افتتح وزير الصناعة والتجارة حسن عبدالله فخرو بالعاصمة الكازاخستانية «أستانا» وبحضور وزير البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي، ووزير المواصلات القائم بأعمال الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية كمال أحمد، ملتقى الأعمال البحريني الكازاخستاني، وذلك بحضور يفوق الـ350 مشاركاً من كبار المستثمرين وأصحاب الأعمال والمسئولين الحكوميين في كلٍّ من مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان، وذلك في إطار زيارة الدولة التاريخية التي يقوم بها عاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجمهورية كازاخستان الصديقة.
وأعرب وزير الصناعة والتجارة حسن فخرو في كلمته الافتتاحية للمنتدى عن تشرفه بمرافقة جلالة الملك في زيارته التاريخية الأولى لجمهورية كازاخستان حيث يحرص جلالته على تنمية العلاقات السياسية، والاقتصادية، والتجارية، والاجتماعية بين مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان الصديقة.
وأضاف الوزير أنه في هذه الآونة الحالية ذات المتغيرات المتتابعة، مع تغيير أنماط التجارة، والمشهد الجيوسياسي، الذي تغير أيضاً بشكل كبير منذ أحداث الأزمة المالية العالمية، والتي انعكست على توجه القوى الاقتصادية من الغرب إلى الشرق، الأمر الذي يتطلب التوجه لتكوين صداقات جديدة وشركاء تجاريين جدد، فكما يتطلع الشرق إلى الغرب فإن هنالك دولاً غربية تنظر إلى الشرق، والبحرين لها تركيز متزايد نحو دول آسيا وأوراسيا.
وقال: «باعتبار كازاخستان، تاسع أكبر دولة في العالم، فإن لديها القدرة على أن تصبح واحدة من أغنى دول آسيا الوسطى، وليس ذلك فقط بسبب مواردها المعدنية والنفطية، بل أيضاً بسبب اقتصادها الحر الذي يشجع على الاستثمار الخارجي مثل البحرين. فبينما قد يكون بين البلدين اختلاف من حيث الحجم فإن هناك العديد من أوجه التشابه. فكلا الاقتصادين مؤسس على الموارد الطبيعية، وكلاهما يوجه تركيزه على التنويع الاقتصادي. كما يجمع بينهما تقديرهما للقوة العاملة المدربة والمتخصصة؛ كونها العامل الدافع إلى الاقتصاد، كما تجمعهما العديد من المواقف المشتركة في المحافل الدولية».
وأكد أن هذه الزيارة ستساعد البلدين على المزيد من التقارب والتواصل نحو فهم أفضل لقواسمهما المشتركة وفرص تعاونهما في المجالين السياسي والاقتصادي، مشيراً إلى أنه على رغم التعاون المحدود في النواحي الاستثمارية والتجارية بين البلدين في الوقت الحاضر فإنه بالإمكان تغيير هذا الوضع بالكامل تحقيقاً للمصالح المتبادلة، وذلك من خلال الجمع بين ممثلي الصناعات وأصحاب الأعمال في البلدين، لتمكينهم من إيجاد أسس مشتركة للتعاون في المجال التجاري أو الاستثماري المستقبلي، فهذا المنتدى يمثل بداية جيدة، ولا شك أن زيارة صاحب الجلالة الملك هذه ستعجِّل الاهتمام من الشركات البحرينية للتطلع نحو كازاخستان بحثاً عن فرص جديدة، معرباً عن أمله في أن يتمكن الطرفان من العمل معاً لإيجاد أرضية مناسبة لمواصلة بناء علاقاتهما في المستقبل.
وأشار إلى أن التفاوض الجاري بين ممثلي البلدين الصديقين على مذكرات التفاهم واتفاقيات التعاون في مختلف المجالات ذات الاهتمام المشترك يمثل أيضا وسيلة قيمة للغاية لخلق قنوات ومحافل الأعمال، وتحديد الاتجاه الذي يجب على القطاع الخاص المضي فيه قدماً، مشيراً إلى أن القطاع الخاص في البلدين هو الذي يتولى تنفيذ الأعمال والمشروعات المنشودة، ويجب على الجميع بذل أقصى الجهود لحفز أصحاب الأعمال من كلا الطرفين للقيام بأعمالهم بأفضل صورة؛ وذلك تعزيزاً لتنمية ثروات البلدين.
وتطرق الوزير إلى الفرص الاستثمارية المشتركة والعديدة في كلٍّ من مملكة البحرين وجمهورية كازاخستان والتي من أهمها ما يتعلق بإنتاج الغذاء والأمن الغذائي من الحنطة واللحوم بالذات. إضافة إلى الفرص المتاحة في مجال الصيرفة الإسلامية، والتعليم والتدريب، والنقل والاتصالات السلكية واللاسلكية، والمستحضرات الصيدلانية، والسياحة والعديد من القطاعات الأخرى والقطاعات النفطية والصناعية الفرعية.
وأكد أن مملكة البحرين حريصة جدّاً على تعزيز الأمن الغذائي، ويمكن لمساحة الأرض الواسعة والإمكانات الزراعية في كازاخستان أن تهيئ العديد من الفرص للمشاريع المشتركة، وحتى مجال الزراعة السمكية، مشيراً إلى أنه من حيث الخدمات فإن هناك فرصاً للتعاون في جميع المجالات وخصوصاً الخدمات المصرفية والمالية وخصوصاً في ظل توافر مركز البحرين لتدريب المصرفيين.
كما أشار الوزير إلى أن هناك فوائد عديدة لتوثيق علاقات التعاون بين البلدين، ولا سيما الناتجة عن موقع مملكة البحرين في وسط السوق الإقليمية لمجلس التعاون الخليجي التي تبلغ قيمتها 1 تريليون دولار أميركي، والتي من المقدر أن تحقق 2 تريليون دولار أميركي بحلول العام 2020، أو أكثر من 4 تريليونات دولار أميركي، إذا ما أخذ في الاعتبار المنطقة الأكبر (منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا). كما أن كازاخستان تقع في نقطة ارتكاز لأسواق أوراسيا. مضيفاً أن «تعزيز العلاقات بين البلدين يعد أمراً سهلاً نظرا إلى تطلع الجانبين إلى جلب الاستثمارات الخارجية، فهذه إشارة إلى أن هناك توافقاً في التفكير والنظرة المستقبلية ولا سيما مع مقترحات الجانب الكازاخستاني بهذا الخصوص ومنها تشكيل لجنة مشتركة للتعاون، والتعاون بين الشركات القابضة في كلا البلدين، وإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأن تشجيع وحماية الاستثمار، واتفاقية تجنب الازدواج الضريبي على الدخل ومنع التهرب من الضرائب بالإضافة إلى التعاون في المجال المالي والبنكي وبين غرف التجارة والصناعة في كلا البلدين وإنشاء مجلس أصحاب أعمال مشترك.
وأكد أن وزارة الصناعة والتجارة تعمل بشكل وثيق مع شركات القطاع الخاص، وجماعات المصالح المختلفة، والوزارات الحكومية الأخرى، وغرفة البحرين للتجارة والصناعة، لضمان أن يكون القطاع الخاص على علم بالفرص التجارية والاستثمارية المتاحة. كما تسعى الوزارة باستمرار إلى تحسين البنية التحتية والتجارية الودودة في البلاد، حيث يعد تحقيق البحرين رتبة عالية في مؤشر هرتدجفاونديشن للحرية الاقتصادية (Heritage Foundation’s Index of Economic Freedom) واعتبارها وجهة مفضلة من قبل المستثمرين المغتربين مقياساً جيداً لمدى تطور البحرين في هذا الاتجاه.
كما أكد الوزير أن وزارة الصناعة والتجارة تركز على عددٍ من المبادرات واسعة النطاق التي من شأنها تعزيز المناخ التجاري والصناعي، وتخفيض الأعباء البيروقراطية، وتحسين الإنتاجية والربحية على المدى الطويل، وتحقيق تنوع شركات القطاع الخاص، وتعزيز الجدوى الاقتصادية للشركات الصغيرة والمتوسطة، وحماية حقوق المستهلكين، وتشجيع الاستثمار الداخلي وخاصة في التجمعات المستهدفة التي تعزز خلق اقتصاد المعرفة. كما تبذل جهوداً متواصلة لتبسيط عملية التسجيل التجاري، وتعزيز المناخ التجاري من خلال تطوير البنية التحتية ووضع السياسات المناسبة.
وتلا ذلك توقيع عددٍ من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم الآتية: مذكرة تفاهم حول التعاون في مجال تطوير تفريع صناعة الألمنيوم بين وزارة الصناعة والتجارة بمملكة البحرين ووزارة الصناعة والتقنيات الحديثة بجمهورية كازاخستان. ووقع الاتفاقية من جانب البحرين وزير الصناعة والتجارة حسن عبدالله فخرو، ومن الجانب الكازاخستاني نائب رئيس الوزراء ووزير الصناعة والتكنولوجيا الحديثة الكازاخستاني اسيكشيف اسيت أورنتايافيش، مذكرة تفاهم للتعاون بين شركة ممتلكات البحرين والشركة الوطنية القابضة «بايتيرك» بجمهورية كازاخستان، حيث قام بتوقيعها من جانب البحرين الرئيس التنفيذي لشركة ممتلكات البحرين القابضة محمود الكوهجي، ومن الجانب الكازاخستاني نائب رئيس مجلس إدارة الشركة الوطنية القابضة «بايتيرك» الكازاخستانية إلينا الدامبرجن، مذكرة تفاهم للتعاون الإعلامي بين وكالة أنباء البحرين ووكالة أنباء كازاخستان ووقع المذكرة من الجانب البحريني المدير العام لوكالة أنباء البحرين (بنا) مهند سليمان، ومن الجانب الكازاخستاني مدير الوكالة العالمية للمعلومات دورين دياروف، اتفاقية إنشاء مجلس أعمال مشترك بين غرفة تجارة وصناعة البحرين وغرفة الصناعة والتجارة الكازاخستانية حيث وقع الاتفاقية من الجانب البحريني رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد المؤيد ومن الجانب الكازاخستاني رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب الأعمال ورئيس غرفة تجارة وصناعة كازاخستان يسيمبكوف صابر سايلاوبكوفيش، مذكرة تفاهم بين غرفة تجارة وصناعة البحرين والهيئة الوطنية لأصحاب الأعمال الكازاخستانيين والتي قام بتوقيعها من الجانب البحريني رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة البحرين خالد المؤيد، ومن الجانب الكازاخستاني رئيس الغرفة الوطنية لأصحاب الأعمال ورئيس غرفة تجارة وصناعة كازاخستان يسيمبكوف صابر سايلاوبكوفيش، مذكرة تفاهم لتنفيذ مشاريع استثمارية مشتركة في مجال الصناعات الغذائية بين شركة جي. إس. سي. نياكازنكس الاستثمارية وشركة البحرين لمطاحن الدقيق والتي وقعها من الجانب البحريني رئيس مجلس إدارة شركة البحرين لمطاحن الدقيق عبداللطيف خالد العوجان، ومن الجانب الكازاخستاني نائب رئيس شركة JSC «NEIA «Kaznex Invest كارمانوفكايراتزهاريكلكاسيموفيش، مذكرة تفاهم لتنفيذ المشاريع الاستثمارية في مجال الثروة الحيوانية بين شركة البحرين للمواشي وشركة جي. إس. سي. نياكازنكس الاستثمارية والتي قام بتوقيعها من الجانب البحريني رئيس مجلس إدارة شركة البحرين للمواشي إبراهيم زينل، ونائب رئيس شركة JSC «NEIA «Kaznex Invest كارمانوفكايراتزهاريكلكاسيموفيش.
بعد ذلك بدأت الحلقات الحوارية والتي تطرقت أولها إلى الفرص الاستثمارية في مملكة البحرين.
العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ