قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة إن البحرين ليس في نيتها تغيير تحالفاتها التي بنيت منذ عقود من التعاون، وستظل ملتزمة بعلاقاتها وتحالفاتها، نافياً وجود رسائل سياسية تحملها الزيارة الملكية السامية، لافتاً إلى أن الزيارة تأتي في سياق بناء شراكات جديدة مع دول أخرى، وهو ما تفعله كل دول العالم التي تبحث عن مجالات تعاون جديدة وهذا لا يعني استبدال ما كان قبله، لكن البحرين تضيف إلى رصيد علاقاتها مع كل دول العالم.
جاء ذلك في حوار شامل بين وزراء الخارجية والمواصلات والبلديات، مع رؤساء التحرير المرافقين لعاهل البلاد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ضمن زيارة الدولة الرسمية لجمهورية كازاخستان، نظمته وكالة أنباء البحرين خلال الرحلة المؤدية إلى العاصمة الكازاخية (أستانا).
ووصف الوزراء المشاركين في الحوار الزيارة الملكية بالتاريخية، وستفتح آفاقاً من التعاون والشراكات الجديدة لمملكة البحرين، مؤكدين أن لدى جلالة الملك رؤية سامية حول اتحاد يجمع دول آسيا، كما حدث في قارات أوروبا وأميركا وإفريقيا.
وزير الخارجية: الزيارة لبناء
شراكات جديدة مع دول أخرى
فقد قال وزير الخارجية إن الشراكات بين الدول لا تتعارض مع التحالفات، مشيراً إلى أن التحالفات هدفها أمن المنطقة وهي تحالفات تعود إلى أربعينات القرن الماضي، أما الشراكات الاقتصادية فتتنوع مع كل دول العالم، لافتاً إلى وجود شراكات قديمة لمملكة البحرين مع مختلف الدول. ونوه إلى أن تلك الشراكات تأخذ أهمية كبيرة عندما يتوازى معها اتصال سياسي على مستوى رفيع من قبل القيادة، حيث تعطي الزيارات الملكية لمختلف دول العالم دفعة في جميع مجالات التعاون بين الدول، والشواهد كثيرة على هذا الأمر ومن أبرزها زيارات الولايات المتحدة وروسيا والهند وباكستان والصين واليابان، ودائماً بعد كل زيارة ملكية سامية تفتح الكثير من الأبواب لفوائد جمة تعود على البحرين في المقام الأول.
ونفى وزير الخارجية وجود رسائل سياسية تحملها الزيارة الملكية السامية. مشدداً على أن البحرين ليس في نيتها تغيير تحالفاتها التي بنيت منذ عقود من التعاون. وقال إن البحرين ستظل ملتزمة بعلاقاتها وتحالفاتها، وتلك الزيارة تأتي في سياق بناء شراكات جديدة مع دول أخرى، وهو ما تفعله كل دول العالم التي تبحث عن مجالات تعاون جديدة وهذا لا يعني استبدال ما كان قبله، لكن البحرين تضيف إلى رصيد علاقاتها مع كل دول العالم.
وأضاف أنه ليس هناك مفاضلة بين تحالفات لضمان الأمن وبين التواصل مع دول أخرى وإقامة شراكات اقتصادية، وتلك الشراكات الاقتصادية في مجملها تعمل على استقرار الأمن في المنطقة، وهذا مرتبط بالاستقرار والأمن مع الحلفاء واستمرارية هذا الارتباط معهم.
وأكد وزير الخارجية أن جلالة الملك كان دائماً يدعو إلى الترابط الآسيوي لما فيه من مصلحة للقارة، واصفاً الزيارات الملكية الحالية بالتوجه الحميد لما فيه من مصلحة كبرى. وأعرب عن تمنياته أن يسود التعاون كل دول قارة آسيا، لافتاً إلى وجود حوار جار بين دول مجلس التعاون الخليجي ودول الأسيان بدأ في مملكة البحرين منذ 2009، وتلاه اجتماع في سنغافورة، وعاد مرة أخرى لتحتضنه البحرين منذ أشهر قليلة. ونوه إلى الترابط التجاري والديني والثقافي القديم لمنطقة جنوب شرق آسيا مع دول مجلس التعاون الخليجي وتقطعت العلاقات خلال مراحل تالية ويجري حالياً إعادة تلك العلاقات بشكل أفضل.
وقال وزير الخارجية إن جلالة الملك كان دائماً يثير نقطة مهمة وهي أن آسيا القارة الوحيدة التي لا تملك منظمة أو اتحاداً يجمع كل الدول مثل الاتحاد الأوروبي أو الاتحاد الإفريقي، بينما تتواجد فيها منظمات لمجموعات من دول مثل دول مجلس التعاون الخليجي والآسيان ومنظمات أخرى، وأشار إلى ما يعرف بتجمع بناء الثقة بين الدول الآسيوية والذي تأسس مؤخراً في كازاخستان، لكن لم يتم تأسيس منظمة آسيوية تربط مصالح الدول ببعضها، على رغم أن تاريخ مملكة البحرين التجاري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي المرتبط بآسيا في المقام الأول وكذلك ارتباط دول الخليج مع الهند.
كازاخستان تتطلع للاستفادة
من الخدمات البنكية بالبحرين
وأشار وزير الخارجية إلى أن الزيارة شملت توقيع العديد من مذكرات التفاهم، كما أن كازاخستان تتطلع للاستفادة من الخدمات البنكية التي توفرها مملكة البحرين بحكم موقعها والكوادر المصرفية فيها.
وأضاف أن التعاون مع الدول الآسيوية لا يتوقف أثره على حدود البحرين فسوق مملكة البحرين ليست محدودة بجغرافيتها وخاصة أن البحرين تعتبر نقطة محورية لمنطقة الخليج، وأكد وجود الكثير من مجالات التعاون والاستفادة الواعدة، في حال النظر إلى أبعد من السوق المحلية وأن تصبح البحرين مركزاً تجارياً لمنتجات دول آسيا، لافتاً إلى أهمية جسر الملك فهد الذي يربط مملكة البحرين بالمملكة العربية السعودية والمنطقة الشرقية التي تعتبر أهم مركز اقتصادي ولديها قوة شرائية لا يمكن إغفالها وكذلك الأمر مع الرياض.
وحول الجانب السياسي، لفت وزير الخارجية إلى أن دولة كازاخستان تتمتع بعلاقات طيبة مع كل دول العالم، وما يهم البحرين التواصل مع دولة تتمتع بثقة وتأثير في دول المنطقة، مؤكداً أن العلاقة بين كازاخستان والبحرين ليست بجديدة حيث زار رئيس جمهورية كازاخستان نور سلطان نزرباييف مملكة البحرين في التسعينات والتقى بجلالة الملك عدة مرات في أماكن كثيرة، وهذه الزيارة مخطط لها منذ فترة.
وأكد وزير الخارجية أن رئيس كازخستان كانت لديه توجهات حول الحوار بين الأديان وحوار الحضارات، وأرجع السبب في ذلك إلى الموقع الجغرافي لدولة كازخستان التي تقع بين آسيا وأوروبا، وقال إن هذا التوجه أيضاً حملت البحرين مهمته بحكم موقعها في منطقة الخليج وبحكم التنوع الكبير الموجود على أرضها.
وزير المواصلات: زيارة كازاخستان تفتح أسواقاً جديدة للبحرين
من جانبه، قال وزير المواصلات كمال أحمد إن جلالة الملك بتلك الزيارة الملكية السامية يفتح آفاقاً جديدة لمملكة البحرين سواء على مستوى العلاقات السياسية أو الاقتصادية، الهدف منها فتح أسواق جديدة مع تعزيز الأسواق الموجودة حالياً مثلما حدث في الزيارة الملكية للهند، وأشار إلى أن فتح الأسواق الجديدة ستعود بالفائدة على المواطن البحريني بشكل كبير وأيضاً التجار وبالتالي خلق فرص عمل جديدة.
ونوه وزير المواصلات إلى أهمية تضافر جهود غرفة تجارة وصناعة البحرين ووزارة التجارة والصناعة ومجلس التنمية الاقتصادية لتعظيم الاستفادة من الزيارات الملكية السامية وكذلك الأمر بالنسبة لرجال الأعمال المرافقين، وهو ما حدث في زيارتي الهند وباكستان وقال إن الاجتماعات الثنائية للتجار في الدولتين خلال الزيارة تثمر عن العديد من الاتفاقيات.
وحول نتائج الزيارات الملكية السامية وأخصها زيارة جمهورية الصين، كشف وزير المواصلات عن تواجد وفد صيني في مملكة البحرين حالياً، فضلاً عن المتابعات الخاصة بالدوائر الحكومية ومجلس التنمية الاقتصادية. لافتاً إلى وجود الكثير من أوجه التعاون بين تلك الدول مع مملكة البحرين تم الإعلان عنها ولم تأخذ حيزاً كبيراً من قبل الإعلام، داعياً وسائل الإعلام المحلية لإبراز نتائج الزيارات الملكية السامية بطريقة أوضح.
الكعبي: التركيز على استيراد اللحوم من كازاخستان
من جانبه، وصف وزير شئون البلديات والتخطيط العمراني جمعة الكعبي الزيارة الملكية لدولة كازاخستان بالتاريخية، مؤكداً أنها ستفتح الكثير من مجالات التعاون بين البلدين. وقال إن كازخستان من أكبر الدول المصدرة للحبوب والقمح وسيتم وضع خطة عمل مع الجانب الزراعي في كازخستان، هذا فضلاً عن أنها تتمتع بثروة حيوانية كبيرة تعد من أهم الموارد الطبيعية لديها وتجعلها من أكبر الدول المصدرة للثروة الحيوانية، وهو ما سيتم التركيز عليه خلال الزيارة وخاصة بالنسبة لاستيراد اللحوم، لافتاً إلى أن الشحنات المستوردة من أستراليا تستغرق أكثر من أسبوعين للوصول إلى موانئ مملكة البحرين بينما ستوفر كازخستان عامل الوقت في هذا الشأن، هذا بالإضافة إلى الخبرة الواسعة لدى كازخستان في الإنتاج الحيواني والمحاجر البيطرية.
العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ
الله واكبر على هذا التصريح
وهل نستطيع لو رغبنا بارادتنا ان نغير تحلفنا مع امريكا ان يكون مسكين عرب مايعرف قوة رومان