أكد وكيل وزارة الخارجية للشئون الدولية السفير كريم إبراهيم الشكر أن القيادة السياسية البحرينية مهتمة بالتوجه نحو الشرق لكون البحرين دولة آسيوية قديمة لها صلات عريقة مع دول قارة آسيا، التي وصفها بأنها تعتبر مركز الاهتمام بالنسبة للبحرين لما تتبادله من مصالح مشتركة.
وقال الشكر في تصريحات خاصة لوكالة أنباء البحرين «بنا»: «إن اهتمام البحرين بعلاقاتها مع دول آسيا ليس بجديد، ولا يأتي من فراغ، بل إنه يعزى إلى أواصر تاريخية عريقة، وحاضر يفرضه الوضع الجغرافي، فضلاً عن المصالح المتبادلة»، مشيراً إلى أن اهتمام البحرين بالعلاقات مع دول القارة الآسيوية يرجع لأن هذه الأخيرة تزخر بالخيرات، وتتطلع للاكتفاء الذاتي كمجموعة آسيوية، علاوة على نجاحها في تسخير التكنولوجيا في خدمة أهداف برامج التنمية الخاصة بها، ودعمها للشباب اليافع مع الحفاظ على الأمن والاستقرار اللذان يعتبران من أهم عوامل التنمية المستدامة.
وذكر أن تاريخ العلاقات بين البحرين ودول آسيا يعود إلى عهود سابقة ترجع لفترة حضارة دلمون، حيث كانت الصكوك الدلمونية موجودة في الهند، كما أن العديد من قطع الآثار الصينية توجد إلى الآن في المتحف الوطني، مؤكداً أنه منذ فترة الاستقلال، حرصت البحرين على تجديد صلاتها بدول القارة الآسيوية كالهند وباكستان، اللتين زارهما جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة مؤخراً، والصين التي زارها في سبتمبر/ أيلول 2013، واليابان التي زارها العام الماضي أيضاً، وتايلند التي زارها قبل عامين، علاوة على زيارات رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة المتتالية إلى الفلبين وتايلند وسنغافورة، وزيارات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى الهند وباكستان وسنغافورة.
وأضاف أن «القيادة السياسية أولت اهتماماً بارزاً في بداية الثمانينات إلى الشرق لكون جذور البحرين آسيوية»، وقال: «إنها حرصت على إقامة إطار قانوني لهذه الصلات عبر توقيع الاتفاقيات في مختلف المجالات مع دول آسيا سواء على مستوى القطاع العام أو الخاص، وكذا تأسيس لجان مشتركة».
وأشار إلى أن العلاقات بين البحرين ودول القارة الآسيوية هي علاقات متنامية، وأن البحرين تتطلع إلى المزيد من التعاون والتواصل معها في إطار التوجهات السياسية للقيادة، موضحاً أن ارتباط البحرين الاقتصادي مع دول آسيا قوي، حيث إن معظم صادرات الألمنيوم والنفط والبتروكيماويات تذهب إلى آسيا، كما أن البحرين تعتمد بشكل كبير على العمالة الآسيوية، معتبراً أن مبادرة حوار التعاون الآسيوي الذي تأسس العام 2002 عندما زار صاحب السمو رئيس الوزراء تايلند واتفق مع نظيره التايلندي على إنشاء منظمة منتدى التعاون الآسيوي جاءت من هذا الارتباط الاقتصادي، وذكر أن رابطة أمم شرق آسيا (أسيان) جاءت مبادرة إنشائها أيضاً من البحرين وسنغافورة، وتتمثل مقوماتها في شراكات سياسية واقتصادية مع دول شرق آسيا.
وأكد أن ما يدعم علاقة البحرين بدول آسيا انضواء هذه الدول والبحرين تحت لواء العديد من المنظمات العالمية كمجموعة حركة عدم الانحياز ومنظمة التعاون الآسيوي فضلاً عن منظمة الأمم المتحدة وحوار التعاون الآسيوي الشرق أوسطي، الذي تأسس أيضاً بمبادرة بحرينية سنغافورية، وذكر أن هذا التعاون يشمل كل مجالات الاقتصاد والاجتماع والصحافة وكذا الشئون السياسية، وجدد تأكيده أن البحرين لا تهتم بالعلاقات الثنائية فحسب بل بالعلاقات الآسيوية ككل على اعتبار أن آسيا هي مهد الحضارات الإنسانية.
وقال: «من أهم ما تمخضت عنه حوارات منتدى التعاون الآسيوي هو الإجماع على كون البحرين عاصمة السياحة الآسيوية لعام 2014 مما يؤكد أهمية البحرين ومكانتها الاستراتيجية، وكذا جهود وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد بن محمد آل خليفة، ووزيرة الثقافة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في إقناع الدول الآسيوية بأهمية هذه المبادرة التي تجعل من كل عاصمة آسيوية عاصمة للسياحة عاماً بعد عام، وهو ما نتطلع إليه لتكون المنامة عاصمة للثقافة الآسيوية أيضاً».
العدد 4237 - الأحد 13 أبريل 2014م الموافق 13 جمادى الآخرة 1435هـ