ضمن فعاليات منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية 2014، شارك 300 شخص من داخل وخارج مملكة البحرين في الجلسات العشر الأولى، ناقش خلالها نخبة من المختصين والمتحدثين العالميين مجموعة من المحاور المتعلقة بالاتجاهات الحديثة في تقنية المعلومات والاتصالات والخدمات العامة للجمهور والأعمال، وذلك في فندق الريتز كارلتون.
ركزت جلسات اليوم الأول على مجموعة من المحاور الثرية في المضمون والتي تتناول أحدث التوجهات في التقنية والاتصالات، وهي الحكومة الذكية، والبيانات الضخمة، وتقنيات ألعاب التحفيز، وتوجهات الأجهزة النقالة، وقوة وسائل التواصل الاجتماعي، وإنترنت الأشياء، والتوجهات الرقمية لتقنية المعلومات، وريادة الأعمال، والمدن الذكية، والإنترنت في مجال الصناعة.
في محور "التوجهات الرقمية" تحدث نائب الرئيس لاستراتيجيات و تقنيات الابتكار في شركة CA Technologies ، ونائب الرئيس الدولي الأسبق لجمعية ISACA العالمية المتخصصة في أمن المعلومات، ورئيس لجنة حوكمة تقنية المعلومات ITGI والمجلس الاستشاري لاستراتيجية نظم المعلومات، روبرت استراود، عن الثقة في قيم نظم المعلومات ودور التكنولوجيا كأداة لخفض التكاليف في مختلف القطاعات كالقطاع الصحي ودعم الاقتصاديات الناشئة.
وتحدث استراود عن ثورة المعلومات وأتمتة البيانات لافتاً إلى أن 94٪ من المعلومات على الأرض تحولت في شكل رقمي خلال عام 2007 وأن استخدام التقنيات الحديثة كالوسائل المتنقلة ووسائل التواصل الاجتماعي تنامى بشكل كبير بحيث أصبحت المعلومات اليوم يصعب السيطرة عليها، وقال أنه خلال عام 2008 تجاوز عدد الأجهزة المتصلة بشبكة الإنترنت عدد السكان على الأرض، وبحلول عام 2020 سيكون هناك 50 مليار جهاز متصل بالشبكة منها 12 مليار جهاز متنقل، وهو يخلق معادلة ذات تأثير نسبي على تكنولوجيا المعلومات وتسترعي الاهتمام بهذا القطاع واستثمار التنامي فيه مع ملاحظة الضوابط المنظمة لانسيابية المعلومات وحماية خصوصية البيانات.
الأمين العام بهيئة المساحة الدولية والرئيس الشريك في لجنة الأمم المتحدة لخبراء إدارة المعلومات المكانية العالمي فانيسا فيفيان لورنس سي بي، تناولت تجربة بريطانيا في استخدام الخرائط الوطنية الثلاثية الأبعاد والذي يعتبر مشروعاً اعتمد تقنية المعلومات وأحدث الاتجاهات في تطوير العمل الإداري المتعلق بالمساحة والقطاع العقاري.
كما تحدث الرائد في تقنيات ألعاب التحفيز وشريك في مؤسسة "قيميفيكيشن" الاستشارية يو – كاي جو، ضمن محور "تقنيات ألعاب التحفيز" عن دور الالعاب في التحفيز الذهني وكيف يمكن توجيهيها في الاتجاه الصحيح، وكشف خلال ورقة العمل التي طرحها نتيجة احصائيات أصدرتها رابطة برمجيات الترفيه في عام 2012 وتبين ان من يلعبون ألعاب الفيديو تبلغ أعمارهم في المتوسط 35 عاماً، وتبلغ نسبة الأشخاص الذين أعمارهم فوق 18 عاماً 68% ، ويشكل الإناث 47% من اللاعبين، وأن نسبة الإناث البالغات أكثر من الذكور دون سن 18 عاماً.
ولفت يو – كاي جو إلى أن العاب الفيديو تحمل أبعاداً متعددة وبعضها ذات تأثير مضر، ولكن إذا صممت بشكل جيد من الممكن أن تكون ذات عوائد مفيدة وتساهم في انتاجية الفرد، وفي مؤسسة "قيميفيكيشن" تم تركيز التصميم على الانسان بغرض إنشاء نظام يسهم في تحسين الأداء وتحريك الدوافع والمشاعر داخل الإنسان لتقديم الأفضل بدلاً من الافتراض أن الأشخاص سيكملون مهماتهم وكأنهم يعملون بداخلهم كالروبوتات، وذلك عن طريق الألعاب المبتكرة التي تلهم وتسهم في عملية التعليم وإظهار الحوافز الحقيقية نحو إنجاز العمل.
وتناولت مدير مشروع بمؤسسة فيكسو كالاساتاما في العاصمة الفلندية فييرا مستونن، هلسنكي محور "المدن الذكية" وتجربة فلندا في تطبيق مفهوم المدن الذكية اعتمادا على انترنت الأشياء، وأكدت أن مفهوم المدن الذكية يعزز التحول نحو مجتمع المعلومات.
فيما تطرق مؤسس شركة MCQN المحدودة، ومؤلف "تصميم إنترنت الأشياء" سايمون فيلد إلى محور "الارتقاء إلى تحديات توقعات خدمات القرن 21" وتناول خلال العرض الذي قدمه مراحل تطور الخدمات الإلكترونية بدءاً بإنشاء شبكة الانترنت ومروراً بالحكومة الإلكترونية وتقديم الخدمات لقطاع الأعمال وصولاً إلى الخدمات المفتوحة للمواطنين ورجال الاعمال والخدمات المشتركة بين القطاعين العام والخاص، متناولاً تجربة المملكة المتحدة في هذا المجال.
كما استعرض سيمون فيلد تجربة تصميم خدمة كاملة من وجهة نظر الزبون وهو الاتجاه الحديث في تقديم الخدمات العامة للجمهور، كخدمات تسجيل المواليد والابلاغ عن الوفيات وخدمات المواصلات العامة، وتطرق إلى عدة تجارب في التحول إلى الخدمات الإلكترونية مستشهداً بتجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في مبادرة "هويتي الإلكترونية" والتي أطلقتها حكومة دبي الإلكترونية وهيئة الإمارات للهوية، والتي تتيح للمراجعين الوصول لكافة الخدمات الحكومية من خلال دخول إلكتروني موحد عبر الهواتف الذكية أو الإنترنت، وهي تجربة مقاربة لتجربة مملكة البحرين التي أطلقتها للمفتاح الالكتروني eKey والذي يتيح دخول موحد لخدمات الحكومة الإلكترونية من خلال استخدام مفتاح إلكتروني موحد لجميع الخدمات الحكومية المقدمة من خلال جميع القنوات المتوفرة.
وتناولت البروفيسورة بجامعة أوتاوا بكندا شانون فارلونج، مستشارة للحكومة الإلكترونية في ورقة عمل قدمتها حول "التحديات الفريدة لتحولات الحكومة الإلكترونية" التجارب المستمرة في ابتكار تقديم الخدمات ومشاركة المواطنين.
ولفتت شانون فارلونج إلى أن الحكومة الإلكترونية التحويلية تسهم في إحداث تغييرات نوعية في تحسين الخدمات العامة وخلق بيئة ملائمة وحاضنة للأعمال، كما أنها تعتبر وسيلة لتحسين المشاركة الديمقراطية وخلق الوئام الاجتماعي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية، مشيرة إلى أن الشراكة مع الأمم المتحدة والبنك الدولي من الممكن أن تلعب دوراً كبيراً في إيجاد الحلول وتطوير الحكومة الإلكترونية في مختلف البلدان وفق معايير دولية، مستعرضة بهذا الصدد تجربة كندا والعوائق التي تغلبت عليها للتحول للحكومة الإلكترونية وهي بمثابة درس في السياسة والتخطيط على المستوى الاستراتيجي، داعية إلى الاستفادة تجارب وضع حلول ومناهج استراتيجية لدعم نجاح الحكومة الإلكترونية التحويلية.
وتناول الخبير الفني المبدع ورائد أعمال من مدينة ليفربول بالمملكة المتحدة أدريان ماكوين عن "انترنت الاشياء" لافتاً إلى أنه في كتاب عرف انترنت الاشياء على أنها الأجسام المادية إضافة إلى قوة الحوسبة والالكترونية مدعومة بالاستشعار والتحرك إضافة لتوصيلها بالانترنت.
وقال ماكوين أن انترنت الأشياء هو أساس لإنشاء المدن الذكية والتي يعبر عنها بالذكاء المكاني التي تعتمد العمليات المعلوماتية والإدراكية، مثل جمع المعلومات ومعالجتها والتنبيه الفوري والتنبؤ، والتعلم، والذكاء الجماعي، وحل المشكلات الموزعة بشكل تعاوني، لافتاً إلى المدن الذكية تمتاز بسهولة التحكم في منشئاتها كإنارة الشوارع والتحكم في اجهزة الاستشعار فضلاً عن توافر المعلومات بصورة متزامنة عن كل ما يطرأ في الأجهزة الموصولة بالشبكة، وهذا الاتجاه الحديث الذي انتقل من مفهوم القرية الصغيرة إلى مفهوم البيت الواحد، حيث أصبح بمقدور أي شخص ببساطة، أن يحرز تحكماً مثالياً في الأشياء التي يعايشها، كما أصبح بمقدور الحكومات أن تتقن عملها على نحو مُرضٍ.
من جانبه، تحدث عالم البيانات تروي سادكوسكاي، في ورقة عمل قدمها حول "بناء حلول البيانات الضخمة- كيفية البدء بوضوح" عن كيفية التعامل مع البيانات الضخمة وفهم طبيعة هذه البيانات ووضع الخطط لتطوير التعاطي معها.
وبين أن البيانات الضخمة Big Data هي مجموعة من البيانات المتراكمة والمعقدة إلى درجة يصعب معها معالجتها بالطرق التقليدية لمعالجة البيانات، وهي تلعب دوراً هاماً اليوم ونشهد أمثلة حية على الاستفادة من هذه البيانات، وقال "مع كل هذه التكنولوجيا المتاحة وجميع هذه البيانات نحن نشهد شيئا جديدا وباستخدام هذه التكنولوجيا الرهيبة نحصل على كفاءة أكبر وفي الوقت ذاته المزيد من البيانات، وقد تمكنت عدة قطاعات من خلق ابتكارات جديدة دون الحاجة إلى الاعتماد على تكنولوجيا جديدة كشبكات التواصل الاجتماعي الشهيرة، الفيس بوك والتويتر وغيرها".
كما تحدث بذات المحور إيرنيستو فيردوجو وهو متحدث عالمي عام عن أهمية البيانات الضخمة وأكد كذلك على أهمية الاستفادة من هذه الطفرة في استخدام البيانات والتعامل معها.
فيما تحدثت المدير الإقليمي لمنطقة الشرق الأوسط،"ميماك أوجلفي" و مديرة الاتصالات المؤسسية في "جوجل" سابقاً إيما لينكر عن قوة وسائل التواصل الاجتماعي باعتبارها وسيلة التواصل الجديد اليوم وباتت في متناول الجميع في أي وقت وأي مكان.
ولفتت لينكر إلى أن وسائل التواصل شهدت نقلة نوعية، فبالأمس كان التلفاز أحد أهم وسائل التواصل ولكن اليوم ظهر منافسين جدد عبر عدة قنوات وهي شبكات التواصل الاجتماعي وقد أظهرت الإحصائيات أن ما يقارب 25% من الناس حول العالم يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي، وهناك 7.1 مليار شخص على هذا الكوكب منهم 6.6 مليار مشترك في الهاتف النقال وهم يزيدون بنسبة 5% سنوياً، و 85% من سكان العالم لديهم إمكانية الوصول إلى الإنترنت اليوم.
وذكرت أنه في نهاية العام الماضي (2013) كان هناك المزيد من مستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي في آسيا وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط وأفريقيا، والمستخدمين الأكثر اليوم هم اليوم هنا في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدة أن وسائل التواصل الاجتماعي تلعب دور كبير في تحريك الجمهور وهي توفر منابر مباشرة للمشاركة والتعبير واحداث التغيير الاجتماعي وتساعد صناع القرار على تعزيز الشراكة مع الجمهور وتحسين الخدمات.
وتخللت جلسات العمل، 3 حلقات نقاشية شهدت تفاعلاً من قبل الحضور والمختصين، أدار الحلقة الأولى، مدير تكنولوجيا المعلومات والمعرفة بشركة الخليج لصناعة البتروكيماويات (جيبك)عدنان المحمود، وأدار الحلقة الثانية مستشار الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية فراس أحمد، فيما أدار الحلقة الثالثة رئيس جمعية البحرين لتقنية المعلومات صلاح البنجاسم.
ويمكن للراغبين بالمزيد من المعلومات زيارة الموقع الرسمي للمنتدى www.egovforum.bh أو الاتصال على مركز الاتصال الوطني 80008001، كما يمكن متابعة آخر مستجدات فعاليات المنتدى عبر وسائل التواصل الاجتماعي @eGovBahrain، والهاش تاغ #eGovForum.
امممم
عن شنو هذول يتكلمون وشسالفتهم ...