دعت باحثة من جامعة الخليج العربي إلى تطوير أبحاث حوكمة تكنولوجيا المعلومات من أجل ربط النظريات العلمية بالواقع العملي وتلافي الفجوة بينهم، وإلى زيادة اهتمام المنظمات بعامل الكفاءات والمهارات للموارد البشرية كعامل تمكين مساعد هام في نجاح عمليات تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات، مؤكدة أن نجاح إدارة الموارد البشرية وتطوير المهارات بشكل جيد يساعد في نجاح بقية العوامل.

وأوصت الباحثة لمياء عبدالله الجعفري في أطروحتها التي حملت عنوان "تحديد أثر عوامل النجاح الحرجة على تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات في المنطقة الشرقية، المملكة العربية السعودية"، والتي ناقشتها أخيرا ضمن متطلبات الحصول على درجة الماجستير في برنـامج إدارة التقنية بكلية الدراسات العليا بزيادة اهتمام المنظمات بوسائل التعامل مع عوامل النجاح الحرجة والتي تؤثر على نجاح تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات، والاهتمام بتوعية الموظفين بأهمية الحوكمة وعوائدها المتوقعة على مجال عملهم، داعية إلى الاهتمام بإجراء تقييم دوري لمعرفة مدى تطور نضج عمليات حوكمة تكنولوجيا المعلومات، وذلك بالاستفادة من المقاييس المعتمدة دولياً مثل أداة COBIT.

وقالت الجعفري: "يعتبر موضوع حوكمة تكنولوجيا المعلومات من المواضيع الحيوية والهامة للمنظمات سواء كانت حكومية أو خاصة، وهو أحد المناهج الحديثة لإدارة أقسام تكنولوجيا المعلومات. وقد هدفت هذه الدراسة لمعرفة عوامل النجاح الحرجة المؤثر على تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات بالمنظمات السعودية في المنطقة الشرقية، وإلى دراسة أثر أحد العوامل المساعدة في تمكين الحوكمة وهو عامل المهارات والكفاءات للموارد البشرية".

اعتمدت الدراسة على الاستبيان كأداة لجمع البيانات، حيث اشتمل الاستبيان على مجالين، الأول يحتوي 30 عبارة ويهدف لمعرفة عوامل النجاح الحرجة المؤثرة على تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات، والثاني يحتوي على 20 عبارة ويهدف لمعرفة أثر عامل المهارات والكفاءات للموارد البشرية كعامل مساعد في تمكين حوكمة تكنولوجيا المعلومات.

شملت عينة البحث 127 موظف من أربع قطاعات بالمنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، وقد تم تحليل البيانات باستخدام الأساليب الإحصائية الوصفية، إذ توصلت نتائج الدراسة إلى أن أكثر العوامل الحرجة تأثيراً على تطبيق حوكمة تكنولوجيا المعلومات هو عامل "قياس الأداء" يليها "إدارة الموارد" ومن ثم "إدارة المخاطر"، وفي المرتبة الأخيرة "المواءمة الإستراتيجية".

وتوصلت الدراسة أيضاً إلى أن أكثر المراحل تأثيراً في دورة حياة عامل الموارد البشرية كعامل تمكين مساعد للحوكمة هو جزء "التسليم والخدمات والدعم" يليه "الرصد والتحليل والتدقيق، ومن ثم جزء "التقييم والتوجيه والمراقبة" يليها جزء "البناء والاكتساب والتنفيذ"، وأخيراً جزء "المواءمة والتخطيط والتنظيم".

إلى ذلك، أثبتت نتائج الدراسة وجود ارتباطات إيجابية قوية بين جميع عوامل النجاح الحرجة، إذ أظهرت وجود ارتباطات قوية ايجابية بين جميع مراحل دورة حياة عامل تمكين الموارد البشرية. وأوصت الدراسة بضرورة الاهتمام بعوامل النجاح الحرجة، وعامل المهارات والكفاءات للموارد البشرية.