العدد 4240 - الأربعاء 16 أبريل 2014م الموافق 16 جمادى الآخرة 1435هـ

قصيدة «موطني» وصديقتي الفلسطينية «مريم»

جميل أن تكتب أحلامك على قصاصات الورق، لكن الأجمل أن تسعى لتجسد أحلامك فتكون واقعاً... في السابع عشر من شهر أبريل/ نيسان من كل عام يحتفل الفلسطينيون بيوم الأسير الفلسطيني، وبحسب ما قرأت فهم يقومون بذلك منذ 1974.

لي صديقة فلسطينية عندما نلتقي مع بعضنا بعضاً ونتجاذب بيننا أطراف الحديث دائما ما يتردد في خاطري أن أطرح عليها سؤالا، فأتراجع، إذ أخشى أن أجرح مشاعرها... وذات يوم رأيتها في إحدى حصص الفراغ لدينا تتمتم بصوت خفيف وهي ترسم في كراستها علم دولة فلسطين وبجانبها عين تدمع، وتكتب أسفل الصفحة لنا عودة... هنا جاءت الفرصة لأسألها، مريم، أنت لم تولدي هناك لكنك تتمنين العودة؟!... فرفعت رأسها بشموخ وقالت ألم تسمعي قصيدة الشاعر إبراهيم طوقان «موطني»؟!... قلت: لها لا، فقالت إذاً إسمعي، فأخذت بصوتها الجميل والعذب تردد تلك الكلمات:

موطني

الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ في رُباكْ

والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ في هواك

هل أراكْ

سالماً منعَّما وغانماً مكرَّما؟

هل أراكْ في علاكْ تبلغ السِّماكْ؟

موطني

موطني

الشبابُ لن يكلَّ همُّه أن تستقلَّ أو يبيدْ

نستقي من الـردى ولن نكون للعدى كالعبيد

لا نريدْ

ذلَّنا المؤبَّدا وعيشَنا المنكَّدا

لا نريدْ بل نُعيدْ مجدَنا التليدْ

موطني

موطني

الحسامُ واليَراعُ لا الكلامُ والنزاعُ رمزُنا

مجدُنا وعهدُنا وواجبٌ إلى الوَفا يهزّنا

عزُّنا

غايةٌ تُشرِّفُ ورايةٌ تُرفرفُ

يا هَناكْ في عُلاكْ قاهراً عِداكْ

موطني

وما أن انتهت حتى علا صوت التصفيق الحار، تكريماً لها لفخرها ببلدها على رغم بعدها... أدركت حينها أن صديقتي مريم تعيش حلماً جميلاً في مخيلتها تسعى ليتحقق يوما... لمريم وإخوتنا في فلسطين ندعو الله أن تعود فلسطين ويعود لكم الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ في رُباها.

سماء حسين سلمان

(15 عاماً)

العدد 4240 - الأربعاء 16 أبريل 2014م الموافق 16 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً