شدد مشاركون في المؤتمر الخليجي الثاني للعمل التطوعي والمؤسسي (جوف2)، على أنه «ينبغي الحرص على إنشاء جمعيات إدارة العمل التطوعي وتطويره وإشراك الشباب بها، والتنوع في وسائل وطرق التحفيز لجذب أكبر عدد من المتطوعين»، وفي الجانب الإعلامي أكدوا أنه من المهم جداً في استقطاب الكوادر التطوعية».
وأضافوا في المؤتمر الذي حظي بمشاركة واسعة من المهتمين، وعقد برعاية وزيرة التنمية الاجتماعية فاطمة البلوشي، في جمعية المهندسين في الجفير أمس السبت (19 أبريل/ نيسان 2014)، تحت عنوان «توظيف تقنية المعلومات والاتصالات في رفع إنتاجية مؤسسات المجتمع التطوعية أن «المنظمات غير الربحية في الخليج تعاني من نقص واضح في الكوادر»، داعين إلى «التحفيز في العمل التطوعي بحاجة دراسات وأبحاث متنوعة».
ومن مركز الأسرة، أفاد محمد الخياط أن «المركز يحوي عدداً من النساء والرجال متطوعون متخصصون في علم النفس والاجتماع والإدارة والتربية والشريعة، كما أن وجود مركز الأسرة متخصص لتدريب وتطوير المهارات في المجال الاجتماعي والمالي، ووجود مراكز متخصصة في توعية وتنمية الأسرة، تواكب كل جديد يرتبط بالعائلة ليستوعبه كثقافة قابلة للتحريك في وسطنا الاجتماعي، تركز على إنجاح العلاقة الزوجية، يعد نقطة ارتكاز وانطلاقة لإقامة مجتمع كريم».
وشرح أن «أهدافنا تتمحور حول توعية أفراد الأسرة بأهمية الكيان الأسري، وإرشاد أفراد الأسرة إلى عوامل السعادة والاستقرار، تبصير المقبلين على الزواج بمتطلبات الحياة الزوجية وإدارة شئون الأسرة، إكساب الأزواج مهارات وفنون التعامل الزوجي، وتذكير الآباء وإطلاعهم على فنون الأساليب التربوية السليمة، وتعليم مهارات الحياة الزوجية والإدارية والاجتماعية والمالية».
وأوضح «يقدم مركز الأسرة سلسلة من الدورات والمحاضرات وورش العمل التي تمثل رحلة الكلمة في عالم الحياة الزوجية الذي يسمح لك بالعبور وصولاً إلى خوض تجربة التعلم واكتساب فن هندسة النجاح في الحياة الزوجية السعيدة».
وعن أهم الأنشطة التي حققها المركز خلال مسيرته، فقال الخياط «بذل القائمون على مركز الأسرة جهوداً حثيثة لزرع الثقة عند الناس بأهمية الاستشارات الأسرية التربوية - إصلاح ذات البين خصوصاً حين التأسيس لم يكن هناك مشروع مماثل له على مستوى المؤسسات الأهلية أو الحكومية في القطيف».
فيما قال ممثل مركز النشاط الاجتماعي بالرميلة بمنطقة الأحساء في المملكة العربية السعودية إن «المركز المذكور مؤسسة اجتماعية شبابية توعوية ثقافية تطوعية تقوم على خدمة المجتمع وتعمل على تنميته ورقيه، ويعتبر الاهتمام بالشباب وبرامج اكتشاف قدراتهم وصقلها وتنميتها أحد أهم أهداف المركز».
وذكر أن «أسباب النجاح، وجود مجلس إداري متجانس، وتحديد قائد، ووضع خطة استراتيجية، ووجود أنشطة مفيدة تبرز مواهب الشباب، وتنمية الكادر بإدراجه في الدورات المنعقدة، والتواجد في المجتمع (الأفراح ، الأحزان، المشاركات الاجتماعية)، واستقطاب الجمهور بالإعلان المكثف من خلال عدة قنوات».
وفي ورقته عن «الدافعية والتحفيز في العمل التطوعي»، أفاد صالح علي اللويمي أن تعريف المنظمة غير الربحية «كل جماعة ذات تنظيم مستمر لمدة معينة أو غير معينة وتتألف من أشخاص طبيعيين أو اعتباريين لتحقيق غرض غير الحصول على ربح مادي، ولا تعتبر جزءاً من الجهاز الإداري للدولة».
وعن الفروق بين المؤسسات غير الربحية والمنظمات الربحية أو الحكومية، فأوضح أن المؤسسات غير الربحية سلوكها يحدد بناء على فائدة المجتمع وتحقيق الرسالة، كما أن السلوك الالتزامي في تقديم الخدمة يستند إما إلى الأعضاء ورغباتهم أو إلى الداعمين وتوجهاتهم، بالإضافة إلى أن العمليات تعتمد على التطوع لكسب الثقة أكبر، كما أن الحوافز والدوافع غالباً غير مادية».
وذكر اللويمي أن «مميزات المؤسسات غير الربحية، أنها تشاركية، وتقدم خدمات شاملة، وتركز على الجودة، بالإضافة إلى سهولة الوصول لها».
وتابع «أما مفهوم العمل التطوعي، فهو التطوع هو ذلك المجهود القائم على مهارة أو خبرة معينة والذي يبذل عن رغبة واختيار بغرض أداء واجب اجتماعي وبدون توقع جزاء مالي بالضرورة».
وعرض إلى دراسة استطلاعية للعمل التطوعي في محافظة الاحساء، قدمها أحمد اللويمي وفريقه في العام 2007، والعينة كانت من 201 مشارك ومشاركة في العمل التطوعي، وخلصت إلى أن 76 في المئة من العينة ترى وجود تسرب من العمل التطوعي، فيما 72 في المئة ترى وجود عزوف عن العمل التطوعي، و33 في المئة تعزو العزوف لضعف التشجيع وقلة الدعم، 45 في المئة ترى العزوف بسبب قلة الوعي، وكانت 58 في المئة من الأنشطة التطوعية دينية، 52 في المئة من الأنشطة خيرية».
وأشارت الدراسة إلى أن «84 في المئة من العينة دافعها اجتماعي و77 في المئة من العينة دافعها ديني، العينة 573 من العاملين والعاملات في المجال الصحي بمحافظة الأحساء، 32 في المئة شاركوا في نشاط توعية صحية مع وزارة الصحة، 18 في المئة شاركوا في خدمات صحية خارج إطار وزارة الصحة، 88 في المئة يرون ضعف الدعم، و67 في المئة يرون ساعات العمل الرسمية معوقاً عن الانخراط في عمل تطوعي، و73 في المئة ترى عدم وجود لوائح تنظم تطوع الكادر الصحي، و75 في المئة ترى ضعف الإعلام في التعريف بالنشاط التطوعي».
وبيّنت دراسة اللويمي أن «التبرعات الدينية تشكل أكبر نسبة للتبرعات في العالم أجمع، فـ50 في المئة من تبرعات الأفراد تذهب لمؤسسات دينية، وقد بلغت نسبة الجمعيات الخيرية الإسلامية في العالم العربي ما يقرب 34 في المئة، وفي مصر بلغت نسبة الجمعيات الخيرية الإسلامية في بعض المحافظات إلى 51 في المئة والمسيحية 9 في المئة».
وذكر أنه «في الولايات المتحدة الأميركية 47 في المئة من المنظمات التي قامت على أساس ديني ويتم إنفاق 45.6 في المئة من التبرعات على الشئون الدينية».
وتطرق اللويمي إلى «نسبة الزيادة في الجمعيات الخيرية في المملكة العربية السعودية، حيث إن أول جمعية مسجلة في مكة المكرمة 1371هـ، فيما بلغ عدد الجمعيات في 2013 في المملكة 624 جمعية، وكان عدد الجمعيات التي تأسست قبل عام 2000م هو 168 جمعية (خلال 40 سنة)».
وأوضح أن «عدد الجمعيات التي تأسست منذ عام 2000م هو 456، وقد تضاعفت الجمعيات بنسبة 271 في المئة خلال 14 سنة، وقد ارتفعت نسبة المنظمات الصحية والاجتماعية والمهنية والفنية».
ولفت إلى أن «المنظمات غير الربحية في الخليج تعاني من نقص واضح في الكوادر، داعياً إلى التحفيز في العمل التطوعي بحاجة دراسات وأبحاث متنوعة».
وشدد على أنه «ينبغي الحرص على إنشاء جمعيات إدارة العمل التطوعي وتطويره وإشراك الشباب بها، ومن الضروري التنوع في وسائل وطرق التحفيز لجذب أكبر عدد من المتطوعين، وفي الجانب الإعلامي مهم جداً في استقطاب الكوادر التطوعية».
أما الأستاذ المساعد بكلية البحرين للمعلمين في جامعة البحرين أسامة مهدي المهدي في ورقته عن التعليم المفتوح أداة لتطوير الذات فذكر أن «المقررات التعليمية المفتوحة هي من أدوات التعلم الحديثة والتي تمكن الأفراد من تطوير مهاراتهم وزيادة معرفتهم في مجالات متعددة، ومن أهم مميزاتها أنها، مجانية ومتاحة للجميع، ومنظمة وذات جودة عالية، وتوفرها جامعات عالمية عريقة، ومتوافرة بصيغ إلكترونية متعددة عبر الإنترنت».
العدد 4243 - السبت 19 أبريل 2014م الموافق 19 جمادى الآخرة 1435هـ