عُرِف الخليج العربي منذ سنوات على أنه الواجهة للعبة كرة اليد في غرب آسيا، كما هو معروف بأن كوريا الجنوبية واليابان هي الواجهة في شرق آسيا. البحرين والكويت والسعودية وقطر هي الدول الخليجية التي قدمت نفسها منذ سنوات على أنها الواجهة والمنافسة لمنتخبات شرق القارة على البطولات على مستوى الرجال للأندية والمنتخبات، تلك المنتخبات هي السباقة للوصول لنهائيات كأس العالم على مستوى كافة الفئات.
هناك فوارق ومفارقات ومعطيات مختلفة لبروز هذه الدول على مستوى القارة، هناك دولة كقطر وضعت لعبة كرة اليد كأولوية وإحدى الواجهات الرياضية الهامة مما أدى لتغيير جذري فيها على مستوى الدعم المقدم من الدولة، أما بقية الدول ممثلة في الكويت والسعودية فمعدل التطور بطيء جدا إذ لازالت الصعوبات موجودة بالذات في السعودية، وبالنسبة للبحرين فهي لازالت تحبو.
الأرقام والحقائق تثبت بأن لاعب كرة اليد في البحرين من بين اللاعبين في المنتخبات الخليجية الأخرى التي تعتبر واجهة غرب آسيا هو الأسوأ حالا (كيف؟)، إذا وضعت الأندية في الدول الأربعة تحت المجهر سنجد أن هناك فرقا رئيسيا بين البحرين مع السعودية في جانب والكويت مع قطر في جانب آخر، وهو نوعية ومكانة وحجم الأندية التي يمارس فيها اللعبة.
في قطر، الأندية التي يمارس فيها اللعبة وتعتبر الأندية المنافسة هي لخويا والجيش والقيادة والريان والسد والغرافة والعربي وهم من أكبر الأندية موازنة. وفي الكويت، هناك الكويت والقادسية والعربي والقرين وهم من أكبر الأندية موازنة بخلاف أن كل لاعب مسجل في أي ناد هناك يحصل على مبلغ يصل لـ 400 دينار كويتي (ما يعادل 500 دينار بحريني أو أكثر).
هناك عامل مشترك بين كرة اليد في البحرين والسعودية، وهو أن اللعبة في المملكتين تتركز في الأندية الفقيرة بشكل أكبر، ففي السعودية توجد في المنطقة الشرقية بالدرجة الأولى بالإضافة إلى النادي الأهلي ونادي الوحدة من المنطقة الغربية، وكل أندية الشرقية معروفة بأنها «أندية قرى» وفقيرة ماديا، وفي البحرين تتركز فيما يعرف بـ «أندية القرى» في كل المحافظات عدا الجنوبية، وكلها أندية فقيرة ماليا عدا الأهلي والنجمة اللذان يعتبران من أندية الوسط كقدرة مالية بشكل عام، في المحصلة كرة اليد في هذين البلدين غائبة عن الأندية الغنية – إن صح التعبير-.
الواقع يثبت بأن لاعب كرة اليد في البحرين يعاني من أقسى الظروف مقارنة بلاعب كرة اليد في قطر أو الكويت والسعودية، نترك قطر والكويت بعد أن أثبتنا بأنها تغرد خارج السرب، ونضع المقارنة مع السعودية، اللاعب هناك يلعب في أندية فقيرة (نعم) إلا أن السواد الأعظم من لاعبي الأندية موظفون في السلك العسكري لأنهم لاعبون، بالتالي لاعب كرة اليد في السعودية كان دوليا أو غير ذلك يعيش حالة من الاستقرار الاجتماعي والأسري رغم أنه لا مردود مرض يحصل عليه من ناديه.
في البحرين، اللاعبون الدوليون لا يعيشون الاستقرار الاجتماعي والأسري، أكثر من 60 في المئة من المنتخب الحالي عاطل عن العمل، وهم يمثلون أعمدة المنتخب ومستقبله للسنوات المقبلة. ما المانع أن يكون اللاعب البحريني في مستوى أقل لاعب كرة يد خليجي؟ ولم يعجز المسئولون عن توظيفهم؟ ما المشكلة؟ وإلى متى سيبقى الحال على ما هو عليه؟ وهل ينتظر المسئولين ردة فعل سلبية من اللاعبين بتركهم اللعب من أجل العمل في أي وظيفة وأي قطاع لتأمين قوت يومهم؟
الخلاصة، واقع اللعبة بحاجة إلى تغيير، اللجنة الأولمبية البحرينية تدفع للتعاقد مع مدربين برواتب أكثر من السابق، الهيكل التنظيمي للاتحاد حاله حال الاتحادات الأخرى تطور، كما أن نوعية المعسكرات المقدمة أفضل، تبقى أن تحل مشكلة اللاعبين العاطلين في المنتخب الوطني في أسرع وقت ممكن، وهو أدنى شيء يقدم لهم تقديرا لإنجازاتهم وقبل ذلك تعزيزا لمكانتهم كرياضيين منجزين.
آخر السطور
كتب عدد من الزملاء خلال الأسبوع الجاري عن تأخر تكريم المنتخب الوطني لكرة اليد، خلال نقاش مع مجموعة من منتسبي اللعبة، أحدهم قال «اللاعبون لا يسألون عن مكافأة التأهل، لا يريدونها، يريدون تأمين مستقبلهم فقط، وعدوهم بعد تصفيات بيروت منذ 4 سنوات ولم يتحقق أي شيء».
إقرأ أيضا لـ " محمد أمان"العدد 4241 - الخميس 17 أبريل 2014م الموافق 17 جمادى الآخرة 1435هـ
اترك عنك اشوي
المواطن بروحة دايخ مو قادر يعيش قاعد تتكلم عن لاعب او رياضه اللاعب مواطن ينطبق عليه كل الظروف اشلون تبغي اللاعب في ضل هذا الوضع المزري في البلد يكون على راسه ريشه ناس تاكل اعيالها دايخه وانت جنك عايش في كوكب اخر خوي
حبيبي ولد امان
واصل كتابه وما عليك من الناس اللي ما تفهم شي المواطن اللي مو قادر ياكل يتكلمون عنه في الاعمده السياسه هاني الفردان وقاسم حسين مو مقصرين وبالنسبه حق اللاعب اللي مو قادر ياكل يكتبون عنه في الاعمده الرياضية وهذا عمود رياضي مع احترامي لك
حقيقة مره !!!!
في البحرين، اللاعبون الدوليون لا يعيشون الاستقرار الاجتماعي والأسري، أكثر من 60 في المئة من المنتخب الحالي عاطل عن العمل، وهم يمثلون أعمدة المنتخب ومستقبله للسنوات المقبلة. ما المانع أن يكون اللاعب البحريني في مستوى أقل لاعب كرة يد خليجي؟ ولم يعجز المسئولون عن توظيفهم؟ ما المشكلة؟ وإلى متى سيبقى الحال على ما هو عليه؟ وهل ينتظر المسئولين ردة فعل سلبية من اللاعبين بتركهم اللعب من أجل العمل في أي وظيفة وأي قطاع لتأمين قوت يومهم؟
اشكرك من كل قلبي لطرحك هذه المشكلة التي فتحت جرح غائر .