العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

لمواجهة مشكلة طفلي الصعب في الأكل

الدكتور علي الحداد- اخصائي تغذية علاجية حديثة - مدير عام شركة get2fit للتغذية والرجيم ـ دولة الكويت 

12 أبريل 2014

إنْ كنتِ أمَّاً لطفل عنيد لا يرغب في الأطعمة، فتطمني بأنكِ لستِ وحدك في هذا المأزق، فهنالك أمهات كثر يمررن بالأمر ذاته، فالأطفال بعادتهم يصابون بـ «نيوفوبيا»؛ أي عدم الرغبة في الأطعمة ويحتاجون لفترة من الوقت حتى يتلذذن بمتعة الطعام. ويمكنك إجراء مجموعة من التكتيكات التي تسهم في التخفيف من هذا الأمر والتغلب عليه بأقصر وقت ممكن.

ومن ضمن هذه التكتيكات إنشاء روتين يومي لتناول الطعام مكوّنٍ من ثلاث وجبات رئيسة ووجبتين إلى ثلاث وجبات خفيفة، فالأطفال يحبون الروتين ويرغبون دائماً في معرفة الآتي وتوقعه. فلا تقدّمي لطفلك وجبة خفيفة بعد الوجبة الرئيسة مباشرة إذا لم يكن قد أكل وجبته جيداً، بل التزمي بمواعيد الوجبات.

وحاولي دائماً تقديم طبقين (صحنين) في الوجبة الواحدة، أحدهما طبق فاتح للشهية يتبعه طبق حلو الطعم، هذا يسهل حصول طفلك على السعرات الحرارية اللازمة والمغذيات الضرورية. واحرصي على تقديم كميات صغيرة في كل طبق فسيشعر طفلك بالقلق من الكميات الكبيرة التي تفقد شهيته.

أما عن العصائر المعلبة أو العصائر الطبيعية أو الحليب فلا تقديمها بكميات كبيرة قبل تناول الوجبة بساعة، فالمشروبات بكميات كبيرة تقلل من شهية طفلك. وإذا كان طفلك يشعر بالعطش، أعطيه الماء بدلاً من المشروبات الأخرى.

أما فترة تناول الطعام فتتراوح من 20 إلى 30 دقيقة، وتقبلي ألا يأكل طفلك المزيد بعدها في أغلب الظن، فمن الأفضل الانتظار حتى يحين موعد الوجبة الخفيفة التالية أو الوجبة الرئيسة التالية لتقديم الأطعمة المغذية الأخرى بدل إطالة مدة الوجبة ذاتها ومحاولة إرغام طفلك على تناول المزيد. على الجانب الآخر لا تتعجلي طفلك لإنهاء وجبته، فبعض الأطفال يتناولون طعامهم على مهل، والاستعجال قد يقلل من شهيتهم.

وبطبيعة الأطفال فإنهم يحبون الحصول على الاهتمام حتى لو كان سلبياً، لذلك حاولي مدح طفلك عندما يأكل جيداً، أما إذا لم يأكل جيداً، فأبعدي عنه الطعام المتبقي من دون إبداء ملاحظات، وتجنبي الضغط عليه لأكل المزيد إذا أوضح أنه قد أخذ كفايته، فالضغط على الطفل يجعله يعيد الأمر للحصول على مزيد من الانتباه.

كما أن مشاركة الطعام مع طفلك وإبداء التعليقات الإيجابية تجاه الطعام، ينمّي لديه حافز التقليد وتجربة الطعم عندما يراكِ تتناولين المأكولات غير المألوفة. إضافة إلى أن مشاركة طفلك الطعام مع أطفال آخرين من مرحلته العمرية نفسها أمر مثير ومحفز، وسيدفع طفلك للأكل بشكل أفضل.

ولا تغفلي عزيزتي الأم تغيير مكان تناول الوجبات من المنزل إلى الهواء الطلق؛ لجعل الوجبة أاكثر متعة، والسماح لطفلك برؤية الآخرين يستمتعون بالطعام. الأهم أن يكون مكان تناول الطعام هادئاً وباعثاً للاسترخاء، إذ يصعب على الأطفال الانتباه للطعام مع وجود مسببات أخرى للإلهاء.

ومن الأمور التي عليكِ تجنبها هو عدم إبعاد وجبة قام الطفل برفضها وتقديم وجبة بديلة مختلفة تماماً، فسرعان ما سيستغل الطفل هذا الخيار. ولا تعتبري أن طفلك لن يأكل طعاماً معيناً رفضه في السابق؛ لأن القدرة على تذوق الطعام تتغير مع الوقت. وفي هذا الصدد تجنبي تقديم طبق الحلوى كمكافأة على تناول الطبق الأول، فهي من ضمن أشهر الأخطاء التي تقوم بها الأمهات، إذ سيعتبر طفلك الطبق الحلو أفضل من الطبق المالح.

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً