أنطق مجموعة من الشباب المصابين بإعاقات نتيجة حوادث خطرة، بالفرشاة والألوان لوحاتهم الفنية بقصص الإرادة التي تحدّت الإعاقة، ليسطروا قصص إنجاز أثارت إعجاب الحضور في معرض «نقطة تحوّل».
وجاءت بين تفاصيل تلك اللوحات، حكايات وحكايات... هي ليست نادرة في هذا العصر، ولكنها مع مأساويتها، تحمل الكثير من الأمل والإمداد بالطموح والإقدام، حتى أن لوحات المعرض الذي أقيم يومي الجمعة والسبت (11 - 12 أبريل/ نيسان 2014) في جزر أمواج (منطقة اللاغون)، استوقفت الكثير من الناس ليعبروا بمزيج من المشاعر أمام اللوحات وأصحابها.
ونال المعرض الذي نظمته مبادرة «نسيم» التابعة لجمعية ملتقى الشباب البحريني إعجاب المواطنين والمقيمين الذين توافدوا على المعرض، وهو ما أعاد تأكيد فكرة نقل المعرض إلى المحافظات الأخرى، وقد سلطت اللوحات والأعمال الفنية على قضية الإعاقة من جراء حوادث عارضة، وعكست لوحات المعرض قصصاً حقيقية لعشرين شخصاً تعرضوا لحوادث خطيرة سببت لهم إعاقة جسدية وشكلت لهم نقطة تحول كبيرة في حياتهم، ولكنهم استطاعوا أن يواصلوا حياتهم ويحققوا إنجازات مهمة بقوة إرادتهم، كما وتم عرض مجموعة من الأفلام القصيرة التي تصب في نفس الموضوع.
وأبدى الزوار إعاجابهم بفكرة المعرض والأعمال الفنية المعروضة ودوّن الحضور انطباعاتهم في الأوتوغراف الخاص بالمعرض، وقد تواجد بالمعرض مجموعة من حالات نسيم ممن تعرضوا للإعاقة جراء حوادث من ضمنهم من البحرين محمد حسن المصاب بشلل رباعي جراء حادث مزاح حصل له بفرضة البحر، وإيمان خالد المصابة بشلل نصفي جراء حادث انفجار الأردن العام 2005، إضافة إلى خمس أشخاص آخرين.
ومن المملكة العربية السعودية حضر اثنان من حالات نسيم وهم خالد عبيد المصاب بشلل في الرجل اليمنى جراء حادث سيارة، وعشق العتيبي المصاب بشلل نصفي جراء مرض وراثي نادر طرأ له في سن الشباب. وقد تمكن زوار المعرض من التعرف على شخصيات حالات نسيم عن كثب وتقديم الدعم المعنوي لهم.
وفي شأن نجاح المعرض، أكدت رئيسة المبادرة إيناس الفردان أن هناك توجهاً لنقل المعرض لجميع محافظات البحرين، حيث إن الحفل الافتتاحي لمعرض «نقطة تحول»، الذي أقيم تحت رعاية وزيرة التنمية الاجتماعية في الأول من مارس/ آذار الماضي 2014 بفندق الخليج قد لاقى نجاحاً باهراً، وأن نقل المعرض لمواقع حيوية في البحرين من شأنه نشر الرسائل المرجوة لأكبر شريحة ممكنة في المجتمع البحريني، موضحةً أن المعرض يهدف إلى توعية المجتمع إلى معاناة هذه الفئة والصعوبات التي تواجهها في حين لا تتلقى الدعم المادي والمعنوي الكافي، علاوةً على إيصال رسالة تشجيع لباقي مكونات المجتمع لإظهار التعاون والدعم المطلوب لهذه الشريحة المهمة من المجتمع.
ومع إسدال الستار على معرض «نقطة تحول»، لا تزال هناك الكثير من الحكايات التي تستحق تدوين عبارات الإعجاب لأناس لم يركنوا إلى اليأس رغم أشد الظروف.
العدد 4240 - الأربعاء 16 أبريل 2014م الموافق 16 جمادى الآخرة 1435هـ
