إلى وزيرة التنمية فاطمة البلوشي...

رسالة شكر نبعثها عبر هذا المنبر من أولياء أمور مدرستي حسّان بن ثابت وآمنة بنت وهب، لأنّك أوّل من استمع لهم، وأوّل من ساهم في حل مشكلة بناء سوق مؤقت في حديقة حسّان الملاصقة للمدرستين، حيث قمتِ بأخذ الموضوع على محمل الجد، وأرسلت فريقكِ من أجل التحقّق والتحقيق، ومن ثمّ أرسلتِ رسالة إلى وزير البلديات حول هذه المشكلة.

لن ينسى أولياء الأمور موقفكِ القوي وحجّتكِ الراسخة من أجل أبنائهم، في حين أنّ بعض أعضاء المجلس أغلق الحلقة عليهم ولم يسمع لهم، ولا حتّى أعطى رأيهم ذاك الاهتمام. وقد اتّصل بنا وراسلنا كثيرٌ من أولياء الأمور لشكرك، لأنّهم لا يستطيعون الوصول إليكِ، ونعلم بأنّك لا تريدين عليه جزاءً ولا شكوراً، ولكنها كلمة حق لابد أن تقال عند المواقف.

لقد أوقفتِ مأساةً كادت أن تحصل، وقضيّة تحرّش قد تقضي، وقضايا أخرى متشعّبة ومتكرّرة بسبب السوق البديل الملاصق للمدرستين الابتدائيتين، خصوصاً أننا في زمنٍ بتنا فيه نخاف على أطفالنا من أمور عدّة كالشارع والسيارات والأسواق والعمالة السائبة وسكن العزّاب... إلخ من أمور وقضايا قد تضر وتسيء لأبنائنا.

نعم... نشكر كذلك كل عضو بلدي وقف منذ البداية ورفض وجود السوق بجانب المدرستين، لأنّ وجوده لا يناسب الحفاظ على الأبناء ولا يناسب كذلك شئون الأمن والسلامة، بل إنّه بعيدٌ كل البعد عن الأمن والسلامة، والشواهد على ذلك كثيرة.

لا جرمَ أن الوقف الفوري للعمل بالسوق المؤقّت وإزاحة السور الخشبي الذي كان محيطاً بأرض الحديقة، يرجع حركة السير إلى أصلها المعتاد، فالتسوير والعمل والمكائن زادت من الاكتظاظ والازدحام وعدم الأمان عند انصراف الطلبة.

وهنا لا يسعنا أيضاً إلاّ شكر أولياء الأمور على حرصهم بعدم تضييع حقوقهم، ووصولهم إلى الجميع من أجل إثبات هذا الحق، ففي النهاية لا يصح إلاّ الصحيح، ولا يضيع حقٌ وراءه مطالب، وما قامت به صحيفة «الوسط» الغرّاء من تسليط الضوء إلاّ واجبٌ نحمله إلى الأبد، فمصلحة الأبناء فوق جميع المصالح مهما كانت، وأمانهم من أماننا، وسلامتهم من سلامتنا، وراحتهم هي راحتنا. وهدفنا إسماع صوت من لا يستطيع إيصال صوته إلى المسئولين في الدولة.

أعضاء مجلس بلدي المحرّق، أرجوكم لا تضعوا السوق في مكان آخر يضرّ بالمصلحة العامّة، ولا تضعوه في مكان يزيد من المشكلات ويفاقمها، بل خطّطوا جيّداً لنقله إلى مكانٍ آمن، لا مشكلات ولا أزمات حوله، حتى لا تثيروا الرأي العام مرّةً أخرى، وحتى لا تكون هناك مشكلات ولا معضلات بسبب مكان السوق... والله ولي التوفيق.