في نمط حياتنا الحديثة نجد انفسنا نحبس معظم الرغبات والغرائز الطبيعية للجسد، على سبيل المثال، أحياناً نقمع الرغبة في العطس عند الجلوس في الاجتماع، والرغبة في تناول الطعام عندما تكون منشغلا مع العمل، والرغبة بالتبول أثناء مشاهدة عرض فيلم سينمائي أو برنامجك المفضل على شاشة التلفزيون، أو الرغبة في التثاؤب في الأماكن العامة. هذه غرائز طبيعية، اذا تم كتمها يمكن ان تسبب مشاكل صحية ونفسية.

وفقاً لنصوص الايورفيدا التاريخية، حبس الغرائز الطبيعية قد يؤدي الى العديد من الامراض. سواء كان ذلك كتم العطس أو التـثاؤب أو قمع الرغبة في النوم أو حتى الرغبة في البكاء، فالجسم البشري يتكون من نظام معقد لديه العديد من الطرق لتحقيق التوازن والتخلص من المواد الضارة. هناك غرائز ورغبات تظهر بشكل طبيعي من اجل ان يتخلص الجسم من السموم، يجب عدم حبسها.

وفيما يلي وصف الاضطرابات والمضاعفات الناجمة عن كتم الرغبات والغرائز الطبيعية:

- العطس: الاستمرار في كتم العطس قد يسبب الصداع، تصلب الرقبة، الدوار، عدم وضوح الرؤية. وعلى المدى البعيد قد يخل التوازن أو بشكل أخطر قد يسبب شللا في الوجه.

ـ السعال: قمع الرغبة في السعال يخلق المزيد من السعال ويؤدي إلى تفاقم المشكلة. والاستمرار على هذه العادة يمكن ان يؤدي الى العديد من الآلام في الجهاز التنفسي مثل الربو والسل واضطرابات اخرى مثل فقدان الشهية وامراض القلب.

- البكاء: نحن جميعا نحاول السيطرة على ذرف الدموع وحبسها، نميل الى التفكير الخاطئ بأن الشجاعة والقوة تكمن في إخفاء العاطفة والمشاعر. كتم الدموع مراراً وتكراراً قد يؤدي الى مشاكل صحية خطيرة على النحو التالي... الصرع، امراض العين والحساسية، الصداع المزمن، احتقان الانف المزمن، الإرهاق، فقدان الشهية، آلام وحرقة في البطن، تشنج في العضلات. الدموع كتلة مشاعر قد يؤدي كبتها ايضا الى القلق والاكتئاب.

- التثاؤب: حبس التثاؤب يجعلك عرضة لأمراض مثل الصداع المزمن، تصلب في عضلات الرقبة، الدوخة وعدم وضوح الرؤية.

- الرغبة في تناول الطعام: مزايا الصيام عديدة فمن الحكمة ان تكون قادرا على التفريق بين الجوع الكاذب والجوع الحقيقي. تجويع الجسم المستمر من خلال تجاهل مطالبته للغذاء تكراراً ضار للصحة واللياقة البدنية وقد يسبب فقدان الشهية، الدوار والدوخة، آلام في الجسم، الاكتئاب، عدم القدرة على التركيز وانخفاض القدرات العقلية.

- الرغبة في شرب الماء: إهمال شرب الماء عند الشعور بالعطش يسبب الجفاف والتعب وآلام المثانة وآلام أسفل الظهر والصداع واذا استمر الحال قد يسبب الاغماء والصمم وامراض القلب.

ـ التجشؤ: السيطرة على هذه الرغبة على المدى البعيد قد يسبب آلاما في الصدر وفقدان الشهية والارياح والرعاش ويكون عقبات في أداء القلب والرئتين.

- التبول: عدم الاكتراث للحاجة الملحة في التبول يسبب الحصيات وآلاما في أسفل البطن واسفل الظهر والمثانة، وعسر التبول والتهابات في الاعضاء التناسلية وانتفاخ اسفل البطن.

- البراز: كبح هذه الرغبة يسبب المضاعفات التالية... المغص والامساك، والصداع وانتفاخ البطن، كذلك يضعف القولون والجهاز الهضمي وتشنجات العضلات.

- القيء: الامراض الناجمة عن كبح الرغبة في التقيؤ هي الغثيان وفقدان الشهية وفقر الدم والحمى والامراض الجلدية والسواد حول العين.

- الغازات: كبح الرغبة في اخراج الارياح يسبب اضطرابات في الجهاز العصبي والهضمي والامساك وصعوبة التبول، وآلاما وانتفاخا في البطن، ويتم امتصاص نفايات الغازات في نخاع العظام، ما يسبب تهييج الاعصاب والتهاب المفاصل أو الروماتزم.

- السائل المنوي: على رغم ان علوم الايورفيدا تنصح بالحفاظ على السائل المنوي وعدم اهداره لكونه جزءا حيويا من الجهاز التناسلي، كذلك لا تنصح بالحبس بقوة فذلك يسبب مشاكل في المسالك البولية ويضعف الجهاز التناسلي ويسبب الآلام وصعوبة في التبول وتورم البروستات والارق والشعور بالضيق والتشويش وآلام في القلب.

- النوم: تأخير النوم هو جزء من نمط حياتنا اليوم وهذا ما يؤدي الى الشعور بالضيق وعدم وجود الحماس والخمول كما هو منتشر في مجتمعاتنا. وكذلك يسبب التثاؤب والارق والتعب والصداع وثقلا في العينين والرأس والسواد اسفل العين واضطرابات الجهاز الهضمي.

-التنفس الثقيل: اعني بذلك الرغبة في التنفس السريع الذي يتبع التمرين أو المشي السريع. قمع هذه الرغبة قد يؤدي الى السعال والربو وامراض القلب واضطرابات الجهاز التنفسي والاغماء.

هذه الرغبات لا ينبغي لأحد ان يقمعها، ومن يرغب في الصحة والسعادة يجب ان يسيطر على الغرائز والرغبات النابعة من العقل مثل الجشع والحسد والكراهية والغيرة والحب (الرغبة) والسيطرة على الحواس. ولذك فإن الرسالة هي ليست الحث على التجاوب مع جميع الرغبات والغرائز، بل فقط المذكورة أعلاه التي تتعلق بالاحتياجات الجسدية.