المنامة - مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة
تحديث: 12 مايو 2017
بدأت اليوم الأربعاء (23 أبريل / نيسان 2014) أولى جلسات مؤتمر الأمن الوطني والأمن الإقليمي الذي ينظمه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة بمناقشة تحديات الحاضر أمام دول مجلس التعاون واستراتيجيات المستقبل لمواجهتها. تحدث في هذه الجلسة كل من رئيس جهاز الأمن الوطني بدولة الكويت الشيخ ثامر العلي الصباح ، وصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن أحمد بن عبدالعزيز آل سعود، ورئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الإمارات محمد بن هويدن.
الشيخ ثامر الصباح: الخلاف الخليجي أزمة عارضة لن تضعف المسيرة الجماعية للمجلس داخل البيت الواحد
قال رئيس جهاز الأمن الوطني في دولة الكويت الشيخ ثامر العلي الصباح ان المنطقة شهدت خلال السنوات الاخيرة تحولات جوهرية من المتوقع ان تظل تأثيراتها وتداعياتها مستمرة لفترة من الزمن، لافتا الى ان الإستراتيجية الامنية في الخليج كانت ولا تزال محملة بالتغيير والتبدل بفعل التطورات الإقليمية والدولية وتوازنات القوى الاقليمية في منطقة الشرق الاوسط، وان معطيات الواقع الراهن بالبديهة العملية مرشحة للاستمرار بالتغير المتسارع خلال العقود المقبلة في ظل الأحداث المتسارعة والمتشابكة.
وبحسب الشيخ ثامر الصباح فإن من أبرز التحديات للأمن الخليجي حاليا هو كيفية الحفاظ على المنجزات المتحققة طوال 3 عقود من الزمن، وزيادته بنحو نوعي على اعتبار مرحلة جديدة من التكامل بين الدول بكافة المناحي، ووضع حلول جذرية للأزمات الطارئة داخل البيت الخليجي واستكمال الانتقال لمرحلة الاتحاد الخليجي.
وفيما يتعلق بالتقارب بين ايران والغرب، أكد ان دول الخليج لا تعترض على كل ما يعزز السلام ويصب في صالح المنطقة ككل والرفاه للشعوب، ولكن تتحفظ على اي تقارب إيراني – امريكي يكون على حساب الامن والاستقرار في المنطقة.
الأمير نايف بن أحمد: إقامة جيش خليجي موحد والتحول للإطار الوحدوي بالمفهوم العسكري
أكد صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور نايف بن احمد بن عبدالعزيز آل سعود أن هناك أربعة أنواع من الأخطار التي تواجه الأمن الخليجي وهي تقليدية ونووية والكترونية وحروب غير متماثلة، وسط متغيرات إقليمية ودولية متسارعة للغاية أبرزها انكفاء امريكا وتنافس بريطانيا وفرنسا القديم الجديد لعقد شراكات مع دول النفط بالمنطقة، وعودة هيمنة روسيا والصين على الساحة السياسية الإقليمية والدولية.
وشدد الامير نايف ان تعزيز الامن الخليجي تشكيل منظومة قتالية اكثر واقعية وفعالية ليعزز استراتيجية الردع، لافتا إلى ان تجربة وقوف الخليج مع الكويت لتحريرها من غزو العراق هي تاريخية أثبتت انه لا بديل عن التلاحم الخليجي لمواجهة كافة التحديات والمشكلات، منوها الى ان التجربة الكويتية كانت امتحانا لقيم الوحدة الخليجية في اوقات الازمات العصيبة.
وبين الامير نايف ان التعاون الامني والعسكري شكل احد اهم ركائز تأسيس مجلس التعاون، ولن يتطور دون قيام الإطار الوحدوي الذي يوفر الحاضنة الاساسية للأمن والاستقرار الخليجي، لافتا الى ان الخليج يواجه نفس الأخطار الخارجية ويتطلب تطوير هيكلية عسكرية قيادية لتطوير القدرات الجماعية للتعامل مع الأخطار المشتركة.
بن هويدن: التيار الليبرالي والإسلامي السياسي يهددان استقرار الخليج "المحافظ"
من جهته استعرض رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الامارات العربية المتحدة محمد هويدن في كلمته المهددات الرئيسية لأمن دول الخليج العربية في السنوات الأخيرة، كما تطرق إلي التهديدات التي تستهدف التأثير علي القيم الرئيسة التي تعتمد عليها دول الخليج العربية وهي "القيم المحافظة" التي استطاعت أن تحقق لها الأمن والاستقرار منذ فترة بروزها ككيانات سياسية مستقلة ولاسيما قيمة النظام السياسي المحافظ.
وأوضح أن الفترة التي تلت اندلاع أحداث ما يسمي بالربيع العربي قد أبرزت ثلاثة مصادر رئيسة للتهديدات التي يمكن أن تهدد أمن دول الخليج العربي من خلال تهديدها للفكر السياسي المحافظ وهي: الفكر الليبرالي والفكر السياسي الإسلامي والفكر الطائفي مشيراً الي أن هذه التوجهات الفكرية جميعها أتت تحمل أجندات تهدف للقضاء على النظام السياسي المحافظ القائم في منطقة الخليج العربي أو تفكيكه بطرق مختلفة منها محاولة دفع التيار الإسلامي للسيطرة على الحكم وتهديده لمفهوم وطبيعة الدولة الوطنية القائمة في هذه المنطقة، أو من خلال التأجيج الطائفي الساعي لضرب وحدة التجانس الاجتماعي القائم في دول الخليج العربي. وتخلص الورقة إلى ضرورة تعاون دول الخليج العربي بشكل مشترك لمواجهة تلك التهديدات.
وتحدث بن هويدن فى هذا السياق عن الخطر الذي يمثله فكر جماعة الإخوان المسلمين علي المنطقة بأسرها مشيرا إلى أن مشروعهم السياسي يقوم علي إنهاء مفهوم الدولة الوطنية.