سجلت البحرين نجاحاً باهراً وجديداً في عالم رياضة السيارات عندما استضافت ونظمت أول سباق فورمولا1 ليلي تحت الأضواء الكاشفة، ساهم هذا في جذب أكبر عدد من الجماهير للحلبة التي يطلق عليها (موطن رياضة السيارات في الشرق الأوسط) والتي فعلاً هي التي أطلقت شرارة هذه الرياضة في بلدان الخليج وبلدان الشرق الأوسط بعدها تغيرت خارطة هذه الرياضة كثيراً.

وهذا ليس بغريب على أهل البحرين الرائدين دائماً في مجالات عديدة والسباقون في كل شيء، لكن على رغم ذلك وعلى رغم نجاح سباق الفورمولا1 والمدى الذي وصلت إليه هذه الرياضة الميكانيكية إلا أنها تحتضر في الوقت نفسه على المستوى المحلي، الدعم الشحيح الذي تعاني منه أصبح يمثل عائقا كبيرا أمام كل من يفكر المشاركة في أي نوع من أنواع رياضة السيارات، كلما التقيت بمجموعة من المتسابقين شكوا من هذا الحال وخصوصاً أنها رياضة مكلفة وتحتاج لمصروفات كثيرة، ولعل هذا بات واضحاً على مستوى البطولات المحلية، فالعديد من البطولات المحلية أقيمت لموسم واحد أو بعضها عدة سباقات فقط واندثرت واختفت، بطولة البي ام دبليو الشرق الأوسط، الميني كوبر، الكاترهام وغيرها، بطولة تحديي حلبة البحرين الدولية 2000 سي سي بدأت بطولة قوية وحتى هذا الموسم عدد المشاركات قل كثيراً وفي بعض السباقات لا تنهي حتى 3 سيارات السباق رغم أنها بطولة اقتصادية نوعاً ما، بطولة الكارتنج الوطنية كذلك في موسمها الأول شارك عدد كبير في الموسم الذي تلاه انسحب عدد منهم وكانو مميزين كذلك بطولة الدراغ فالوضع نفسه في كل هذه البطولات، إذ أصبح من الصعب على من يرغب بممارسة هذه الرياضة بأن يواصل فيها.

حلبة البحرين وفرت المكان بالخدمات وهي مشكورة على ذلك وتقوم بجهود أكبر مما هو مطلوب منها، والاتحاد يقوم بالإشراف على البطولات وكل الأمور الرسمية وهذا واجبه، كذلك الأندية التي تنضوي تحت مظلة الاتحاد فكل من ينتسب إليها إنما هو عمل تطوعي ويشكرون عليه، في رأيي الشخصي هو وجود شركة تسويق لرياضة السيارات وجميع الأنشطة وهي التي تتكفل باستقطاب الرعاة والمؤسسات والشركات وتسوق حتى للمتسابقين ولكن الأمنية هو في حال وجود شركة كهذه فعلاً بأن لا يتم مضايقتها في عملها أو التدخل في شئونها وكل منا يعمل في مكانه حتى نكمل الحلقات المفقودة قبل أن يسوء حال هذه الرياضة أكثر.