شهدت ورش العمل المقامة ضمن فعاليات منتدى البحرين الدولي للحكومة الإلكترونية 2014 مناقشات في محاور ثرية واتجاهات حديثة في صناعة تقنية المعلومات والاتصالات من خلال 7 ورش انطلقت في يومها الأول اليوم الثلثاء (22 أبريل/نيسان 2014) لمناقشة أبرز المواضيع المرتبطة بتقنية المعلومات والاتصالات.
والتي تنوعت لتشمل قصص نجاح الحكومة الإلكترونية والتوجهات العالمية، إدارة المحتوى الإلكتروني، حقيبة أدوات التواصل الاجتماعي، حوكمة تقنية المعلومات، تطبيقات الهاتف النقال، التحليل الذكي وطرق تحسين الأعمال، القيادة في تقنية المعلومات، فيما تنطلق ورشة العمل النقاشية الثامنة بعنوان "منتدى الابتكار وريادة الأعمال في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات" غدا الأربعاء.
وكشف المتحدثان إيلي كيشيوس وفلاد بودي خلال ورشة (تطبيقات الهواتف الذكية) أن حجم المبيعات اليومي للأجهزة النقالة يفوق عدد المواليد في العالم، موضحين أن عدد المواليد اليومي في العالم يبلغ 371 ألف مولود، وتتفوق المبيعات اليومية لأجهزة الآيفون وحدها على هذا العدد، إذ تبلغ 378 ألف جهاز، فيما تبلغ يبلغ عدد مبيعات أجهزة الأندرويد 700 ألف جهاز يومياً، وتحقق نوكيا مبيعات يومية تبلغ 200 ألف جهاز.
وبين متحدثا الورشة أن مبيعات الأجهزة اللوحية الذكية (Tablet) تفوقت على مبيعات الهواتف النقالة الذكية (Smartphones) التي تفوقت بدورها على مبيعات أجهزة الحاسب الآلي (PCs)، مشيرين إلى أهمية توقع الوضع المستقبلي بناءً على المعطيات الحالية، وتطرقا بالتفصيل لمدى تدخل الأجهزة الذكية في الحياة اليومية بدءً من معرفة درجة الحرارة إلى إجراء المناقصات اليومية بالملايين.
وتناول المتحدثان إيلي وكيشيوس خلال الورشة في يومها الأول نسبة انتشار الأجهزة الذكية في الدول المختلفة، ونسبة تفعيل جميع وظائف الأجهزة في الاستخدام اليومي للجهاز، مستعرضة عدداً من الأمثلة حول فوائد تحويل الخدمات لتكون متاحة عبر تطبيقات الأجهزة النقالة، والتطور السريع لهذه التطبيقات مقارنة بوسائل الإعلام الأخرى، وكيفية صنع التطبيقات والمعايير التي تؤخذ بعين الاعتبار عند صنعها.
وتطرق النقاش لبيانات التقرير الاقتصادي للهواتف النقالة، ووجهات النظر عن توجهات الهاتف النقال واقتصاده حول العالم، واستخدامات تطبيقات الجهات الحكومية في الأجهزة النقالة، فوائد الأجهزة النقالة في النماذج الحكومية للأعمال التي يمكن للحكومات إطلاقها للمواطنين، أو قطاع الأعمال، أو الموظفين أو الجهات الحكومية الأخرى.
واطلع المشاركون على الطريقة الفعلية لإنشاء التطبيقات الإلكترونية، عبر تطبيقات عملية قدم من خلالها المشاركون ما يودون ابتكاره من تطبيقات.
2
أظهرت إحصائية كشفت عنها ورشة عمل (أدوات وسائل التواصل الاجتماعي) أن عدد المستخدمين النشطين عبر وسائل التواصل الاجتماعي يبلغ 2.5 مليون مستخدم عبر العالم، موضحة أن غالب المواد المعدة للنشر عبر الأجهزة المكتبية (PCs) لا تصلح للنشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأن العلامات العالمية التي تشمل فولفو وكوكاكولا لا تتوافق خياراتها الإلكترونية في مواقعها الإلكترونية للاستخدام في الشبكات الاجتماعية ولذلك نشهد التحول للهواتف النقالة.
وقدم الورشة السيد ريتشارد فيزجيرالد مدير التواصل الاجتماعي في "وكالة مايندشير الإعلامية" المتخصصة في تطوير العلامة التجارية للشركات في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ، إلى جانب مدير التسويق الرقمي والتواصل الاجتماعي في شركة لوجيكس الإلكترونية ومقرها الرئيسي في دبي بالإمارات العربية المتحدة، السيد عباس علي دينا.
وتناولت الورشة تعريف وسائل التواصل الاجتماعي، ووضعها الحالي، والاستراتيجية المناسبة للعمل عليها، مستعرضة عشرة حسابات إلكترونية لعلامات تجارية، حصدت وسائل تواصلها الاجتماعية أكبر عدد من المتابعين حول العالم. كما تناولت كيفية تخطيط محتوى هذه الوسائل وأدوات التواصل الاجتماعي الداعمة لها، وقياس مدى تطورها، وأهداف المؤسسات من استخدامها، وطرق إدارتها.
وتناول المتحدثون الثلاثة مارتن بريدل وماتياس هاس وجاكوب ليبودا في ورشة "إدارة المحتوى الإلكتروني" ثلاثة محاور رئيسة تطرح كل منها في جلستين منفصلتين خلال يومي المؤتمر الأخيرين، وهي: التسويق الإلكتروني، وسائل التواصل الاجتماعي ومشاركة الجمهور، والاستعداد للبدء في العمل مع الاتصال المباشر بالفيديو.
وركز المتحدثون على وسائل التواصل الاجتماعي وتعريفها، والقواعد التي يجب الاعتماد عليها ليصل المضمون إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور، وأبرز الاستراتيجيات التي يعتمد عليها لنشر الإعلانات والتسويق الإكتروني.
وكشفت الإحصائيات المقدمة في الورشة أن عدد المشاركين في وسائل التواصل الاجتماعي يقارب عدد أكثر الدول كثافة سكانية، إذ تأتي الصين في المرتبة الأولى الصين تليها الهند، ثم "فيس بوك" و"تينسينت" فـ"واتس اب"، تأتي بعدها الولايات المتحدة، و"جوجل+"، ثم إندنوسيا، "لينكد إن"، وتويتر".
كما كشفت الإحصائيات على عكس ما يتوقعه الغالبية، تفوق "جوجل +" على تويتر من حيث عدد المستخدمين النشطين رغم تساوي عدد المستخدمين الكلي، إذ سجل "جوجل+" 350 مليون مستخدم بفعالية من أصل 500 مليون مستخدم مقابل 200 مليون سجلها تويتر.
استعرض المتحدثان فيليب سباركس مدير مشاريع العمل بكلية هلت الدولية للأعمال ومدير الابتكار والتقنية بمركز IXL للابتكار والجودة، وجيني تسوبوياما من شركة آدم جلوبال الاستشارية، مع مشاركي ورشة عمل "حوكمة تقنية المعلومات" حالات حوكمة تقنية معلومات افتراضية وتطرقا إلى حالات افتراضية ونماذج واقعية تعاملت معها منظمة إيساكا (ISACA)، وتناولت الورقتين الأولى والثانية، إطار الحوكمة المؤسسية لتقنية المعلومات واستعرضا مكونات الإطار المؤسسي وممارسات ومعايير الحوكمة التي تمكن الإدارة من اتخاذ القرارات بطريقة ملائمة.
وتطرقت الورشة في جلستها الثالثة للخطة الاستراتيجية وربطها بتقنية المعلومات، وأساليب التخطيط الاستراتيجي، وعقبات تحقيق التناغم الاستراتيجي للأهداف التي تحد من صياغة استراتيجية معلوماتية للمؤسسة تتطابق أهدافها، مع مناقشة نطاق الاستثمار في تقنية المعلومات، فيما تناولت الجلسة الرابعة محور تحقيق العائد من إجراءات إدارة الاستثمار في تقنية المعلومات ومراقبة التقدم، بحيث تركز إدارة المعلوماتية على الاعمال والإجراءات الداخلية للمؤسسة ، من خلال تحقيق التجانس بين الانظمة المعلوماتية المطلوبة وأهداف المؤسسة التجارية.
وبهذا الصدد قال المتحدث فيليب سباركس بأن هدف ورشة حوكمة تقنية المعلومات هو تغيير نمط التفكير في آلية اتخاذ القرار وتبادل الخبرات بين نماذج مختلفة، موضحاً أن مفهوم الحوكمة يتضمن حزمة من الأدوات والسياسات التي تساعد على ترشيد الاستثمار في الموارد من حيث تحديد المعنيين والمستفيدين من تقنية المعلومات والاتصالات واستخداماتها من أجل الحصول على القيمة المطلوبة.
وأضاف: "ومن أجل استخدام تقنية المعلومات لتحقيق أهداف الحكومة أو المؤسسة أو الشركة ينبغي تخصيص الموارد المالية واستثمارها بطريقة سليمة وفي الوقت المناسب لتعظيم فائدة المستفيدين، والجانب الآخر هو الوضع في الاعتبار المخاطر المختلفة والتخطيط لها مسبقاً، إن المؤسسات التي لا تتنبأ ولا تخطط للمخاطر في الغالب تفشل ولنا مثال في شركة بريتش تيليكوم التي أخطأت في القرار عندما تجاهلت المخاطر المحتملة".
وشهدت ورشة "قصص نجاح الحكومة الإلكترونية والتوجهات العالمية" التي تنظمها هيئة الحكومة الإلكترونية، استعراض تجارب رائدة لدول خليجية في مجال الحكومة الإلكترونية، وحضر الورشة متخصصين ومسئولين حكوميين وكبار مسئولي شركات القطاع الخاص.
خلال الورشة، اطلع المشاركون على قصة نجاح المملكة المتحدة في مجال الحكومة الإلكترونية قدمها المتحدث أندرو ستوت الذي تقلد مناصب مركزية في برامج الحكومة البريطانية الخاصة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات على مدار الأربعين سنة الماضية، متناولاً فيها الأساسيات الخمسة التي ترتكز عليها الحكومة الإلكترونية في المملكة المتحدة وهي: البيانات المفتوحة، العالم الرقمي الافتراضي، النهج المشترك للبنية التحتية، التحكم بالمشاريع، والابتكار.
وقال أندرو أن المملكة المتحدة لديها استراتيجية الكترونية تعمل على تطبيقها تهدف إلى توصيل الخدمات بصورة سريعة ومبتكرة وتركز على آراء المستخدمين وخبراتهم في الخدمات التي نقدمها، وتحدث السيد أندرو أيضاً عن أهمية البيانات المفتوحة والبيانات الضخمة وكيفية الاستفادة منها على الوجه الأكمل لتحقيق النمو الاقتصادي.
وتحدث من جانبه مدير عام حكومة الإمارات الذكية حمد عبيد المنصوري ، عن تجربة الحكومة الإلكترونية المتنقلة لدولة الإمارات العربية المتحدة، وقال أن الإمارات لديها تجربة في إطلاق أول متجر حكومي لتطبيقات الأجهزة الذكية وبلغ عدد التطبيقات فيه حتى اليوم 40 تطبيق منها 6 تطبيقات تابعة للقطاع الخاص والبقية تشمل الجهات الحكومية، ونحن نهدف إلى تحويل 700 خدمة حكومية إلى تطبيقات.
وأشار المنصوري إلى أن الإمارات أنشأت مركز الإبداع الذكي والخدمات الاستشارية لدعم الجهات الحكومية لتطوير تطبيقات الأجهزة الذكية، وتعكف أيضاً على دعم الكفاءات الوطنية من خلال مركز تعزيز الكفاءات الوطنية.
من جانبه، قدم نائب الرئيس التنفيذي لهيئة الحكومة الإلكترونية زكريا أحمد الخاجة ، ورقة عمل حول "الاستخدام الفعال لتكنولوجيا المعلومات" وتناول فيها تجربة مملكة البحرين في الاستفادة الفعالة من التقنية بتحسين فعالية وكفاءة استخدام تكنولوجيا المعلومات وذلك ضمن اهداف استراتيجية الحكومة الالكترونية وبما يتوافق مع الرؤية الاقتصادية لمملكة البحرين 2030.
وذكر الخاجة أن هيئة الحكومة الإلكترونية وضعت من خلال استراتيجيتها والمؤشرات التي وضعتها الهيئة وفق معايير الامم المتحدة، بما يكفل تحسين عملية إدارة مشروع تكنولوجيا المعلومات، وتحقيق وفورات في المصروفات بنسبة تتراوح ما بين 20% إلى 30% في السنوات الثلاث القادمة.
ولفت الخاجة إلى أن هيئة الحكومة الإلكترونية أطلقت عدة مشاريع في سبيل توفير الخدمات وفق أفضل المعايير للأفراد ورجال الأعمال اعتمادا على الابتكار وفي سبيل تشجيع ريادة الأعمال وذلك وفق الخطة الاستراتيجية للحكومة الإلكترونية 2016، منها مشروع المفتاح الالكتروني وتطوير محرك البحث الخاص بالبوابة الوطنية وتدشين الواجهة الجديدة للبوابة المطورة بميزات جديدة.
كما تحدث الخاجة عن النظام الوطني الموحد للمقترحات والشكاوى (تَواصل) والمستلهم من توجيهات ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ، والذي يعد يعد نقلة نوعية لمملكة البحرين في تسهيل التواصل مع جميع المسؤولين في الجهات الحكومية بمعايير عالمية وهو يؤكد التزام المملكة بتوسيع آليات تقديم الخدمات بطرق مبتكرة .
كما اطلع المشاركون على قصة نجاح الحكومة الإلكترونية في سلطنة عمان التي قدمتها الدكتورة سيما الكعبي تطرقت خلال الورشة إلى الرؤية والرسالة الخاصة بـ e-OMAN، والأعمدة التي ترتكز عليها، والمتمثلة تطوير رأس المال البشري، تعزيز الحكومة الإلكترونية والمجتمع الإلكتروني، تطوير صناعة تقنية المعلومات والاتصالات، الحوكمة والمعايير والنتائج، التسويق والتوعية، وتطوير البنية التحتية الوطنية، إلى جانب جملة من أوراق العمل التي قدمها المتحدثون المشاركون في الورشة.
وتناولت ورشة (التحليل الذكي وطرق التحسين للأعمال) التي قدمها اثنان من أبرز المتحدثين العالميين هما هيلج جانيكي، جون موور تعريف "العمل بطريقة ذكية"، مركزة على العمل في مجال القطاعات المرتبطة بتقنية المعلومات والاتصالات، عبر التعرف على كيفية تحسين البرمجيات وزيادة الإنتاج مع التطرق لتجربة (FBI)، كما تناولت الورشة بشكل مفصل التدريب باستخدام نموذج "سكرم Scrum" أي جدولة المهام وتحليل مخاطر التكلفة.
ويستند إطار سكرم على أسس تجريبية راسخة ويوفر العديد من الآليات التقنية لتحسين عملية معروفة من النهج PDCA لCMMI وأسهم التزام.
وذكر جون مور أن القيم والمبادئ الذكية في تحسين الأعمال مهمة جداً بالنسبة للمنظمات، لأنها تريد الحصول بشكل فوري على المال، كما تريد تحقيق الفوائد، وهذه الورشة تساعد المتدربين على معرفة القيم الذكية والحصول على الفوائد المترتبة عليها بشكل أسرع، مما يعطيهم ثقة أكبر لتبيق القيم في مشاريعهم.
وأوضح أن "سكرم" هو منهج عمل مبتكر غير اعتيادي، ويعتمد على عمل الأشخاص مع بعضهم البعض من كافة الأطراف بمن فيهم المطورون ورجال الأعمال، وعملهم مع بعض يؤدي لرؤيتهم للنتائج مع بعضهم سواء في مراقبة الأداء وسير العمليات وتعلموا كيفية استخدام منتج سكرم لتحسين العلميات وإدارة الأداء وابتكار الحلول والتركيز على التطوير المستمر في أعمالهم.
وقالت رئيسة الممارسات الدولية المتخصصة في مجال تطوير قطاع الأعمال والقيادة في مجال تقنية المعلومات بولاية واشنطن دي سي ألجيردا بيبيكيت ، أن ورشة "القيادة في تقنية المعلومات" شهدت تفاعل كبير من قبل الحضور.
وذكرت أن القيادة في تقنية المعلومات ترتقي بالحكومات نحو الريادة العالمية وتعلب دوراً هاماً في تعزيز فهم قادة تقنية المعلومات للأسباب والطرق التي تنقل الحكومات إلى مراكز متقدمة من الريادة العالمية في تقنية المعلومات.
وأضافت "ركزنا على القيادة ودور المدراء في قيادة مؤسساتهم وانعكس أثر ذلك على ريادة دولهم، كما تناولت الورشة المهارات التي تمكن المتخصصين في تقنية المعلومات من القطاعين العام والخاص في أن يكونوا قادة في مجالاتهم".
وأضافت "استعرضنا من خلال الورشة التفاعلية الحلول المبتكرة في إدارة مهام المسئولين اعتمادا على ابتكارات تقنية، من خلال التدريب وتوزيع المشاركين على فرق عمل وتطبيق تدريبات عملية حول أسس العلاقة بين المهارات القيادية التي ينبغي أن يتسلح بها المتخصصون في القطاع التقني وقطاع الأعمال من أجل تحقيق النجاح".
وأعربت عن تقديرها للجهود المنظمة للمنتدى وتفاعل المشاركين في الورشة التي ستواصل تطبيق تدريبات جديد خلال اليوم الثاني للورشة، لا سيما وأن الورشة تعتمد آليات المشاركة و التدريب الجماعي و فرق العمل التي تساعد قادة تقنية المعلومات على بناء المهارات الشخصية والقدرة على تقديم خطط ومقترحات ذات قيمة تسهم في تفعيل دور تقنية المعلومات في مجالات متعددة مثل الحوكمة الإلكترونية و وضع السياسات.
