العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ

القوات النظامية السورية تدخل حمص القديمة وتواصل سيطرتها على القلمون

تنفذ القوات النظامية السورية الثلثاء (15 أبريل / نيسان 2014) عملية عسكرية ضد الاحياء المحاصرة في مدينة حمص، آخر معاقل المعارضة المناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد في ما عرف ب"عاصمة الثورة" في بداية الازمة المستمرة منذ ثلاث سنوات.

ويأتي ذلك بعد هدنة استمرت اسابيع في شباط/فبراير بموجب اتفاق بين السلطات ومقاتلي المعارضة باشراف الامم المتحدة، تم خلالها اجلاء اكثر من 1400 مدني وادخال مواد غذائية ومساعدات.

وذكر التلفزيون الرسمي السوري ان "وحدات من الجيش العربي السوري بالتعاون مع جيش الدفاع الوطني حققت نجاحات مهمة في حمص القديمة"، مشيرا الى انها "تتقدم باتجاهات (احياء) جورة الشياح والحميدية وباب هود ووادي السايح" المحيطة بحمص القديمة.

وتشكل هذه الاحياء مع حمص القديمة مساحة لا تتجاوز الاربعة كيلومترات مربعة تحاصرها القوات النظامية منذ حوالى السنتين، وهي تفتقر الى ادنى المستلزمات الحياتية.

واكد مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان "العملية العسكرية بدات امس بعد استقدام قوات النظام تعزيزات من جيش الدفاع الوطني".

واضاف ان القوات النظامية "تمكنت من السيطرة على كتل من الابنية" لجهة جورة الشياح، لافتا الى ان "هذا التقدم لا قيمة عسكرية له بعد" في المنطقة التي ما يزال يتواجد فيها حوالى 1200 مقاتل بالاضافة الى 180 مدنيا بينهم ستون ناشطا.

واشار ناشط يقدم نفسه باسم ابو بلال موجود داخل هذه الاحياء لفرانس برس عبر الانترنت الى انها "المرة الاولى التي يتقدم النظام فيها في مدينة حمص منذ السيطرة على حي الخالدية في صيف 2013".

وشكلت حمص نقطة اساسية للاحتجاجات المناهضة للنظام التي اندلعت منتصف آذار/مارس 2011، وتعرضت لحملة قمع شديدة ما لبثت ان تطورت الى مواجهة عسكرية مع تحول الحراك السلمي الى نزاع دام اعتبارا من ايلول/سبتمبر 2011.

وكان اشد هذه العمليات في حي بابا عمرو الذي استعاده النظام في شباط/فبراير 2012 بعد معارك طاحنة وقصف عنيف اوقع مئات القتلى.

وشكل موضوع الاحياء المحاصرة بندا رئيسيا على جدول مفاوضات جنيف-2 بين وفدي النظام والمعارضة سعيا لفك الحصار. لكن التفاوض لم يثمر اكثر من الهدنة الهشة التي انتهت سريعا من دون ان ينتهي الحصار.

على جبهة اخرى، واصلت القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني تقدمها في منطقة القلمون الاستراتيجية بعد سيطرتها الاثنين على بلدة معلولا وعدد من التلال المجاورة.

ونقل التلفزيون السوري الرسمي الثلثاء عن مصدر عسكري ان "وحدات من الجيش والقوات المسلحة اعادت الامن والاستقرار الى بلدة عسال الورد" في القلمون الملاصقة لمعلولا والواقعة على بعد 55 كلم شمال دمشق.

وكان مصدر امني سوري ذكر الاثنين لفرانس برس ان "الارهاب انهار في القلمون"، في اشارة الى مجموعات المعارضة المسلحة، بينما ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان القلمون "باتت بشكل شبه كامل تحت سيطرة قوات النظام وحزب الله".

الا ان المرصد اشار الى استمرار وجود جيوب للمعارضة المسلحة في نقاط محددة في القلمون وقرب الحدود مع لبنان، بالاضافة الى نقطة تجمع كبيرة في الزبداني في جنوب القلمون.

وتشكل القلمون التي بدات المعركة فيها في نهاية السنة الفائتة، صلة وصل بين دمشق ومحافظة حمص في وسط البلاد، ويعتبر هذا الامتداد الجغرافي حيويا بالنسبة الى النظام، على صعيد الامدادات والسيطرة السياسية.

كما ان سيطرة النظام على القلمون من شانها ان تحرم المعارضة في ريف دمشق من قاعدة خلفية مهمة.

وفي العاصمة السورية التي تشهد منذ فترة عودة لسقوط قذائف الهاون التي مصدرها اجمالا مواقع لمقاتلي المعارضة قرب دمشق، قتل طفل واصيب اكثر من اربعين آخرين بجروح الثلاثاء في سقوط قذائف.

من جهة اخرى، صرح مصدر في المعارضة السورية المسلحة لوكالة فرانس برس الثلثاء ان مسلحي المعارضة حصلوا للمرة الاولى على 20 صاروخا اميركي الصنع من طراز لاو المضاد للدبابات من "جهة غربية".

واضاف المصدر ان المعارضة تلقت وعدا بامدادها بمزيد من الصواريخ في حال استخدمت "بطريقة فعالة"، مضيفا ان هذه الصواريخ استخدمت حتى الان في مناطق ادلب وحلب واللاذقية شمال سوريا.

سياسيا، ذكرت صحيفة "الوطن" السورية المقربة من السلطات ان رئيس مجلس الشعب في سوريا سيحدد الاسبوع المقبل موعدا للانتخابات الرئاسية التي يفترض اجراؤها بحلول نهاية حزيران/يونيو.

ويتيح القانون الجديد الذي ستجرى على اساسه الانتخابات للمرة الاولى منذ عقود، اجراء انتخابات تعددية، لكنه يغلق الباب عمليا على ترشح معارضين مقيمين في الخارج، اذ يشترط ان يكون المرشح قد اقام في سوريا لمدة متواصلة خلال الاعوام العشرة الماضية.

ودعت السعودية الثلثاء على لسان وزير خارجيتها سعود الفيصل، الاسرة الدولية الى اتخاذ "اجراء حازم" ضد النظام السوري بعد قرار دمشق تنظيم انتخابات رئاسية وانباء عن استخدامه غازات سامة ضد المدنيين، في اشارة الى التقارير الواردة قبل ايام حول استهداف بلدة كفرزيتا في ريف حماة (وسط) بقصف تضمن غاز الكلور.

ولم يعلن الرئيس السوري بشار الاسد ترشحه رسميا بعد الى الانتخابات، الا انه قال لوكالة فرانس برس في كانون الثاني/يناير ان فرص قيامه بذلك "كبيرة".

وتسلم بشار الاسد الحكم في 17 تموز/يوليو 2000 بعد وفاة والده حافظ الاسد الذي حكم البلاد قرابة ثلاثة عقود. واعيد انتخابه في العام 2007 لولاية ثانية من سبع سنوات. وتطالب المعارضة بتنحيه.

وقتل في سوريا خلال ثلاث سنوات من النزاع اكثر من 150 الف شخص، بحسب المرصد السوري الذي يقول انه يعتمد على شبكة واسعة من المندوبين والمصادر الطبية في كل سوريا.





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً