الغربية تشير إلى أن أكثر المقاتلين الجهاديين في سورية والعراق هم من إيران والسعودية واليمن ودول عربية أخرى، مدفوعين بالتطرف الديني والطائفي، مدعومين بتمويلات خارجية وترافق أعمالهم ممارسة همجية، تصل إلى قطع الرؤوس وتقطيع الأجساد».
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها بشارة في افتتاح المؤتمر الثاني للأمن الوطني والأمن الإقليمي، يوم أمس الأربعاء (23 أبريل/ نيسان 2014)، في فندق سوفوتيل الزلاق، والذي ينظمه مركز «دراسات» برعاية نائب رئيس مجلس الوزراء سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة.
وأكد بشارة في كلمته أن «العمل لمكافحة هذه الظاهرة المقيتة (المنظمات المستترة) هو انضباط خليجي وعربي أكبر، لضمان تدفق المعلومات والوصول إليها عبر مراكز المخابرات الدولية، وتبني الوسائل المؤثرة لحفظ الاستقرار بالمنطقة، ودعم الآليات الأمنية في اليمن والأردن والائتلاف السوري، لمواجهة المخاطر غير المألوفة المتسعة بتواجدها وتؤثر على سياسات الخليج».
وأوضح أنه «لا مفر من تطبيق الدبلوماسية الاستباقية، بالانفتاح التكاملي مع دول الإقليم المتعرضة لآفة الإرهاب، والتعاون مع صنعاء وعمان وتركيا للحد من انسياب المقاتلين نحو البؤر المشتعلة، وتعزيز الذراع السياسي والدبلوماسي والمخابراتي».
ورأى أن «هناك ضرورة ملّحة لتصعيد المراقبة الداخلية، ليس فقط لوقف الإمدادات البشرية المتطوعة، وإنما لإغلاق المنابع المالية والمادية، وتجفيف الأرصدة التي تعتبر عامل النجدة للقتلة، حيث لا يوجد أحد بمنأى عن مصائبهم، ولا مكان للاستقرار السياسي في مواجهة هذه الظاهرة، المهددة لاستمرار الحياة في المجتمعات الخليجية والعربية».
ولفت إلى أنه «لا غنى عن وحدة المنظور الجماعي لدول الخليج للتوافق على وسائل التعاون مع أحداث المنطقة، وأبرزها تدفق الجهاديين من جميع أصقاع الأرض لبؤر التوتر».
وذكر أنه «كانت حروب المنطقة في الماضي تتم بين جيوش نظامية تسعى لفرض سيطرتها، مثل الحرب العراقية الإيرانية التي هدفت إلى كسر حدة الراديكالية الإيرانية المفزعة، وتحقيق توازن في نظام القوى، وجني مكاسب وأرباح جغرافية، حيث كان مجلس التعاون وقتها مخلصاً بوفائه للنظام الجغرافي الاستراتيجي منذ الحرب العالمية الأولى».
وشدد بشارة على ضرورة التلاحم الخليجي، وتعزيز مقاربتها لدبلوماسية الطاقة، لافتاً إلى أن أمن الخليج يعني ازدهاراً عاماً، ومساهماً مؤثراً في أمن واستقرار الكون بأسره، وإدراك احتياجات العالم من النفط، بترسيخ التواجد بين المنتج بسعر معقول والمستهلك، في انسياب ثابت لا يتأثر لتحقيق صحة الاقتصاد العالمي والحفاظ على نموه.
وقال أيضاً: «إن هناك بنداً واسعاً لمكافحة الإرهاب، ليس فقط بالآليات المالية والفكرية، وإنما بالتواصل مع المتغيرات الكونية، وبالانفتاح وتعزيز مفاهيم المواطنة والإحساس بالانتماء والشعور بالمساواة واحترام سيادة القانون».
العدد 4247 - الأربعاء 23 أبريل 2014م الموافق 23 جمادى الآخرة 1435هـ