قدّمت مجموعةٌ من أهالي منطقة رأس الرمان رسالةً احتجاجيةً إلى مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية، صباح أمس (الاثنين)، وذلك بشأن تغيير مسمى مصلى العيد واستبدال مفاتيحه، وطالب الأهالي الأوقاف ببناء المصلى وتجهيزه كونه يمتلك أكثر من نصف مليون دينار.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظّمها أهالي رأس الرمان أمام مبنى إدارة الأوقاف الجعفرية في المنامة أمس.
إلى ذلك، قال رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد لـ«الوسط»: «إن بعضاً من أهالي منطقة رأس الرمان نظموا وقفةً احتجاجيةً أمام مبنى إدارة الأوقاف الجعفرية من أجل تسليمهم توقيعات لبعض أهالي منطقة رأس الرمان احتجاجاً على ما قامت به إدارة الأوقاف الجعفرية من كسر لأبواب مصلى العيد وتغيير مسماه، بمعنى تغيير هدف الوقف الذي من أجله أوقف هذا المصلى».
وفيما إذا التقى المحتجون من الأهالي بمسئولي إدارة الأوقاف للتباحث معهم بشأن الخلاف، ردّ ميلاد: «لم تكن لدينا نية مقابلة أحدٍ من إدارة الأوقاف، فقد قمنا بتسليم الرسالة إلى مكتب العلاقات العامة، وكان هدفنا فقط هو مجرد وقفة احتجاجية لكف إدارة الأوقاف عن الأفعال التي تؤدي إلى مضايقة الأهالي في مصلاهم».
وبخصوص رد رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور على احتجاج الأهالي، وتوضيحه أن ما تمّ هو إضافة استضافة المصلى لاجتماعات المؤذنين، وأنه لن يتم إلغاء أو تغيير أو تحويل الأنشطة الممارسة في المصلى؛ أفاد ميلاد بأنه «لا يجوز شرعاً تغيير الهدف من الوقف أو الإضافة عليه، فالأرض الموقوفة تكون بحسب وقفها، وما أنشطة تعليم الصلاة والقرآن الكريم إلا من ضمن أهداف الوقف نفسه لأرض مصلى العيد؛ إلا أن تخصيص الوقف قاعةً لاجتماعات وندوات أو صالةً للأفراح فيُعتبر هذا الأمر ليس من ضمن أهداف الوقف، والحال كما هي المساجد، فالمساجد تقام فيها الصلاة وتحتضن دروس تعليم الصلاة والقرآن الكريم، إلا أنها لا تحتضن الاجتماعات والندوات، فهي تقام في المآتم مثلاً».
وتابع ميلاد «إذا كان رئيس الأوقاف يريد أن يُخصص موقعاً لقاعة اجتماعات بالمؤذنين والأئمة وغيرهم، فعليه أن يُخصص لهم موقعاً في إدارة الأوقاف الجعفرية لأنهم من اختصاص الإدارة، لا أن يتعدى إلى المصليات والمساجد من أجل أن يحوّر هدفها أو وقفيتها إلى ما يرتئيه هو شخصياً وهذا مما لا يجوز شرعاً».
وأفصح رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد عن مطالبات الأهالي لإدارة الأوقاف الجعفرية ببناء المصلى وتجهيزه كونه يمتلك أكثر من نصف مليون دينار، إذ قال في هذا الصدد: «إن مبنى المصلى يحوي قسماً مؤجراً في الجهة الغربية منه، حيث يحتوي على 8 شقق سكنية، يتراوح إيجارها ما بين 120 و180 ديناراً، بالإضافة إلى 6 محلات تجارية إيجارها 150 ديناراً للمحل الواحد». مشيراً إلى أن «هذا الواقع يعطي نتيجة أن مجموع الإيرادات الشهرية لمبنى المصلى تصل إلى 2200 دينار تقريباً».
وقال: «لم تصرف إدارة الأوقاف الجعفرية على المصلى ديناراً واحداً منذ تأسيس هذا المبنى، والمفترض أن المصلى القائم حالياً تم على نفقة المجلس الأعلى الإسلامي، وحتى إن كان على نفقة إدارة الأوقاف الجعفرية، فلدينا خلال 20 سنة أكثر من نصف مليون دينار يمتلكه المصلى»، متسائلاً: «فلماذا لا تقوم إدارة الأوقاف الجعفرية ببناء المصلى بكل تجهيزاته؟ لأن المنطقة بحاجة إلى هذا المصلى، ويجب إطلاع الرأي العام على مدخرات المصلى، والأهالي يريدون الاطمئنان على بقاء المصلى بشكلٍ أبدي كوقفيته من خلال بنائه الفوري». مؤكداً في نهاية حديثه أن «الأهالي سيستمرون في المطالبة من أجل بناء المصلى وبقاء وقفيته».
وجاء في الرسالة التي قدمها أهالي منطقة رأس الرمان إلى إدارة الأوقاف الجعفرية، أن «ما أقدمتم عليه من استبدال مفاتيح وتغيير مسمى مصلى رأس الرمان إلى صالة ومقر للاجتماعات لهي حركةٌ استفزازيةٌ وجارحةٌ لمشاعرنا نحن أهالي رأس الرمان، وتعدٍ صارخ على أغلى مقدساتنا».
وأضاف الأهالي في رسالتهم أن «مصلى رأس الرمان للعيد يرتبط ارتباطاً بأغلى عنوان للإسلام وهي الصلاة ولهذه قدسيتها، والتعدي عليها تعدٍ على الإسلام كله. والخطوة الأخيرة أبرزت بشكلٍ لا لبس فيه ما صرحتم به في صحيفة «الوسط» سابقاً بأن المصلى لن يمس وسيبقى لأهالي رأس الرمان وأجيالها لتعلم القرآن الكريم والصلاة. وها هي الشواهد تترى ابتداءً من جعله مقراً وصالة للاجتماعات وانتهاءً إلى ما لا تحمد عقباه».
وطالبة الرسالة بـ «سرعة إعادة الوضع إلى ما هو عليه، وبتعهداتٍ صريحة لا لبس فيها في إبقاء هذا المصلى على ما أوقف عليه محلاً للصلاة وكل ما يرتبط بديننا الإسلامي الحنيف، وإن أي تعدٍ عليه سيقاوم بكل الوسائل السلمية والحضارية الممكنة».
يشار إلى أن رئيس مجلس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور أكد لـ «الوسط» سابقاً أنّ «قاعة مصلى العيد الموجودة بمنطقة رأس الرمان لن يتم تغييرها أو تحويل أو إلغاء الأنشطة المخصصة من أجلها»، موضحاً أن «ما تمّ من استبدالٍ لمفاتيح المصلى هو بهدف التنسيق لاستضافة المكان لاجتماعات المؤذنين بين فترةٍ وأخرى». فيما قال رئيس مجلس بلدي العاصمة مجيد ميلاد إن أهالي رأس الرمان رصدوا حركةً استفزازيةً، إذ قامت مجموعة من العمال بكسر أبواب المصلى واستبدال أقفال الأبواب واحتفظوا بالمفاتيح، ووضعوا لافتةً كبيرة تبيّن إلغاء كون المصلى مصلى وتخصيصه كصالةٍ للاجتماعات، وهذا ينافي الشرع أولاً ورغبة الأهالي ثانياً.
العدد 4245 - الإثنين 21 أبريل 2014م الموافق 21 جمادى الآخرة 1435هـ