العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

رمال مصر تعالج الروماتيزم

تنتشر في الصحاري المصرية أنواع مختلفة من الرمال التي تمتاز ‏بتراكيبها الكيميائية الفريدة، والتي يلجأ إليها المرضى من مختلف الجنسيات للقيام بتغطية أجسامهم بالرمال فيما يعرف بـالعلاج بـ «الملّه» وهي الرمل الحار بفعل أشعة الشمس في فصل الصيف. ويتطلب هذا العلاج في فصل الشتاء إشعال النار على الرمل أولاً، ومن ثم إبعاد بقايا الجمر والرماد بعد أن تخمد. ويصنف هذا العلاج من ضمن الطب البديل، خاصة أن أكثر من يستخدمه في السابق هم من أهل البادية والقرى الريفية.

وعادة ما يلجأ المريض لقرع جميع الأبواب طلباً للشفاء، حتى وإن كان بعضها غريب النوع. ناهيك عن كلفة الطب الشعبي الزهيدة، وقلة تأثيراته السلبية التي تجعل المرضى يقبلون عليه بحجة «إذا ما فاد ما يضر»، فكلفة الدفن الواحدة بالرمال تتراوح ما بين 100 و300 جنيه مصري حسب قدرات كل شخص والإمكانات التي تتاح له في الإقامة ونوعية الأكل الذي يطلبه. ولكن يجب الإشارة إلى أن هنالك علاجات شعبية تكلّف الكثير من الصحة إنْ لم تُجْرَ على يد خبراء، فالعلاج بالرمل إن لم يتم تحت إشراف خبراء فإنه سيؤدي بنتائج عكسية.

وعن أبرز الأمراض التي يسعى الناس للتخلص منها بالدفن بالرمال، هي الروماتيزم والروماتويد المفصلي والنقرس وآلام المفاصل والعمود الفقري والعقم والكبد، إضافة إلى الأمراض الجلدية مثل الصدفية والبهاق، وأيضاً من يعانون قصور الشرايين والسمنة الزائدة. كما تفيد رمال الصحاري في هدوء النفس وصفاء الروح. أما مرضى القلب وضيق التنفس فيُنصح بعدم اللجوء لهذا النوع من العلاج.

ويجب على الراغب في التداوي بالرمال الحارة أن يتبع نظام غذاء متكاملاً قبل عملية الدفن، تبدأ بتناول مشروب يسمى «اللبيجي» وهو روح النخلة على الريق في الساعة السابعة صباحاً تقريباً، وبعد نحو ساعتين يبدأ الإفطار الذي يشمل الجبنة البلدي والبيض واللبن. وبعد الانتهاء من الإفطار يبدأ المريض بالاستعداد إلى الانتقال إلى الجبل في نحو الساعة الواحدة ظهراً، بعد أن أنهى العمال الحفر بمقاس الإنسان العادي وبعمق 50 سم، حيث من الضروري أن تتعرض الحفرة لحرارة الشمس لتجعلها ساخنة وجاهزة للاستخدام.

وعند نحو الساعة الثانية ظهراً يدخل المريض في الحفرة مجرداً من ملابسه ويُغطى جسمه بالرمال، أما رأسه فيظل بالخارج ويوضع فوقه شمسية أو بطانية. ويعمل للمريض مساج أثناء وجوده في الرمل، الذي يبقى بداخلها حتى يحمر أعلى أنفه، حيث إن احمرار الأنف يعني أن جميع مسام الجسم تفتحت ولا توجد فائدة من وجوده في الرمل أكثر من ذلك.

وبعد ذلك يتم نقل المريض إلى خيمة ملفوفاً في بطانية صوف حتى لا يتعرض للهواء، ويترك فيها قدر استطاعته، فكلما طالت المدة كلما كان ذلك أكثر فائدة، وأن الصعوبة كلها تكمن في الجلوس في الخيمة وليس في الدفن في الرمال، وذلك يعود إلى نقص الأوكسجين، وزيادة ضربات القلب، وضعف النظر وارتفاع درجة الحرارة داخل الخيمة، وهو ما يتسبب في تساقط المياه التي تحمل السموم من جسم المريض بكميات كبيرة، ولذلك يتناول المريض أثناء وجوده في الخيمة مشروبات طبيعية مثل الحلبة الحصى. ويُقدَّم له الغذاء يشمل أرانب أو نصف دجاجة بلدي أو ربع كيلوغرام لحم ضأن أو ماعز مع أرز وشوربة خضراوات، مع تقديم عصير الليمون له باستمرار.

ويحرص المعالجون على تنبيه المريض بقائمة من الممنوعات من ضمنها عدم شرب الماء المثلج أو البارد والتكييف والمروحة والاستحمام والجماع طوال فترة العلاج التي تمتد من 3 إلى 7 أيام، وأحياناً تصل إلى 9 أيام. وبعد انتهاء كورس العلاج يتم عمل مساج بزيت الزيتون وملح طعام وليمون لسد مسام جسم المريض مرة أخرى.

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً