العدد 4245 - الإثنين 21 أبريل 2014م الموافق 21 جمادى الآخرة 1435هـ

بايدن يهدد روسيا بـ"المزيد من العزلة" وتصاعد التوترات في اوكرانيا

حذر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن الثلثاء (22 أبريل / نيسان 2014) في كييف روسيا من احتمال تعرضها "لمزيد من العزلة" في حال حافظت على سياستها الداعمة للانفصاليين في اوكرانيا والذين اتهمهم الرئيس الاوكراني بتعذيب شخصين حتى القتل.

واعلن الرئيس الاوكراني المؤقت اولكسندر تورتشينوف الثلثاء استئناف عملية "مكافحة الارهاب" التي اطلقت ضد الانفصاليين في الشرق، وعلقت قبل عيد الفصح، وذلك بعد العثور على جثمانين يحملان آثار "تعذيب".

وقال الرئيس في بيان "اطالب قوات الامن باستئناف عمليات مكافحة الارهاب للدفاع عن المواطنين الاوكرانيين الذين يعيشون في شرق اوكرانيا ضد الارهابيين"، موضحا انه اتخذ هذا القرار بعد العثور على جثمانين احدهما على ما يبدو لنائب محلي لحزب باتكيفتشينا المؤيد للغرب بزعامة لوليا تيموشينكو والذي ينتمي اليه الرئيس ايضا.

وتلاشت الامال التي اشاعها اتفاق جنيف، الرامي الى تسوية اسوأ ازمة بين الغرب وروسيا منذ انتهاء الحرب الباردة، ولا سيما مع تصاعد التوتر الميداني في مدن الشرق، اذ تحدث تورتشينوف عن ان الانفصاليين "اخذوا منطقة دونيتسك كلها رهينة" لديهم.

وفي مواجهة التوترات المتصاعدة، لجأ الاميركيون مجددا الى التلويح بسلاح العقوبات في وجه روسيا. ولكنهم اعلنوا ايضا ارسال 600 جندي الى بولندا ودول البلطيق للمشاركة في تدريبات.

وفي كييف، اكد بايدن خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الحكومة الاوكرانية ارسيني ياتسينيوك انه "حان وقت التوقف عن الكلام والبدء بالعمل. (...) يجب ان نشهد اجراءات تتخذ بلا تأخير، فالوقت ثمين". واضاف ان "البعض يريد تفكيك اوكرانيا".

وطالب بايدن من موسكو سحب قواتها من اوكرانيا والتوقف عن "دعم رجال يختبئون خلف اقنعة" ويرتدون ازياء من دون شارات في شرقها، والا فانها قد تواجه "مزيدا من العزلة".

وكانت الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على مسؤولين روس من الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين. وتهدد واشنطن الان باستهداف قطاعات كاملة من الاقتصاد الروسي الذي يواجه حركة هروب كبيرة لرؤوس الاموال.

وفي هذا الصدد، اعتبر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف امام الدوما (مجلس النواب) "انه طريق لا يفضي الى مكان لكن ان قرر بعض شركائنا الغربيين سلوكه برغم كل شيء، فلن يكون امامنا من خيار سوى ان نواجه (الوضع) بقوانا الخاصة وسننتصر".

وينص اتفاق جنيف بين الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا واوكرانيا على نزع سلاح المجموعات غير القانونية واخلاء المباني الحكومية المحتلة من قبل الناشطين الموالين لروسيا في الشرق كما من قبل الموالين لاوروبا في العاصمة كييف.

ولكن اتفاق جنيف لم ينعكس على ارض الواقع، حيث عزز الانفصاليون في الشرق تحركهم اذ سيطروا الاثنين على مبان حكومية جديدة من بينها مركز للشرطة في كراماتورسك في جنوب مدينة سلافيانسك، التي تعتبر رمزا للحراك الانفصالي.

ووفق منظمة الامن والتعاون في اوروبا، والتي نشرت مراقبين لها في المنطقة، فان الموالين لروسيا يحتجزون رئيس الشرطة، وتحدثت عن "استفزازات" من شانها "تأزيم التوترات".

وكان تورتشينوف اعتبر خلال لقائه بايدن ان اعمال المتمردين الموالين لروسيا في شرق البلاد "تبطل" اتفاق جنيف.

ولكن بعد ساعات على مغادرة نائب الرئيس الاميركي، اعلن تورتشينوف استئناف "عملية مكافحة الارهاب" في المنطقة. وقال ان "الارهابيين الذين اخذوا منطقة دونيتسك كلها رهينة تخطوا الخط الاحمر عبر تعذيب (اشخاص) وطنيين من اوكرانيا". واضاف ان "هذه الجرائم ارتكبت بدعم كامل من روسيا".

وبدوره دعا الاتحاد الاوروبي "الاطراف كافة" الى تطبيق الاتفاق.

اما في واشنطن فنشرت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين صورا حصلت عليها من كييف تظهر على حد قولها ان الانفصاليين المسلحين في شرق اوكرانيا هم في الواقع عسكريون او ضباط استخبارات روس. الامر الذي طالما نفته موسكو.

وكان رئيس بلدية سلافيانسك فياتشيسلاف بونوماريف اكد الاثنين انه "لا يوجد جندي روسي واحد هنا". وهو كان طالب الرئيس الروسي بارسال قوات حفظ السلام الى الشرق بعد حادث اسفر عن مقتل ناشطين موالين لموسكو على الاقل.

واعلنت وزارة الدفاع الاوكرانية الثلاثاء ان طائرة عسكرية اوكرانية اصيبت بنيران اطلقت عليها من مدينة سلافيانسك.

وصرح متحدث باسم وزارة الدفاع لوكالة فرانس برس ان الطائرة من طراز انطونوف اي ان-30، تمكنت من الهبوط اضطراريا ولم يصب اي من افراد طاقمها.

وفي لوغانسك، عين الانفصاليون، الذين يسيطرون على مقار الاجهزة الامنية، "حاكما شعبيا". كما اعلنوا عن تنظيم استفتاء في 11 ايار/مايو من اجل تحديد مستقبل المنطقة الشرقية بين البقاء كجزء من اوكرانيا او المطالبة بالاستقلال، قبل الحديث عن احتمال الانضمام الى روسيا.

ويعيد الاعلان الاخير الى الاذهان سيناريو شبه جزيرة القرم حيث نظم استفتاء في 16 آذار/مارس الماضي لم تعترف بشرعيته الدول الغربية ولا كييف، ولكنه انتهى بانضمام شبه الجزيرة الى روسيا.

ولكن تننظيم استفتاء في شرق اوكرانيا قد يكون اصعب من القرم اذ ان الانفصاليين لا يسيطرون سوى على بعض المباني الحكومية.

وتقترح موسكو تعديل الدستور الاوكراني لينص على نظام فيدرالي يمنح استقلالية اكثر للمناطق الناطقة بالروسية، ولكن كييف ترفض الفكرة تماما ووعدت بنظام "لا مركزي" وبمنح اللغة الروسية مكانة خاصة.

وبعد حوالي شهر على ضم القرم الى روسيا، منعت موسكو الثلثاء زعيم تتار القرم مصطفى جميليف من دخول شبه الجزيرة لخمس سنوات، على ما اعلن مجلس تتار القرم في بيان.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً