العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ

«المنبر التقدمي»: مصير الشباب غير مطمئن مع ارتفاع نسبة البطالة

خلال ندوة نظمتها الجمعية عن دورهم في التغيير

«المنبر التقدمي» يؤكد أن وضع الشباب في دول الخليج غير مطمئن ويطالب بإشراكهم في صنع القرار -تصوير : محمد المخرق
«المنبر التقدمي» يؤكد أن وضع الشباب في دول الخليج غير مطمئن ويطالب بإشراكهم في صنع القرار -تصوير : محمد المخرق

قال عضو لجنة قيادة قطاع الشباب والطلبة في المنبر الديمقراطي التقدمي مجيد فلاح: «ان مصير الشباب الحالي والمستقبلي في البحرين ودول الخليج العربي غير مطمئن وهو ما تدل عليه نسبة البطالة المرتفعة في صفوفهم».

وأوضح فلاح خلال ندوة «دور الشباب في التغيير» عقدت بمقر المنبر الديمقراطي التقدمي أمس الأول الأحد (13 أبريل/ نيسان 2014) أن مستوى البطالة في البحرين بلغ 23 في المئة، مشيراً إلى أن هذه النسبة ترتفع في بعض دول الخليج، منوهاً إلى أن هذه الأرقام تلخص جزءاً كبيراً من مشكلة الشباب مع الأنظمة في العالم العربي.

وقال فلاح: «يبين تقرير لمنظمة الاسكوا نشر عن السكان في العالم العربي لسنة 2011 أن الشباب البحريني الواقع في الفئة العمرية 15 - 24 سنة، بلغ نسبة 14 في المئة، فيما كانت النسبة الأكبر للسكان لفئة الأطفال والمراهقين بنسبة 23 في المئة، وهو ما يؤكد أن المجتمع البحريني مجتمع فتي، إلا أن هذه الأرقام تلقي على مختلف مؤسسات الدولة الرسمية والأهلية مسئولية كبيرة على مستوى بناء المجتمع والتغيير الاجتماعي».

وأضاف قائلاً: «بحسب دراسة أجريت العام 2013 من قبل مشروع «تغيير» التابع لجمعية ملتقى الشباب البحريني على عينة بلغت 1028 شخصاً من الشباب البحريني الواقع في الفئة العمرية من 15 الى 30 سنة تبين أن 77 في المئة من الشباب لا يعملون في الوقت الحاضر، وأكثر من نصف الشباب 58 في المئة يرغبون في الحصول على عمل بدوام جزئي، و44 في المئة منهم يعتقدون أنهم سيحصلون على الوظيفة التي يتمنونها عن طريق الكفاءة والوساطة معاً، كما أشارت الدراسة إلى أن نصف الذين يعملون في الوقت الحاضر حصلوا على وظيفتهم الحالية بمجهودهم الشخصي في متابعة الوظائف الشاغرة والتقدّم لها».

كما تطرق فلاح إلى محاولات تغييب الشباب البحريني عن المشاركة في صنع القرار، مشيراً إلى أن هذه المحاولات لم تشكل رادعاً للشباب البحريني عن دوره الساعي في بناء المجتمع وتحقيق التغيير الذي يطمح إليه.

وأوضح فلاح أن ميثاق العمل الوطني شكل فرصة أمام الشباب البحريني في التعبير عن رأيه والاستفتاء على مستقبل بلاده نحو بناء المجتمع والتغيير المزمع، حيث ساهم الشباب في تأسيس منظمات المجتمع المدني بمختلف تخصصاتها، والجمعيات السياسية، والنقابات العمالية، والطلابية.

وذكر فلاح أن الشباب واكبوا التطور التكنولوجي، لتتحول وسائل التواصل الاجتماعي إلى ساحات للتعبير عن الرأي، مشيراً إلى ان إحدى الدراسات أظهرت أن 64 في المئة من الشباب البحريني مشترك في شبكات اجتماعية مثل فيسبوك وتويتر، 30 في المئة من بينهم يمضون أكثر من أربع ساعات يوميا يبحرون في تلك الشبكات.

وفي ختام ورقته أكد فلاح أن مصير الشباب الحالي والمستقبلي في البحرين ودول الخليج العربي غير مطمئن وهو ما تدل عليه نسبة البطالة المرتفعة في صفوفهم، على رغم أن الشباب العربي ساهم في الربيع العربي واستطاع كسر الحصار الإعلامي بمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي.

ودعا فلاح مؤسسات المجتمع المدني والسياسي ببذل جهد أكبر للتواصل مع الشباب، ووضع آليات أكثر وضوحاً لاستقطابهم للعمل المنظم، وخصوصاً أن نسبة الشباب المنضوي في العمل المنظم ضعيفة مقارنة بنسبة التوزيع السكاني بحسب العمر، داعياً هذه المؤسسات إلى تكثيف دراساتها العلمية والميدانية المخصصة لدراسة أوضاع الشباب.

من جهته عرض عضو اللجنة المركزية في جمعية العمل الوطني الديمقراطي (وعد) أحمد عبدالأمير ورقته عن دور الشباب في التغيير، موضحاً أن المجتمعات العربية هي مجتمعات شابة وحيوية، إلا أن هذه الفئة الواسعة من السكان هي الأكثر عرضة للتحديات المصيرية والأكثر استهدافا من غيرها.

وقال عبدالأمير: «لعب الشباب دور المحرك في انتفاضات الربيع العربي، والذي يجمع بينهم قاسم مشترك واحد وهو دورهم في محاربة الطبقية، وقد ساهمت وسائل الاتصال الالكترونية الحديثة على نشر أفكارهم وطموحاتهم وتحولت الى وسائل توعية وتثقيف وتنوير، حتى انها كادت أن تكون أسلحة عصرية استخدمها الشباب بصورة سلمية».

وعرض عبدالأمير التحديات الكبرى التي تواجه الشباب العربي التي من أهمها ارتفاع نسبة الأمية التقليدية والحديثة في أوساط الشباب العربي، وانهيار منظومة التعليم العالي والبحث العلمي وعدم مواكبة المناهج التعليمية لآخر المستجدات العلمية والتقنية، إلى جانب تراجع الاقتصاد الإنتاجي الحقيقي رغم تضخم العائدات الريعية الناتجة عن ارتفاع أسعار البترول، مشيراً إلى أن هذه العائدات توجهت للمضاربة في قطاعات العقارات والأسهم ولم توجه للقطاعات الإنتاجية، ما أدى الى تفاوت طبقي كبير وتحول المجتمعات العربية الى مجتمعات استهلاكية معتمدة بشكل شبه كامل على السلع والخدمات المستوردة.

وذكر عبدالأمير أن من أبرز التحديات التي تواجه الشباب ما أطلق عليه بـ «الاستبداد السياسي»، الذي أدى إلى انتشار الفساد والمحسوبية، إلى جانب ظهور نزعة التطرف الديني والمذهبي لدى الشباب العربي.

ودعا عبدالأمير إلى رفع معدلات الإنفاق على قطاعات التعليم الأساسي والعالي والبحث العلمي ووضع خطة قومية للقضاء على الأمية وتطوير المناهج العربية، ما يساهم في تقليل الفجوة بين اقتصاد اليوم القائم على المعرفة ومخرجات النظام التعليمي، مع إعادة توجيه الاستثمارات العربية من قطاعات المضاربة الى قطاعات إنتاجية حقيقية ذات قيمة مضافة على الاقتصاد العربي لتساهم في حماية المجتمعات العربية من الاتكال على المنتجات المستوردة، إضافة إلى تعزيز الاستثمارات البينية، ما يقلل الفجوات الاقتصادية الهائلة بين الأقطار العربية.

كما دعا إلى أن يكون الشعب هو مصدر السلطات، مع تعزيز مبدأ فصل السلطات وإشراك الشباب العربي في مراكز اتخاذ القرار وتعديل قوانين الترشح والانتخاب، ما يساهم في إيصال الشباب للمراكز القيادية، مطالباً بتجريم الطائفية والتمييز على أساس ديني وطائفي وقبلي ومناطقي وتوجيه الخطاب الديني، ما يساهم في رفعة الأمة ووحدتها.

من جهته تطرق معاون رئيس جمعية حوار راشد الغائب إلى عدم اهتمام بعض المؤسسات في الدولة بالشباب البحريني، وعدم تسليط الضوء عليهم، داعياً إلى التركيز على هذه الشريحة.

وتحدث رئيس قائمة الوحدة الطلابية فراس المري عن واقع العمل الطلابي في البحرين، وكيف تم تقييده من خلال اللوائح الداخلية والقوانين، مطالباً بوجود تمثيل طلابي يتأسس من الطلبة ليعزز الوحدة الوطنية.

كما تطرقت عضو جمعية الشبيبة شيماء عبدالله إلى غياب الشباب عن العمل الشبابي والتطوعي والحقوقي، داعية إلى لعب دور أكبر في احتضان الشباب والقضاء على الطائفية بينهم.

العدد 4238 - الإثنين 14 أبريل 2014م الموافق 14 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان
    • زائر 10 | 3:54 ص

      المصيبة اصلها حكومية

      عندما تجلب السلطات الاجانب للعمل !!
      من الذي سينفق راتبه داخل البلد ؟؟
      عند توظيف الأجانب في الحكومة ووزاراتها ومحاربة نصف الشعب !!
      من من الشعب لديه ماينفقه او يستثمره ؟؟
      مت اين يأتي تنمية الأقتصاد أذا كانت الدولة نفسها تصنع الأزمات ؟؟ تصنع صدمات العمل ؟؟ تصنع معوقات المشاريع ؟؟
      هل لدى الدولة استراتيجية لبناء او شراء مشاريع كبيرة لتنمية دخل الدولة والاقتصاد وتوظيف العاطلين ؟؟
      اذا كانت الدولة بكل سلطاتها تسعى !! إلى ما تسعى وماهي استيراتيجيتها التي تسعى لتحقيقها ؟؟

    • زائر 9 | 3:39 ص

      الحل عند التامينات الاجتماعبه

      التامينات الاجتماعيه مازالت تماطل في تنفيذ قرار شراء مده الخدمه للقطاع الخاص ، قرارات تصدر من هنا وهناك و اصحاب التنفيذ لا يستجيبون !!

    • زائر 8 | 2:56 ص

      ..

      إضافةً للاستهداف الحكومي في التوظيف و تسييسه .. أصحاب الشركات الخاصة يفضلون العامل الأجنبي على البحريني .. فالكثير منّا يحمل شهادات عليا , و عاطل عن العمل !!

    • زائر 2 | 1:28 ص

      ليست فقط ارتفاع

      ارتفاع البطالة وإنما زيادة عدد الشركات المفلسة سيؤدي الى البطالة المفرطة والله يكون في عون البحراني الفقير

    • زائر 1 | 12:40 ص

      مثل أفريقي

      (الدُّنيا ناقة إذا انحنت فاركبها )

    • زائر 7 زائر 1 | 1:33 ص

      توجد مقولة أخرى (مارتن لوثر كينغ)

      المصبية ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الأخيار

اقرأ ايضاً