تشبه جولات الحوار السياسي في مملكة دلمون السعيدة الباب الدوار الذي يستخدم في الفنادق، حيث يمكن للداخل إلى الفندق عبر الباب الدوار أن يواصل سيره في غفلة ليجد نفسه خارج الفندق مرةً أخرى!
ففي كل جولة من جولات الحوار العجيبة، ولا أدري لماذا تسمى حواراً وليس مفاوضات، لأن الحوار أقرب إلى المناظرة الكلامية وليس المساومة للتوصل إلى تسوية معينة. تكون البداية مشجعةً وواعدةً، وتدريجياً تتحوّل إما إلى حوار طرشان، أو تتقطع في المواعيد، أو يتغير المحاور الحكومي، ليعاود الأطراف الفتور، ويتلاشى الحوار دون إعلان وفاة.
كلنا يعرف مصير أربع جولات حوار، الأولى في حمأة الأحداث في مارس/ آذار 2011، والثاني في يونيو/ حزيران 2012، والثالث في العام 2013، والأخير بدءًا بيناير/ كانون الثاني 2014، والذي انتهى كسابقيه بالتلاشي دون إعلان وفاه أو حداد.
أعتقد أنه وفي ضوء أربع جولات فاشلة من الحوار، يتوجب إعادة النظر جذرياً في العملية برمتها، وأمامنا تجارب ناجحة كحالة أيرلندا الشمالية، وفاشلة كحالة لبنان. بادئ ذي بدء، يتوجب تسمية الأمور بمسمياتها، وهو أنها عملية تفاوض وليست حواراً، فالحوار مفتوح للقضايا والنقاش دون أن يؤدي بالضرورة لأية نتيجة، أما التفاوض فهو عملية مساومة يمكن أن تؤدي من خلال التنازلات المتبادلة إلى تسوية للقضايا المتنازع أو المختلف عليها.
أما القضية الثانية المهمة فهي أن المعني بالتفاوض أساساً هو النظام الذي يدير الدولة ويتحكم بالسلطة والثروة، ولذا فهو المعني بإحداث تغييرات في بنية الدولة واستراتيجيتها وسياساتها وشخوصها، من أجل تصحيح وضع مختل. ولذا فالتفاوض يجب أن يتم مع النظام من قبل الأطراف الناقدة للأمر الواقع وهي بالأساس المعارضة، وليس معقولاً أن تكون الدولة وسيطاً كما يطرح في عملية الحوارات الفاشلة، فليست العملية خصاماً طائفياً أو نزاعاً قبلياً لتقوم الدولة بدور الوسيط أو المصلح!
أما الشرط الثالث للنجاح فهو امتلاك الإرادة السياسية الواضحة من قبل طرفي التفاوض بتقديم التنازلات المطلوبة، وإحداث التغييرات المطلوبة بنيوياً وتشريعياً وسياسياً للانتقال من وضع إلى وضع، وهو ما لم يتحقق في جولات الحوار الأربع الفاشلة، حيث عايشنا التسويف والمماطلة واللف والدوران.
أما الشرط الرابع فهو أن يكون التفاوض محكوماً بإطار واضح، وهو الإقرار بخطل الوضع الراهن وضرورة الانتقال إلى وضع آخر متصوّر من قبل الأطراف المعنية. وأن يكون محكوماً بجدول أعمال واضح، وفترة زمنية تقريبية، وآلية للتنفيذ وضمانات للتنفيذ. ومن خلال جولات الحوار الأخيرتين فقد استنفد الحوار وهو يبحث في جدول الأعمال دون الاتفاق حتى على مجرد إقراره، فما بالك بالبنود الأخرى!
وأمام الإحباط من جولات الحوار التي تشبه الأبواب الدوّارة، والتي تدوخ المواطن وتصيبه بالإحباط، فعلينا أن نهوّن عن أنفسنا قليلاً، فهذه الحوارات ليست هي نهاية العالم، فالحياة مستمرة، والنضال من أجل التغيير للأفضل مستمر، مستعيدين أغنية المطربة المصرية شريفة فاضل، فهي أفضل من عبّر عن عبثية مسلسل حواراتنا.
ما بلاش حاوريني يا كيكه
ما بلاش لف ودوران
يا ما لك في الحب ضحايا
الكل منك غيران
بيقولو أنك بتألف
في الليلة سبع غنوات
والغنوه الواحده بحالها
تلحنها سبع مرات!
ويتذكر القراء قصة الرجل والمرأة «دإحنا بنتناقش»... والله من وراء القصد.
إقرأ أيضا لـ "عبدالنبي العكري"العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ
ياسيدى
سياتى اليوم الى اتخلى الحكومة تخضع لمطالب الشعب وقالها الشعب لن نركع الى لله وسنحقق المراد بس صبرا يا شعبى الله مع المظلومين
تحية
تحية للكاتب ع طول نظاله الممتد منذ عشرات السنين عبر المواقف المتعددة والكتابات والمقالات...شكراً لكم
الدوار
الذي يرى العنوان لأول وهلة يعتقد بأن هناك تطور في رأي الكاتب أو انحراف في الموقف ولكن عندما ندخل في مقدمة المقال يتضح لنا بأنه ليس الدوار الذي دار بالبلد بل من نوع آخر ولا يرتبط بالدوار التاريخي المقصود..مع التحية
احسنت استاذ
كلام جميل وفي الصميم
اذا قيلت كلمة حوار فاعلم وتيقن انهم لا يريدون حلا
ما إن تطلق هذه الكلمة حتى يصبح اليقين لدي انهم لا يريدون حلا لأن مطالب الشعب معروفة وواضحة ولا لبس فيها ولا تحتاج لحوار يوضحها. اذا الحوار لماذا ؟
الحوار يعني امرين:
1-التلاعب بالكلمة واستغلالها لأمور ما كما قال عمر المختار (ما اردتم السلام وانما اردتم الوقت)
2-الانتقاص من المطالب الشعبية
لذلك بكل اختصار كلمة حوار يجب ان تكون منبوذة في قاموس البحرينيين
خطأ في كلمات الأغنية الجميلة
وردت أخطاء في كلمات الأغنية والصحيح هو:
يا ما لك في الحب ضحايا
بيحكو عنك حكايات
........................
والغنوة الوحدة في ليله
تلحنها سبع مرات
وتروح تاني وتقولها
بجروح ودموع وآهات
ما الذى يجبر السلطة على تقديم تنازل
من اى درجة او نوع ماذا لدى المعارضة من وسيلة ضغط على السلطة لاجراء حوار منتج سوى بيانات لدول او منظمات لكن على الارض ماذا يوجد نحن نتكلم عن سلطة تمتعت على مر السنين ومنطقة وثقافة تقدس السلطة
الحويحي يعترف بكلام خطير :فشل الحوار الثاني لان ....
الحويحي في محاضرته في جمعية وعد يعترف باعتراف صريح لم يقف الصحفيين عنده ربما لا احد سمعه متوقعا لن يقول شيئا مفيد فلا داعي لتضييع الوقت ولكن قال كلام خطير وهو ان لا احد كان في الحوار الثاني من الاطراف( الحكومة المعارضة الموالاة) تريد حل للمشكلة لذلك فشل
توصيف واقعي بتسمية حوار الدوار
وأقول توصيفك جميل بتسمية عنوان الحلقة حوار الدوار بس نسيت تخلي كلمة باب لتلطف واقع كلمة الدوار تراهم يتحسسون من هذه الكلمة وأقول كلامك في الصميم