العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ

أطمح في نقل التقنية الجديدة لأكبر عدد من الأطباء

قسطرة في أقل من دقيقة.. د. جرادة:

قال الأستاذ المشارك ورئيس قسم الباطنية في جامعة الخليج العربي، الدكتور تيسير سعيد جرادة، إنه يطمح في التعريف بتقنية القسطرة غير التداخلية لأكبر عدد من العاملين في المجال الطبي.

وأشار إلى أن هذه التقنية الحديثة تسهل الكثير من الإجراءات على المريض والطبيب المعالج في آن واحد. وأنها عملية سريعة تُجرى في أقل من دقيقة، ولكن تحتاج إلى دقة عالية في إجرائها.

وأوضح د. تيسير في لقاء مع «الوسط الطبي» أنه بدأ في إجراء القسطرة غير التداخلية قبل 3 سنوات في مجمع السلمانية الطبي.

وبدأ د. تيسير استشاري أمراض القلب والأوعية الدموية في المركز الطبي الجامعي بمدينة الملك عبدالله الطبية بالتعريف بالقسطرة القلبية، وقال: «عمليات القسطرة تستخدم في الكشف عن الأمراض في القلب والشرايين وفي علاج بعض الحالات. ومن المعروف أن عمليات القسطرة التداخلية تتم بإدخال الأنبوب من الفخذ أو اليد ويسير داخل الجسم وصولاً للقلب والشرايين». وأضاف: «الطبيب في هذه الحالة يفحص القلب والشرايين ويقوم بإجراء فتح الانسدادات في الشرايين بالبالون».

وأوضح: «القسطرة التداخلية كان ومازال لها دور كبير في الكشف عن أمراض القلب وعلاجها. لكن، وكأي علاج، لها بعض المؤاخذات من قبل المريض، فالعملية تستغرق وقتاً في إجرائها ويوضع المريض تحت الملاحظة بعدها في المستشفى لـ 6 - 12 ساعة، وقد تصاحبها آلام في مكان القسطرة أو نزيف أو اضطراب في ضربات القلب أثناء حقن الشريان».

تقنية سريعة

وانتقل د. تيسير للحديث عن التقنية الجديدة، وقال: «تسمى التقنية الجديدة بالقسطرة غير التداخلية، وتستخدم في فحوصات القلب للتأكد من خلو القلب من أي أمراض أو تصلب الشرايين». وأضاف: «تعد نتائج الفحص دقيقة، وهي عملية سريعة تتم في أقل من 10 ثوان».

وقال شارحاً طريقة الفحص بهذه التقنية: «الأدوات المستخدمة في إجراء الفحص تختلف تماماً عن الأدوات في القسطرة التداخلية. فالفحص يتم عن طريق الأشعة المقطعية». وأوضح: «يقوم الطبيب بحقن المريض الخاضع للفحص بحقنة وريدية، وظيفة هذه الحقنة تلوين الشرايين، ومن ثمة يخضع المريض للتصوير عبر الأشعة المقطعية وبسرعة فائقة ويتم التقاط آلاف الصور ومن ثم تجميعها عن طريق الحاسوب وبدقة متناهية».

وأضاف: «قبل ذلك ندرب المريض على أن يحبس أنفاسه مدة بين 7 و8 ثوان وهي المدة التي يدور فيها الجهاز لالتقاط الصور. وحبس النفس مع عدم الحركة هنا إجراء مهم جداً وضروري لضمان دقة الفحص والنتائج».

وذكر د. تيسير أن المريض يتناول حبة قبل الفحص لغرض تخفيف الضربات تحت معدل 65 في الدقيقة. ويشعر المريض بدفء في الجسم بسبب الحقنة الملونة وكذلك يغادر المريض المكان بعد دقائق بعد فحص الضغط والنبض ومن ثم يعود للبيت. وأضاف أن القسطرة غير التداخلية تقوم بقياس درجة التكلس في الشرايين وتغني في كثير من الحالات عن القسطرة التداخلية.

وأوضح أن القسطرة غير التداخلية تطبق «على المرضى والنساء دون سن الأربعين، وعلى الأفراد الذين يخضعون للفحص للتأكد من عدم إصابتهم بالأمراض مع نسبة عالية في احتمال عدم وجود المرض قبل القيام بالتحليل»، مؤكداً أن «دخول هذه التقنية الجديدة في مجال القسطرة لا يعني الاستغناء عن القسطرة التداخلية، فلكلٍّ وظيفته».

ولفت إلى أن طبيب القلب لا يستغني عن القسطرة التداخلية؛ لأنها ليست أداة للفحص فقط، بل هي أداة لإجراء العمليات كفتح الشرايين المسدودة في القلب بالبالون أو توسيع الصمام على سبيل المثال.

دقة عالية في استخلاص النتائج

وحول دقة التقنية الجديدة، أوضح أن «الأشعة المقطعية لم تظهر بالأمس، فقد كانت بداية ظهورها في الولايات المتحدة الأمريكية في السبعينات من القرن الماضي، وكانت تطبق على فحص الدماغ والصدر وكذلك البطن»، مشيراً إلى أن هذه التقنية «ظلت تستخدم بشكل محدود حتى نهاية التسعينات».

ولفت إلى أن التقدم التقني الكبير والهائل في سرعة الدوران لجهاز الأشعة ساهم بشكل كبير في تحسين الأداء وتقديم نتائج دقيقة لفحص شرايين القلب بالقسطرة غير التداخلية، كما تم توسيع استخداماتها للكشف عن أمراض أخرى داخل الجسم.

وقال موضحاً: «في العام 2002 كانت أجهزة الأشعة المقطعية تلتقط 16 مقطعاً في الدورة الواحدة حول الجسم، ومع مرور الوقت والاستمرار في التقدم التقني على مستوى الأجهزة الطبية تطور الجهاز ليتمكن من التقاط 64 مقطعاً في الدورة، وكان ذلك في العام 2004»، مضيفاً أن «القفزة الكبيرة ساهمت بشكل كبير في تقديم نتائج دقيقة، كما أنها استطاعت فحص جميع الشرايين مهما كانت صغيرة، وفي أي مكان في القلب».

وتابع: «انتشرت التقنية الاستكشافية في العالم بعد نجاحها في أمريكا، ولم يقف التطور عند هذا الحد، بل وصلت سرعة أجهزة الأشعة المقطعية إلى 128 مقطعاً في الدورة، وفي آخر التطورات وصلت المقاطع في الدورة الواحدة إلى 256 مقطعاً».

الفحص متوافر في البحرين

وكشف د. تيسير أن الفحص بالقسطرة غير التداخلية متوافر في البحرين، وقال: «بدأت في تطبيقه قبل 3 سنوات في مجمع السلمانية الطبي، وهو موجود في مراكز طبية خاصة كمدينة الملك عبدالله الطبية وتتبع جامعة الخليج العربي، وكذلك مركز الأمير محمد لأمراض القلب».

وحول كُلَف الفحص، أجاب: «الكُلَف غير مرتفعة مقارنة بالقسطرة التداخلية, بل يمكن أن نعتبرها رمزية»، مشيراً إلى أن «هناك تسهيلات للمرضى غير القادرين على دفع الكُلَف المرتفعة بالنسبة إليهم».

ولفت د. تيسير إلى أن هناك محدودية في أطباء القلب الذين يستطيعون إجراء الفحص بالقسطرة غير التداخلية، مؤكداً أهمية تدريب الأطباء على هذه التقنية الجديدة.

وقال: «شخصياً، تدربت على هذه التقنية في كل من أمريكا والرياض وأبوظبي، إضافة إلى القراءة النظرية في هذا المجال. وبعد ذلك تقدمت لاختبار من أجل الحصول على شهادة دبلوم في القسطرة غير التداخلية من الجمعية الأمريكية للأشعة المقطعية للقلب».

طموح بنشر التقنية

وعن طموحه، قال الأستاذ المشارك بجامعة الخليج العربي: «أعمل بجد على إعداد الندوات في الجامعة لنشر المعرفة في مجال القلب لأكبر عدد من الطلبة والأطباء الجدد»، موضحاً أن عمليات تدريب الأطباء أمر ليس بالهين، فبرامج التدريب تحتاج لموازنة مالية، ووقت حتى يتقن الطبيب المتدرب التقنيات الجديدة بشكل جيد، كما يحتاج لممارسة ذلك. وكذلك فإن «التدريب بحاجة لتحديد ماهيته في البداية، وكيفيته، واختيار المشاركين في البرامج التدريبية بعناية».

ولفت إلى أن مؤتمر جمعية القلب الخليجية الحادي عشر ومؤتمر رابطة القلب البحرينية الرابع الذي عُقد حديثاً في البحرين أوصى بأهمية تدريب وتطوير الأطباء والممرضين والفنيين في مجال الوقاية وعلاج أمراض القلب. وأضاف: «كان للتدريب والتطوير مساحة كبيرة في توصيات المؤتمر التي بلغت 15 توصية».

وأوضح: «بالرجوع للبيان الختامي ستجد أن المؤتمرين أوصوا بالاهتمام بالتدريب عبر أربع توصيات، هي: تدريب الأطباء والممرضين والفنيين في مجال الوقاية وعلاج أمراض القلب. عقد المؤتمرات والندوات وورش العمل المتعلقة بأمراض القلب لتبادل الخبرات وتحديث المعلومات. إضافة إلى السعي في إيجاد كوادر صحية متخصصة في أمراض القلب.

وأظهرت الدراسات أن أمراض القلب تسبب أكثر من ثلث أسباب الوفيات في دول مجلس التعاون الخليجي، وتتراوح نسبة الإصابة بهذه الأمراض عند الأشخاص فوق سن الأربعين نحو 20-45 في المئة.

وكشف د. تيسير عن عزمه تنظيم ندوة عالمية عن القسطرة غير التداخلية في الجامعة بمشاركة أطباء من أمريكا وأوروبا، في بداية العام الدراسي المقبل، لافتاً إلى أن جامعة الخليج العربي تحرص على ابتعاث منتسبيها لمؤتمرين طبيين في العام، كما تعقد مؤتمرات في البحرين يتمكن جميع الأطباء الجدد من حضورها.

العدد 4236 - السبت 12 أبريل 2014م الموافق 12 جمادى الآخرة 1435هـ





التعليقات
تنويه : التعليقات لا تعبر عن رأي الصحيفة

  • أضف تعليق أنت تعلق كزائر، لتتمكن من التعليق بـ3000 حرف قم بـتسجيل عضوية
    اكتب رمز الأمان

اقرأ ايضاً