بدأ دوري الدرجة الأولى لكرة القدم «يحمى» بعض الشيء بدخول عدة فرق في دائرة المنافسة على اللقب، وهذا أمر افتقدناه منذ عدة سنوات، إذ كانت الأمور غالباً تُحسم قبل عدة جولات على رغم قلة عدد المباريات، أو إذا تأخر الحسم يكون بين فريقين ليس إلا، لكن الأمور الآن مُختلفة تماماً وفي حالة استثنائية محلياً، فالمنامة بعد فوزه على البسيتين أمس الأول تصدر الدوري لأول مرة ربما منذ سنوات، أو الأقل لأول مرة يتصدر الدوري في مرحلة حساسة من المنافسة حتى وإن كان مؤقتاً، وأيضاً فوز المحرق في لقاءين متتاليين على سترة والشباب جعله يعود للمركز الثاني مؤقتاً بعد أن وصل به الحال للتأخر للمركز الخامس، والرفاع المتصدر منذ الجولات الأولى تراجع للمركز الثالث ولكن المنامة والمحرق خاضا مباراتين أكثر منه، والحد يترقب أيضاً وله آمال وتطلعات كبيرة للقب كونه يمتلك مباراتين أقل من المنامة والمحرق ويتخلف عنهما بست وخمس نقاط على التوالي.

كل هذا يجعلنا في «شهية مفتوحة» لمتابعة كل المباريات المتبقية من دورينا مع عدم استثناء المنافسة على البقاء في دوري الكبار، لأننا على أعتاب منافسة غير مسبوقة على الصعيد المحلي قلما رأيناها في السنوات الأخيرة، ولكن نحن لا نريد أن تمر المباريات مرور الكرام بدون تنظيم مميز من اتحاد الكرة أو اهتمام منه مثلما هو حاصل الآن، فالاتحاد «انتفض» لفترة قصيرة جداً وأخرج نهائي كأس الملك على أعلى مستوى، ثم خفت بعدها وعادت الأمور إلى «روتينيتها» المعهودة من خلال إقامة المباريات في أجواء «كئيبة» وبدون تحفيز جماهيري أو ما شابه، وكأن مهمة هذا الاتحاد تقتصر على فترة معينة من العام وينتهي كل شيء.

صدقوني لو أن نصف هذا الاهتمام الذي شاهدناه في كأس الملك يُطبق على بقية الموسم لرأينا جزءًا كبيراً من الجماهير تعود للمدرجات من جديد ولارتفع المستوى وشدة المنافسة بشكل أكبر من السابق، لأن الاهتمام متى ما وُجد فإن ذلك سيعود بالنفع على المسابقة ككل، وحينها سنشاهد أكثر من فريق متميز بدلاً من الاقتصار على فريق أو اثنين، وطبعاً إذا زاد تميز الفرق هذا معناه وجود لاعبين على مستوى عالٍ، وسينعكس ذلك على مستوى المنتخبات، وبالتالي فإن العملية متسلسلة ومتصلة، فالاهتمام بالمسابقات يولد فرقاً قوية ومنتخباً قوياً، أما الاتجاه فقط للاهتمام برأس الهرم وترك الأساس فإن البناء حينها سيكون ضعيفاً ولن يصمد كثيراً، وهذا بالطبع ما ينطبق على منتخبنا الوطني في السنوات الأخيرة، إذ تراجع مستواه كثيراً لضعف المسابقات المحلية.

ما نُطالب الاتحاد به هو الضرب على الحديد وهو «حامي»، فكلها جولات قليلة بالإمكان الاهتمام بها بشكل أكبر «لتشتعل» المنافسة أكبر، وفي النهاية سيكون النجاح هو نجاحٌ للاتحاد نفسه، وهذا ما نتمناه، فلا يفهم أحداً ان انتقادنا هنا فقط لمجرد الانتقاد، فنحن نريد اتحاداً ناجحاً، وأهم ما سيميزه بالتأكيد في حالة نجاحه هو قوة مسابقاته.

وأيضاً لا نستثني الاهتمام الإعلامي من جميع وسائل الإعلام المحلية من هذا الجانب، فالجميع عمل بقوة في فترة كأس الملك، فلماذا لا يتواصل ذلك الآن؟.