عليك أن تكون صبوراً قنوعاً آملاً متأملاً بأن اللجنة ستجد لك مخرجاً بلجنة يتم التوصية بها للجنة، تبت في لجنة كانت السبب في قيام لجنة، أثارت الموضوع كي يتم التوصل إلى تشكيل لجنة هي المخرج، والتوصية التي تبتّ في السبب وإثارة موضوع التوصل إلى التشكيل، للانتهاء بمخرج يوصي بلجنة، ولأن الأمر جديّ سيتحقق تشكيل لجان تلغي ما قبلها، يكون يوم القيامة قد دنا فلا نشك لحظة أن الله والبشر لا حاجة لهم إلى كل تلك اللجان والعبث!
وفي التصرف الشخصي لا تحضر اللجان لأنه تصرف شخصي! لكن حين يُراد لمواطن أو مواطنة لا يتجاوز وزنه/ وزنها 60 كيلوغراماً وبقدرة وهْم يمكنه/ يمكنها «سدح» 13 و20 من طرف محترف اللجان، لا حاجة لهراء اللجان بوجود كتيبة من الشهود قبل وبعد الحدث، وخصوصاً مصور هوليوود المرافق! وحين يتجاوز رجل تابع لجهة إدمان اللجان على أمة، من العار والخيانة والارتباط بأجندات خارجية التحدث عن تشكيل لجنة؛ استناداً أيضاً إلى قاعدة فقهية تحوّلت إلى أمنية «في الضرورات تباح المحظورات»!
ثم إنه لا توجد طائرات أو أسلحة فتاكة تضع حداً للمخربين والإرهابيين. توجد «تناكر» مليئة بالكريم كراميل وخراطيم تسدح المحتجين بالروب واللبنة وأحياناً بالآيسكريم مزيّناً بـ Penuts، وكل ذلك تؤكده اللجان ويحدث سوء فهم وتهويل بالحديث عن رصاص، وهو في حقيقته الصوت الجهوري لزغاريد أم عبدالعظيم، في خلطها بين زغرودة فرح وطريقتها الخاصة في الشماتة بميسي في أدائه الأخير! وما يثار من شائعات الغاز الذي يفتك بالأرواح أثبتت اللجان أنه غاز كيوي وبطيخ ودهن العود ولكن بمعالجات عضوية!
نعود إلى فوائد تشكيل اللجنة صحياً واقتصادياً واجتماعياً وسياسياً وقانونياً وتكتيكاً. من الجانب الصحي، ستضمن إقامة الضغط والسكّر في دمك كما يقيم انتهازي في بلد وعلى استعداد لتقديم خدماته التي لا سقف لحدودها وانتفاء الضمير فيها. واقتصادياً، ستقدم صورةً للمال الجبان كي يكون شجاعاً، وفي النهاية يتضح أن المال وصاحبه غبيان. واجتماعياً، بإشغال الناس بذلك السحر العجيب الغريب الذي يكون حديث الناس وتوقعاتهم وآمالهم التي بلا شك سترتد عليهم خيبة سيعتادونها مع مرور الزمن وتكرار الكذب! أما سياسياً فحدّث ولا حرج، فلتشرب الضحية من البحر الأسود أو البحر الميت، ولينعم من تشكلت اللجنة بسببه بالبراءة مسبقاً قبل أن يرتد إليه طرْفه، أما قانونياً، فأنصحكم بقراءة «مزرعة الحيوان»! وتكتيكاً ذلك علمه عند الذين اقترحوا ورسموا وخططوا الفكرة الجهنمية للجان كي لا تتم إدانة طرف ولو كان جاراً للجنة وليس بالضرورة من المنتسبين إلى جهات تشكّلها، ليعيش الجميع في «تبات ونبات ويخلّفوا لجان وبنات»!
بالعودة إلى اللجان تم الآتي هذه المرة وبكل جدية وإصرار وترصّد: تم تشكيل لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة من بعدها لجنة لتحقق في ما توصّلت إليه اللجان التي لا يعرف الضحايا ولا الذين أمروا بها كم وصل عددها، بعد أن اخترقت حاجز الصوت والضمير ولم يعد من حل اعتدنا عليه إلا أن تتناسل اللجان كما تتناسل الأرانب، لتأكل الحقل بما فيه!
إقرأ أيضا لـ "جعفر الجمري"العدد 4244 - الأحد 20 أبريل 2014م الموافق 20 جمادى الآخرة 1435هـ