العدد 4239 - الثلثاء 15 أبريل 2014م الموافق 15 جمادى الآخرة 1435هـ

روسيا تحذر من «حرب أهلية» في أوكرانيا

مبنى محترق في ساحة الاستقلال في كييف - REUTERS
مبنى محترق في ساحة الاستقلال في كييف - REUTERS

حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف أمس الثلثاء (15 أبريل / نيسان 2014) من أن أوكرانيا على شفير حرب أهلية بعد أن أمر قادة كييف عدداً من الجنود والدبابات بالتوجه نحو مدينة سلافيانسك الشرقية لإجبار المتمردين الموالين إلى روسيا على إلقاء أسلحتهم.

ويأتي إرسال 20 دبابة وحاملة جنود مدرعة إلى المنطقة الشرقية كأقوى رد فعل تقوم به الحكومة الأوكرانية المدعومة من الغرب على الهجمات التي يشنها مسلحون موالون إلى الكرملين واحتلالهم مباني حكومية في نحو 10 مدن في المناطق الشرقية.

ونصبت القوات الأوكرانية الحواجز الإسمنتية وبدأت في تفتيش السيارات المتوجهة إلى سلافيانسك، المدينة الصناعية التي تعاني من أزمة اقتصادية ويبلغ عدد سكانها 100 ألف شخص والخاضعة فعليّاً لسيطرة المسلحين المتمردين منذ السبت.

وقال الجنرال فاسيل كروتوف من جهاز الأمن الأوكراني لمجموعة من الصحافيين الذين رصدوا حركة الدبابات المفاجئة «نحذرهم، إنهم إذا لم يلقوا أسلحتهم فسندمرهم».

وأكد أن المسلحين حصلوا على تعزيزات من مئات الجنود من الجيش الروسي.

وطلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس من الأمم المتحدة أن «تدين بوضوح» الأعمال «غير الدستورية» التي تقوم بها كييف، وذلك بعدما حذر رئيس الوزراء الروسي ديمتري مدفيديف من أن أوكرانيا «على شفير حرب أهلية».

من جانبه، اعتبر البيت الأبيض أمس أن السلطات الأوكرانية الموالية إلى أوروبا تواجه وضعاً «غير مستقر» في مواجهة المتمردين، معلناً أن الولايات المتحدة تنسق مع حلفائها الأوروبيين لفرض مزيد من العقوبات على موسكو.

وسبق التحول السريع للأحداث على الأرض محادثة هاتفية في وقت متأخر من الإثنين بين بوتين ونظيره الأميركي باراك أوباما بشأن أوكرانيا وصفت بأنها «صريحة ومباشرة»، إلا أن المكالمة لم تثمر التوصل إلى انفراج.

وواصل بوتين رفضه أية علاقة لروسيا بالمسلحين الذين يتحدثون الروسية، وأعلنوا إقامة جمهوريتهم المستقلة والذين دعوا بوتين إلى إرسال نحو 40 ألف جندي روسي يتمركزون الآن على طول الحدود مع أوكرانيا.

وفاقم من أسوأ أزمة بين الشرق والغرب منذ الحرب الباردة تحليق طائرات حربية روسية فوق مدمرة أميركية في البحر الأسود وزيارة مدير الوكالة الدولية للاستخبارات الأميركية (سي اي ايه) جون برينان لكييف والتي أكدها البيت الأبيض وانتقدتها موسكو.

ويسعى قادة كييف الانتقاليون جاهدين إلى مواجهة التحدي الذي خلقته سلسلة الغارات المنسقة التي بدأت في المراكز الصناعية دونتسك ولوغانسك وانتشرت الى بلدات وقرى مجاورة تشتهر بمناجم الفحم فيها.

وقد تؤدي الحركة الانفصالية إضافة إلى خطاب روسيا المتشدد إلى تشرذم البلد مترامي الأطراف البالغ عدد سكانه 46 مليوناً على أساس الانقسام التاريخي الروسي الأوكراني.

وقد يؤدي أي رد فعل عسكري عنيف من كييف إلى ضربة مدمرة من القوات الروسية التي تنتظر التحرك بعد أن وعد بوتين «بحماية» المتحدثين باللغة الروسية في الدولة المجاورة.

وقال رئيس أوكرانيا الانتقالي اولكسندر تورشينوف في جلسة للبرلمان إن البلاد تواجه عدوّاً شرقيّاً وليس اضطرابات داخلية. وأضاف «يريدون إشعال النار ليس فقط في منطقة دونتسك ولكن في الجنوب والشرق بأكملهما - من خاركيف إلى منطقة اوديسا».

من ناحية أخرى قالت روسيا أمس إن أي عقوبات جديدة تفرضها الدول الغربية عليها بسبب الأزمة الأوكرانية ستفشل، وذلك بعد أن وسع الاتحاد الأوروبي قائمة الأشخاص الذين تفرض عليهم تجميداً للأرصدة وحظراً للتأشيرات.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان: «نعلن مرة أخرى أن أي عقوبات تفرض على روسيا لن يكون لها مبرر وأثرها سيكون عكسيّاً».

وأضاف البيان «بدلاً من تخويفنا بمجموعة جديدة من العقوبات، يجب على الاتحاد الأوروبي أن يركز على البحث المشترك عن حل للأزمة الأوكرانية الداخلية».

العدد 4239 - الثلثاء 15 أبريل 2014م الموافق 15 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً