العدد 4243 - السبت 19 أبريل 2014م الموافق 19 جمادى الآخرة 1435هـ

فوزٌ تاريخيٌ كاسح!

قاسم حسين Kassim.Hussain [at] alwasatnews.com

كاتب بحريني

لا يمكن المرور، على حدث تاريخي ضخم، مثل فوز الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، بولاية رئاسية رابعة، مرور الكرام!

فالانتخابات الرئاسية العربية عادةً ما تكون حامية الوطيس، ويتقاتل فيها المترشحون بشراسة، ويسمح لكل منهم بالوصول إلى وسائل الإعلام بصورة حيادية تماماً، ولا تُعرف نتائجها إلا بعد مرور عدة أيام من انتهاء عمليات فرز الأصوات، وليس قبل أن يدلي الناخبون بأصواتهم!

في الانتخابات الرئاسية العربية، لا تُسخّر الإذاعة والتلفزيون والصحف وحتى المجلات الرياضية والفنية، للدعاية للرئيس، ولا يخرج وزير الداخلية ليتلو بيان النتائج وهو يغالب ضحكته، معلناً أن الرئيس فاز بنسبة 82 في المئة، ويتوقف لينظر في وجوه الصحافيين من فوق نظارته، ليرى هل صدّقوه أم لا؟

في الانتخابات العربية، يدخل الرئيس معركة الانتخابات، أمام خمسة مرشحين، فيطيح بهم جميعاً من الجولة الأولى، ولا يحتاج إلى جولة ثانية. ويحصد 82 في المئة ويترك الباقي لهم جميعاً، 18 في المئة من الأصوات، 12 في المئة منها للمرشح الثاني، أما البقية فيحصلون على 1 و2 و3 في المئة!

هذا طبعاً والرئيس ليس في كامل صحته، فهو يعاني من آثار جلطة دماغية سابقة، ويُقاد على كرسي متحرك، فتخيّلوا لو كان معافى ويمشي على رجليه أو يهرول! هل سيحصل منافسوه الخمسة مجتمعين على 5 في المئة؟

طبعاً الرئيس شخصيةٌ وطنيةٌ كبيرة، لها تاريخٌ مجيد، وهو ما يؤهله لحكم الشعب إلى آخر يومٍ في حياته، ولا يحقّ لأحدٍ أن يفكّر بمنافسته أصلاً. وهؤلاء الذين نافسوا بوتفليقة كلهم خونة ومنشقون، ومن المؤكد أنهم عملاء ويطبّقون أجندة خارجية، ويستحقون الإعدام شنقاً!

الرئيس لم يدخل ببرنامج انتخابي، فلا داعي أصلاً لبرنامج انتخابي، وخصوصاً أن لديه برنامجاً طرحه قبل خمسة أعوام، لم يتسع الوقت لتنفيذه بحذافيره، وقد عاهد الله والشعب على تطبيقه هذه المرة بالكامل، والله ولي التوفيق!

الأعجوبة في هذا الحدث التاريخي التي يجب أن ينتبه لها المحللون السياسيون، أن الرئيس لم يقم بأية حملة انتخابية، ولم يحتج إلى نشر لافتات أو طباعة ملصقات، لتوزيعها في شوارع العاصمة والمدن الكبرى، من أجل الدعاية لنفسه ولبرنامجه وسياساته. كما أنه لم يظهر للجماهير ليخطب فيهم لإقناعهم، لعدم وجود حاجةٍ أصلاً لأنهم مقتنعون به من الأساس. كما أنه لم يجرِ أية مقابلة صحافية للترويج لنفسه، كما يفعل الساسة في الغرب أو دول آسيا أو أميركا اللاتينية التي يقولون إنها دول ديمقراطية. فالناس تعرف الرئيس جيداً، وتعرف مسبقاً طريقة تفكيره وسياساته الناجحة دائماً، وهي واثقةٌ تماماً به، ولا تريد أن تستبدله بغيره أو تفكّر، مجرّد تفكير، باختيار سواه من المشبوهين الطامعين بالسلطة.

لقد حقّق الرئيس فوزاً تاريخياً كاسحاً، كسح فيه منافسيه الخمسة وألقى بهم في مزبلة التاريخ! هذا وهو مريضٌ ومقعَدٌ ومن دون حملة انتخابية أو إلقاء خطاب في الجماهير، وإلا لما ترك لمنافسيه الخمسة جميعاً... أكثر من خمسين صوتاً!

فوز تاريخي كاسح، بولاية رئاسية رابعة، لن يكملها هذه المرة إلا والجزائر قد انتقلت إلى مصاف الدول الصناعية الكبرى والديمقراطيات العريقة!

إقرأ أيضا لـ "قاسم حسين"

العدد 4243 - السبت 19 أبريل 2014م الموافق 19 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 25 | 1:05 م

      حلو حلو

      واحد ما يقدر يعبر عن رأيه الا نطوو فيها الفطاحل ينتقدون...... ويش هالحالة يا ولد البصري

    • زائر 24 | 10:26 ص

      يا عبد علي يا بصري

      إذا كنت أصلا عبد علي وبصري، فرحم الله والديك بدون تفلسف..

    • زائر 21 | 6:26 ص

      الله

      الله حدر من الاعراب فى القران لانه يعرفهم ضلام وحبون الكراسى على دماء الابرياء المشتكى ادا الامة ابتليت بالجهل وقاتل الله الجهل والله عجل فرج امامنا ليخلصنه من ضلم الاعراب

    • زائر 18 | 3:06 ص

      الى المخضرم المحلل عبدعلي

      اولا شفيه البحريني مو مالي عيونك انه يثقف الغير ومنهم عميان القلب والبصيره وثانيا ايام الاحتلال البريطاني ماصار في شهداء ؟!! عجل من الي حررنا . اتقارن شعب تعداده بالملايين ويا شعوب الخليج ؟؟! سذاجه فقط لابداء رأي لامعنى له

    • زائر 16 | 2:49 ص

      لن يكملها اي الفتة الئاسية الرابعة الا

      وهو في القبر مات الزعيم الاوحد بوتفليقة

    • زائر 13 | 1:59 ص

      يمكن صفويين؟

      وهؤلاء الذين نافسوا بوتفليقة كلهم خونة ومنشقون، ومن المؤكد أنهم عملاء ويطبّقون أجندة خارجية، ويستحقون الإعدام شنقاً!
      يا أمة ضحكت من جهلها الأمم

    • زائر 12 | 1:51 ص

      ياسيد

      تريد تقول لي ان بوتفليقه ليس هو الانسب ولكن اقول لك هو الانسب والاحسن والافضل لان لو حكم المتشددون اصحاب جهاد المناكحه لغتصبت كل بنات الجزائر ولااصبحت الجزائر ماوى كل ارهابيي العالم الجزائر بالف خير من دون الفكر اظلامي المتخلف دين تورا بورا خوارج العصر الا لعنة الله على الظالمين

    • زائر 26 زائر 12 | 2:26 م

      و أنا أيضاً يا سيد

      أوافق الأخ صاحب التعليق، و أضيف: طبعاً فوز هذا الرئيس العاجز خطأ تاريخي كبير، ولكن فوز هذا الرجل القعيد أفضل بمليون مرة من وصول المتشددين والتكفيريين الذين إبتلي بهم العالم بأسره، و سوّدوا وجوهنا كمسلمين أمام الشرق والغرب

    • زائر 11 | 1:41 ص

      هذا ما قرأته في جريدة الحياة

      بلغت السخرية من فوز الرئيس الجزائري المعتلّ عبد العزيز بوتفليقة ذروتها على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً من مرضه وتصويته على كرسيّ متحرك بعد عامين من الاختفاء كلياً عن الساحة وترك مساعديه يصرّحون عنه.وتركّزت معظم التغريدات الساخرة على تويتر وفيسبوك على ظهور بوتفليقة على كرسي متحّرك بعد غياب سنتين نال عليها لقب "الرئيس الشبح".

    • زائر 8 | 1:13 ص

      عجيب والله ..

      سامحني يا سيد ماقرات الموضوع لكن بغيت احط عنوان للموضوع ( فوز مكسح ومشلول ) خاتون

    • زائر 7 | 1:04 ص

      اعظم الله اجر الجزائريين

      على هالمصاب الجلل والبقية في حياتهم

    • زائر 4 | 11:45 م

      احسنت

      جزاك الله خير بس رفقا بالقوارير الرئاسيه.

    • زائر 3 | 11:36 م

      ((الشعب الجزائرثي خير ))

      انا اعتبر الحياه السياسيه والاقتصاديه للشعب الجزائري هي خير من اكثر بلدان العالم العربي , يعيش الحياه الاجتمايه ويمتلك المنظمات والمؤسسات الاجتماعيه الرسميه ، ويعيش براتب شهري خير من احسن بعض البلدان الغنيه في المنطقه التي ولحد الآن تخلو من الكثير من المؤسسات ؟ ..... الشعب الجزائري الآن هم خير مع بو تفليقه .

    • زائر 15 زائر 3 | 2:48 ص

      عجب كل العجب

      كرسى متحرك وكل اوقاته في المستشفى وقريبا على السرير ويتحدث عن مائة سنه فائته هذا هو العقل العربي الجزائري

    • زائر 2 | 11:28 م

      عبد علي البصري ((ليس انت الذي توعي الشعب الجزائري ))

      ليس الذنب ذنب الرئيس الجزائري , وانما المشكله العظمى , في الهرم المنيع الذي دفع بـ بو تفليق للرئاسه ؟ . والمشكله الاخرى في االاحداث التي عصفت بالجزائر عند فوز عباس مدني الحزب الاسلامي وتدخل الجيش وافشال الانتخابات وما اعقبها من ابشع جرائم القتل والتنكيل وفي شهر الله . الشعب الجزائري ليس بالشعب الذي توعيه انت يا بحريني ؟؟؟ في وقت كان الخليجيون تحت الاحتلال البريطاني لا يدرون ولا يعلمون الى اين هم سائرون ؟! كان الشعب الجزائري يقدم المليون شهيد , تكمله ...

    • زائر 6 زائر 2 | 12:46 ص

      لماذا تناقض نفسك؟

      لماذا تنتقد الكاتب قاسم حسين وتسلب حقه في ابداء رأيه في شأن عربي عام تعاني منه كل الشعوب العربية ثم تقوم حضرتك بطرح رأيك في نفس الموضوع؟

    • ام محمد1971 زائر 2 | 1:26 ص

      عجل انت

      الا تعرف

    • زائر 14 زائر 2 | 2:12 ص

      ليس دفاعا عن احد ولكن

      يا ايها الناصح الامين الاخ عبدعلي البصري الشعب الجزائري وغيرة من الشعوب اصبحت الآن رهن الحكومات وما عادت حرة بسبب القبضات الامنيه , وبلد المليون شهيد التي تتكلم عنها غير مستعدة الآن ان تعيد تاريخ النضال عندما كانت تحت الاحتلال الفرنسي لان السلطات اشترت شعوبها بثمن بخس , فبالله عليك كيف يرضى شعب لة تاريخ في النضال ان يرأسة رجل مريض غير قادر على رعاية نفسه ويريد ان يدير شؤن بلد عدد سكانه 40 مليون نسمه , الا يوجد رجال آخرين اكفاء ام على قلوبهم واعينهم غمامة

    • زائر 17 زائر 2 | 2:54 ص

      إياك أعني,,,,,

      حجي عبد علي,,,,
      كلك مفهومية,,,,,بس هذا الوضع يلخص الكثير,,,,,
      الخوف من القفز ,,,,,مرض عربي عضال ,,,,,سببة كبر السن و الخوف من المخاطرة,,,,,و على قولتهم,,,,,إحنا مش حمل تجارب,,,,,و خلك على مجنونك,,,,,

    • زائر 20 زائر 2 | 4:24 ص

      يااخ عبد علي البصري شكلك مو تارس عيونك البحريني

      (الشعب الجزائري ليس بالشعب الذي توعيه انت يا بحريني ؟؟؟ ) اذا موعاجنك البحريني ليش تتابع جرايدنا روح دورلك جرايد من اللي تترس عيونك .
      وثانيا البحرينين شعب متحضر ومثقف .
      ولمزيد من معلوماتك فان نسبة الامية في البحرين 2.46 % فقط بينما في بلدك 24%.

اقرأ ايضاً